TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فتيلة ابن المسؤول

فتيلة ابن المسؤول

نشر في: 13 يونيو, 2014: 09:01 م

من يسمع اسم "بوابة العراق " يتبادر الى ذهنه بان المراكز الحدودية العراقية الشرقية والغربية والجنوبية ،اصبحت في وضع متطور، تلبي متطلبات الراحة للمسافرين ، وتنجز اجراءات الدخول والخروج بدقائق ، وسط عبارات الترحيب وطيب الاقامة في البلد الآمن المستقر، وابتسامات عريضة ارتسمت على وجوه رجال الامن ، "بوابة العراق " اسم شركة طيران اسطولها يضم طائرات صغيرة سعة 20 راكبا ، يمتلكها ابن مسؤول في الحكومة ، فحصلت الشركة على امتيازات الخدمة المجانية وكذلك الوقود من المطارات العراقية ، لان صاحبها يقدم خدمة وطنية كبيرة ، بتأجير طائراته الى المسؤولين والقادة السياسيين ، لنقلهم الى مطارات عواصم دول خارجية ، ثم العودة بهم منصورين غانمين محققين انجازات كبيرة في تطوير علاقات العراق بدول الجوار ، ومساعدتهم على الهروب عندما تضطرب الاوضاع .
كفل القانون العراقي لاي شخص القيام باي نشاط اقتصادي ، سواء بفتح المولات وتأسيس شركات النقل البرية والجوية والبحرية ، وبامكان الاشخاص خوض هذا النشاط بحرية بموجب ضوابط حددها القانون ، الذي يقف دائما على مسافة واحدة امام الجميع ، فابن زاير موحان يستطيع ان يؤسس شركة طيران لنقل المسافرين ،بوصفه يمتلك الخبرة المكتسبة من عمله عندما كان نائب ضابط في القوة الجوية بالجيش العراقي المنحل، ولا توجد موانع تعرقل رغبة ابن الزاير في تأسيس شركته ، ولكن توجد عقبات كثيرة تقف عائقا امام تحقيق رغبته من ابرزها عدم توفر رأس المال ، فضلا عن ذلك امكانياته المادية ضعيفة لا تساعده على شراء "ستوتة" .
ابن الزاير، فاتح اباه في احد الايام لمساعدته في شراء "سايبا" ليعمل سائق سيارة اجرة ، بدعوة افراد العشيرة الى جمع المبلغ ثم اعادته الى اصحابه من وارد العمل ، والفكرة لم تعجب الاب ، وقال انه لا يستطيع شراء "فتيلة فانوس" ولا يريد تكليف الاقارب للدخول في مشروع تجاري معرض للانهيار في اية لحظة ، العلاقة بين فتيلة موحان و"بوابة العراق " تتمثل باستعانة الابناء بالآباء في تحقيق المشاريع التجارية ، وعلى الرغم من الفارق الشاسع والكبير بين الاثنين يبقى توفر رأس المال هو العامل الاهم في ولادة مشروع انشاء شركة طيران او شراء سيارة "سايبا" ايرانية الصنع بالتقسيط المريح .
زاير موحان ذو الدخل المحدود ، لم يطرأ اي متغير على اوضاعه الاقتصادية ، بل زادت عليه الاعباء والهموم ، والنفقات ، وأحلامه في تطوير اوضاعه المعيشية تبددت ، منذ ادرك بان المناضلين الجدد من الساسة والمسؤولين ، انصب اهتمامهم على مضاعفة ثرواتهم ، بحصولهم على صلاحيات تمنح الابناء تأسيس شركات استيراد البيرة الإسلامية والسجائر ، والاجهزة الكهربائية الصينية ، ومفردات البطاقة التمونية لصالح وزارة التجارة .
كيف استطاع ابن المسؤول تأسيس شركة طيران ، وأبوه قبل الغزو الاميركي للعراق لم يكن قادرا على شراء "فتيلة" لفانوس الصريفة الواقعة في منطقة حدودية قريبة من بوابة العراق الشرقية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram