اذن لايحتمل ان تكون النتيجة نفسها كما في الموكب الاحتفالي الطقسي اذن يتوقع الكاهن والجموع المحتشدة الحلول والتحويل وحتى هذا تمت مناقشته حيث تصر بعض المناقشات حول التمثيل بأن المسرح بوصفه طقساً يمكن ان يحول التجربة المسرحية وبالتالي يحول الواقع. كان مثل هذا الافتراض موجوداً من بدايات التنظير للدراما اي من طروحات (ارسطو) حين ادعى بأن (التنظير) هو مركز تجربة التراجيدي. وهناك مثل آخر كامن في كتابات الكلاسيكي الالماني ما بعد ( شيللر) والتي أكدت القوة الابتكارية للمحاكاة.
تقتضي النظريات الحالية للطقس او ربما تصر على ان الفعل الطقسي لامعنى له طالما تكون مقاصد الممثل و المتفرج غائبة، وهذا ما جاء في مقاربة كل من (همفري) و (ليدلاو) في كتابهما (النموذج الاصلي للطقس) وماهو معروف وحاضر هو التزامهما بالطقس لأداء الفعل وتعهدهما بالاشتراك التقليدي. مع ذلك يمكن ايجاد قواسم مشتركة في المناقشات التي تجري حول المسرح والطقس، وان قوة تأثير اي فعل ادائي يعتمد على قوة استيعاب وهذا يدعو الى التساؤل عن فكرة تأطير المفاهيم التي تفرق بين الممارستين. وقد اقترح (ششنر) وهو من قادة نظرية العرض والاداء، مصطلحاً مجازياً (شبكات النفاذ) بالنسبة للتوقعات وترك مدى رفع الحواجز بين الواقع والتجربة وسمح لإمكانية المسرح والطقس في تغيير الواقع المعيشي. وقد تماشت الآراء حول (المسرحية الطقسية) مع المقاربات الطليعية الاولى في مجال التمثيل، واشهرها تلك التي اقترحها (ارنو) في كتابه (المسرح و قرنيه) عام 1938 حيث جاءت فيه دعوة لإعادة حيوية الممارسة المسرحية بواسطة (سحر الطقس) تلك الدعوة التي كان لها تأثيرها المهم في مطبقين امثال (غروتوفسكي).
الفعل الأدائي والذي بواسطته يتم تحويل الممثلين والسياقات والوظائف الاجتماعية انما يربط ويخرج عوالم المسرح والطقس بقدر ما تفصلها وتميز هذا عن ذاك. وسواء حدث التحويل نتيجة للأداء الفعل فانه غير قابل للتنبؤ. وعليه فإن كلا الأداءين المسرحي والطقسي يحمل الخطورة بالنسبة للمؤدي وقدرته في استحضار الالوهيات. والشخصيات الخرافية الميتة او اشباحها ويخضع ذلك للحكم وفقاً لمعيار معروف لدى الجمهور المثقف. النتيجة المقتضية الشفاء بواسطة الطقس قد تكون في معافاة الشخص المريض والفشل في تحقيق ذلك قد يؤدي الى محو نجاح الطقس. يعتبر اشخاص مثل (كالولي) من (غينيا الجديدة) بأن الفشل الأدائي او النجاح الأدائي يعتمدان على العناصر المسرحية وحرفياتها وعلى القدرة التمثيلية.
وفقاً للعالم (بروس كايفرز) في كتابه (عيد الساحر) 1997، فإن احدى التماثلات الخاصة للفعل الطقسي هي تلك التي تشكل عالماً فعلياً و واقعاً غير محتمل ان يحدث وهو المعارض للفعلية. لو كان الأمر كذلك عندئذ فان العرض الطقسي والمسرحي يمثلان ويشكلان وقائع تخص كلاً منهما، وعوالم متخيلة تنشأ على وفق منطقها. ان مثل هذه الوقائع الفعلية والمتخيلة تصبح حقيقة وتحويلها بالنسبة للحياة الفعلية بواسطة الأداء المجسد حتى لو كانت الممارسة الجسدية قد خضعت للتدريب وفقاً للأفكار الكونية المتنوعة و بواسطة العرض الأدائي يخلق المسرح والطقس ويشكل عالماً لايمثل الواقع المعاصي ولانموذجاً مثالياً له بل واقعٌ منفصل.
المسرح والطقس
[post-views]
نشر في: 16 يونيو, 2014: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...