لوحات بألوان منسجمة ومنحوتات خشبية زينت قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في مقر الحزب الشيوعي بمناسبة ذكرى تأسيسه الثمانين، مشكلةً المعرض الشخصي الحادي عشر للنحات الرائد عبد الجبار البنّاء في حفل مختصر افتتح بكلمة الأستاذ مفيد الجزائري الخميس الماضي 12/6 مبيناً ان الفنان البناء لم يستطع الحضور لافتتاح معرضه بسبب تعرضه لوعكة صحية. وقال: "يؤسفنا هذا الحدث الطارئ للفنان أبو دريد، وكان يهمنا حضوره كثيراً ليتم تكريمه بهذه المناسبة، لذا ارتأينا تأجيل افتتاح المعرض، لكن المحتفى به اصر على افتتاحه." ولفت الى "ان الفنان عبد الجبار البناء لم يغب سابقاً عن أية مناسبة او ذكرى، وكان وجوده وإسهامه مميزين بشكل خاص في جميع النشاطات والفعاليات التي يقيمها الحزب، ونذكر منها مهرجان الفن التشكيلي الذي أقمناه على قاعة حوار يوم الثاني عشر من نيسان الماضي." وأوضح: "ان هذا المهرجان افتتحه ابو دريد بنفسه ومن احق منه بافتتاحه وسط تصفيق المشاركين من زملائه وزميلاته، وهاهو فناننا المبدع اليوم يأسرنا بهذا المعرض رسماً ونحتاً والذي كرسه للذكرى الثمانين لتأسيس حزبه الشيوعي."

وتثميناً لدوره الفعال في الحركة التشكيلية العراقية أوضح الدكتور جمال العتابي "ان الفنان عبد الجبار البناء يعد من جيل الرواد لتجربته الثرية وخاصة في مجال النحت، فهو واحد من المتميزين في هذا الميدان لكونه يعمل على مادة واحدة هي مادة الخشب التي استطاع من خلال تطويعها ان يخلق حالة من الانسجام والعناق الانساني." وأوضح: "انه يركز في قضية إنسانية بأسلوب تعبيري لا يميل للتجريد، كما يلاحظ ان هناك بعض الأعمال تبدو جديدة في أسلوبه وهي تشكل إضافة في تجربته الفنية التي تمتد لأكثر من ستين عاماً، اغنى من خلالها المشهد العراقي." وتابع: "وهو اضافة الى ذلك يعد شخصية وطنية وانسانية ما يمنحه بعداً آخر يتمثل في اندماجه بالحياة. كما ان له أعمالا برونزية تعطي انطباعاً على قدرته ومهارته في تطويع مادة البرونز والنحاس في تقديم أشكال مهمة." 

وبعد مشاهدتها للمعرض عبرت الفنانة التشكيلية أسماء الدوري عن اندهاشها قائلة: حقيقة هذا أول حضور لي لمعرض البنّاء، وفوجئت بأعمال رائعة جداً من خلال استعماله للألوان المائية الشفافة. مبينة: اشعر ان كل لوحة منها معزوفة موسيقية متناغمة الألوان تبهر المتلقي وتجعله في حالة تأمل لمعرفة حكايتها من خلال رموزها.

فيما وصفه الفنان خالد الجنابي بالنحات البارع الذي نحت طريق الصبر ليصنع الجمال. وقال: أعماله أصلية لأنها تدعو للتأمل وإمعان التفكير، انه مبدع الأشكال التعبيرية التشكيلية، وقد عرفته انساناً يحمل كل معاني الانسانية، كما عرفته فناناً يزداد تألقاً في أعماله الفنية فيثير اعجاباً بما يحمله من الصبر والجد والحرص، فتجربته تمتلك مقومات الديمومة والرؤية الخلاقة.

وفي نهاية الحفل أوضح الأستاذ مفيد الجزائري ان الفنان البنّاء قد كرم الحزب لمرات عديد من خلال إبداعه ومشاركاته وإسهاماته، واليوم ليس كثيراً عليه ان نكرمه بلوح الإبداع.. وقال: قبل ذلك اسمحوا لي ان أدعو الزميل حميد مجيد موسى ليزين صدره اولاً بقلادة الحزب في الذكرى الثمانين لتأسيسه. 

وتمت دعوة ابنة المحتفى به رجاء البناء وتقليدها التكريم نيابةً عن أبيها.