TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هيلاري: صح النوم

هيلاري: صح النوم

نشر في: 15 يونيو, 2014: 09:01 م

تتدرج حيثيات القوانين إزاء الأفعال التي تطالها العقوبات. فالمخالفة قد ترفع عقوبتها بالاعتذار او طلب المغفرة. والجنحة قد لا تتعدى عقوبتها الزجر والتعزير. وعقوبة الجريمة غير المقصودة تختلف عن الجناية المرتكبة عن سبق إصرار وترصد، فما هو التكييف القانوني لما يجري في عراق اليوم من خروقات؟
العراق الذي احترق بفعل فاعل، الذي غرق وأغرق بسيول الماء والدم بفعل فاعل، الذي انتهكت حرماته، واستبيحت ممتلكاته بفعل فاعل، الذي انقلب عاليه سافله بفعل فاعل، الذي ساوم فيه السارق المسروق.
عراق ، لا تدري في خضم احداثه الداميات : من سلب من ؟ من قتل من ؟ من ساوم من ؟ من ابتز من ؟ من انتصر ؟ من انهزم ؟ من تواطأ ؟ من آثر الهزيمة بالغنيمة؟
اختلاط الحابل بالنابل —في بلاد ما بين النهرين — ليس محض صدفة . فما من فعل دون فاعل ، وما من طحين دون جعجعة .
ادري - يقينا ادري - عاقبة من يتجرأ ويسمي الأشياء بأسمائها ، ويجاهر بصوت عال : انها والله لمؤامرة، مؤامرة محبوكة فصولها بدراية عالية .لعقول مفكرة وعيون ترى ابعد من الانف!
إن ما جرى من سيناريوهات ، أسقطت مدنا راسخة بغمضة عين . امر يستعصي على التصديق .. كيف مرقت تلك الافواج الحاشدة من البشر .بكامل اسلحتهم وعجلاتهم وعتادهم المنافذ ، دون ان تثير ريبة مراقب امني او تصعد جذوة الشك في صدر مسؤول ؟ كيف ؟
في حومة هذي المعمعة اللغز، وبالتزامن مع تداعياتها ، أعلن عن صدور كتاب ل —هيلاري كلينتون — وزيرة الخارجية الأميركية السابقة . تعتذر في احد فصوله عما حل بالعراق نتيجة غزو غير محسوبة نتائجه ( كذا ) . تذكر دون نكران : لم اكن الوحيدة التي ارتكبت الخطأ . كنت اعتقد - حينها - إنني اتخذت القرار الأفضل ، لقد تصرفت بحسن نية!
هل مقدرات الشعوب ومصير أوطان رهينة أمزجة واعتقاد خاطئ لكائن من كان ؟ هل عودة الوعي المتأخر للسيدة يعيد للام وحيدها الذي حصدته نيران إرهاب؟ او يعوض طفلة او ارملة عن فقدان اب او زوج او جار؟ او يعوض جامعة فقدت اعلم كوادرها؟ او مستشفى غادرها أكفأ أطبائها؟ و .. و
الفاجعة .. إن ما آل إليه حال العراق والعراقيين اليوم ، شق على هيلاري ان تبتلعه دون غصة ، ودعاها -طوعا - للإفصاح عن الندم او الاعتذار ، ربما تحت وطأة الشعور بالذنب .
الفجيعة .. إن كل هذا الدمار لم يحرك خلجة في صدور ارباب الحل والعقد ، ولم يوجر في ضمائرهم جذوة النخوة ، وهم يصيخون السمع لاستغاثة — الوطن الأم — يرجو ، يستنجد ، يستعطف ، يتوسل : انا مشرف على الموت ….انقذوني .. ان .. قذ…و.. .وني .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram