عندما أقدم المالكي على حجب مواقع التواصل الاجتماعي على العراقيين وقطع الإنترنت بكاملها عن بعض المناطق، دُفعت بشوق المرعوب لقراء رواية "1984" لجورج ارويل. المسألة اكبر من فيسبوك او توتير.
للفاشية أعراض معينة شخصها المختصون في علم السياسة والحروب. حتى ان بعضهم حددها بـ 14 عرضا وآخر بأكثر أو أقل. اهم من كتب في هذا هو العالم السياسي لورانس بريت، الذي انصح العراقيين ان يقرأوا ما كتبه هذا العالم حول الموضوع، وهو موجود بالإنجليزية على الإنترنت.
تفضلوا وخذوا جولة في "باقة" مختارة من أعراض الفاشية أتيتكم بها من مصادر عقلانية وعالمة متنوعة:
1.نشر الهوس بين الجماهير باسم الخوف على الأمن القومي.
2.تشابك الدين مع الدولة - تميل الحكومات في الدول الفاشية لاستخدام الدين او المذهب الأكثر شيوعا في البلاد كأداة عاطفية للتلاعب بالرأي العام.
3.ازدراء المثقفين والفانيون والاكاديميين - الدول الفاشية تميل إلى تنمية روح العداء بين الجماهير ضد كل ما يدل على إعمال العقل.
4.تأسيسا على 3 أعلاه، اعتبار سلوك القطيع خلف الحاكم الفاشي، حتى وان كان فاشلا، أمرا طبيعيا، أما التفكير الفردي أو النقدي الحر فهو خيانة.
5."تقديس رجل دين ليس بصفته متلقيا للوحي، في عصر لم يعد فيه أنبياء، بل بصفته قائدا سياسيا أو حزبيا يتمتع بقدسية دنيوية، أو تقديس مذاهب دينية ليس بصفتها مذاهب بل بصفتها طوائف وأحزاب سياسية".
6.تقديس أشياء لم ينزل بها نص سماوي او حديث نبوي إلى درجة عبادتها مثل الحاكم الإسلامي الطائفي والأحزاب والتحالفات والميليشيات والجيش. قد يصل الامر الى "إنتاج فكري لمثقف ما يحوّل الى نص مقدس ودليل عمل".
7.السيطرة على وسائل الاعلام الجماهيرية وفي مقدمتها شبكات التواصل الاجتماعي. غالبا ما يرافق ذلك سيطرة مباشرة من قبل الحكومة الفاشية على وسائل الاعلام وتقنين الأسئلة التي قد تطرح على المسؤولين خلال المؤتمرات الصحفية.
8.جعل السرية في اعمال الحكومة قيمة وطنية عليا وتجريم كل من يفكر باستجواب السلطة او مساءلتها.
9.تزوير الانتخابات. وهذه احتلت الرقم 14 في تسلسل قائمة "اعراض الفاشية" التي حددها بريت والتي جاء فيها ان الحكومات الفاشية تستخدم التلاعب بالانتخابات لخداع الجماهير من خلال حملات منظمة للتشهير بالمعارضين او حتى اغتيالهم. وتستخدم التشريعات للسيطرة على نتائج التصويت وتحوير أرقامها واستغلال وسائل الاعلام والأجهزة القضائية لإضفاء الشرعية على ما قامت به من تزوير.
اللهم انى قد بلغت، اللهم فاشهد.