سهيل العباسييردد الكثير من السياسيين في مناسبات عدة بان الحرب القادمة هي حرب مياه بين دول المنبع ودول المصب لاهمية المياه ولان العالم مقدم على ازمة غذاء وليس ازمة طاقة، لوجود امكانية لاستخدام بدائل عنها، وان الزراعة اي زراعة يتحكم بها عنصران اساسيان الارض الصالحة والمياه ولانستغرب هذه الضجة الملفتة للنظر على السودان من قبل امريكا وبعض الدول الغربية وهو لم يأتِ من فراغ
سيما وان الاحصائيات تقول بأن السودان تملك (200) مئتي مليون دونم جاهزة للزراعة الا انها غير مستغلة بسبب عدم توفر رؤوس الاموال الكافية من قبل السودان.. والعراق ومنذ القدم سُمي ببلاد الرافدين دجلة والفرات ولم يكنّ (بعد اكتشاف) النفط ببلد النفط وان شبكة الري التي انشئت منذ زمن طويل و هي التي ادت الى ازدهار الزراعة وقيامه بتصدير الفائض من انتاجه الزراعي الى معظم الدول المجاورة والدول البعيدة عنه ولم تكن هناك ازمة ماء لا بسبب محدودية استخدام الماء وانما بفعل مشاريع الري القديم والحديث والخزانات التي قام بها عند قيام الدولة العراقية وكان حكام العراق في العهد الملكي وعلى رأسهم نوري السعيد أخذ مطلق حقوق الماء كاملة من بلد المنبع تركيا وبموجب اتفاقيات ولم يتنازل العراق عن حقه ... الان تركيا بعد ان ارتفعت اسعارالنفط تناور في موضوع حصة العراق ولا تقوم الحكومة بالسعي لتوقيع اتفاقيات واضحة وملزمة للدولة الجارة وانما اكتفت بارسال الوفود والزيارات المستمرة من عدد غير قليل يطلبون زيادة الحصة وكأننا نستجدي ذلك هذا شيء لا يدل الا على تخبط الحكومات العراقية المتعاقبة والنتائج سلبية لا بل مدمرة على القطاع الزراعي الذي كان بالاساس متردياً ومع الوضع الصحي المتدهور جراء عدم صلاحية هذه المياه للشرب والاستعمال ناهيك عن الزراعة، سيأتي يوماً نضطر ان نقايض النفط بالماء.وها هي مصر وهي احدى ست دول متشاطئة على النيل انها تأخذ حصتها بالكامل ولا تفرط بهذا الحق ...آن لنا ان نقف امام هذه المشكلة المهمة وان نعطيها اهمية توازي الاستثمار ان لم تكن اكثر منه حيث تسعى الحكومة بكل السبل الى معالجة ازمة المياه والا ستفلت الامور من بين ايدينا ونتعرض للمجاعات وهيهات ان ينفع الندم او ينفع النفط وهو ثروة مؤقتة آيلة الى النضوب أليس كذلك؟
مقايضة برميل الماء ببرميل النفط
نشر في: 6 أكتوبر, 2009: 05:47 م