ان كان البعض يوصينا ان نفكر مرتين قبل ان نقدم على اتخاذ أي قرار، في زمن السلم، فعلى من يتصدى لقيادة البلد ان يفكر الف مرة، في زمن الحرب، قبل ان يقدم على اتخاذ أي خطوة.
من بداهة القول انه في زمن الحرب تأخذ أغلب الأشياء منحى آخر ومعنى مختلفا. حتى الطبّال الذي اعتاد ان يرقص الناس ويمتعهم بزمن السلم قد يجرهم الى كارثة لو ظل على نفس ايقاعه عندما تندلع الحرب.
شبكات التواصل بطبيعتها وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري وتصبح، في كثير من الأحيان، مصدرا مهما من مصادر الشفافية وايصال المعلومة. فحجبها ببساطة يعني انك ستترك الناس هدفا سهلا لسهام حرب العدو النفسية.
كنت قد كُلّفت من قبل الجامعة التي اعمل بها، وبحكم اختصاصي، ان القي محاضرات على قادة عسكريين في العام 1983 خلال الحرب العراقية الإيرانية. كان الموضوع العام هو الحرب النفسية، اما الخاص فكان عن الاشاعة ووسائط انتقالها وسبل مقاومتها. اول بديهية في مقاومة شائعات العدو نبهتهم لها هي ان لا يفكروا في القضاء عليها مباشرة بل في ان يستهدفوا الأسباب التي أدت إلى انتشارها وفي مقدمتها غياب المعلومة. اليوم، حكومتنا "الرشيدة" عملت العكس تماما. وها انتم ترون كيف ان الشائعات هي التي تقود البلد وتلعب به ذات اليمين والشمال.
الغريب ان البعض صور له ان الشعب استقبل قراره بارتياح كما كان يفعل مستشارو صدام تماما. خدعوه بنقل آراء الناس الذين أبدوا ارتياحهم للقرار. العلم يقول، وكذلك العقل يشير الى ان هناك خطرا دائما بان لا يتوافق الرد الشفوي مع السلوك الفعلي بسبب ميل الناس الى ترديد شعارات مقبولة لإرضاء للسلطة والجماهير الغاضبة.
يقال ان مسؤول كبير هو من اقترح عليه هذا القرار. لا اريد ان انتقد هذا المسؤول الذي "شرب الطلا" لكني فقط اذكر حادثة طازجة وكيف قرأها السيد المسؤول أعلاه واترك لكم الحكم:
عندما انتهى أوباما من خطابه الأخير حول العراق أتفق اغلب المتابعين والمحللين المحترفين على انها "كانت أقسى وأسوأ أنواع الإهانات في كلام الخارجية الأميركية عن ضرورة «تعقل الفرقاء» في العراق"، الا حضرة المسؤول خرج يمتدح الخطاب واعتبره مكسبا ولا ينقصه غير ان يطبق أوباما ما قاله. يعني شيسوي مثلا؟
أقل ضرر ممكن ان يسببه حجب فيسبوك هو فقدان الناس لاهم أداة لمزاولة الحياة اليومية. الآن يشعر الناس بعجز مخيف شل قدرتهم على متابعة حياتهم لغياب حقيقة ما يحدث. الإنسان العاجز انسان خائف مهما كانت أسباب العجز. العجز سبب والخوف نتيجة.
لو كنتَ في زمن السلم قد قررت زيادة قفل او اقفال إضافية لباب بيتك فان اطفالك في اسوء الحالات سيعتبرونه حذرا مبالغا فيه. لكنك ان فعلت ذلك، في زمن الحرب، فسيقولون ان أبانا خائف ومن بعدك سيخافون. أمهمة القائد الحصيف ان ينشر الخوف بين الناس وقت الحرب ام يزرع الطمأنينة في نفوسهم؟
بس شيفهم حجي أبو أحمد آغا؟
عن تحريم فيسبوك على العراقيين
[post-views]
نشر في: 17 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ياسين كاظم
كلامك صحيح
متابع رياضي
رأي جيد من الاستاذ هاشم. و أضيف هنا, ما هو البديل عن هذا الاجراء الذي اتخذته الحكومة؟؟ قناة العراقية مثلا!! او بيانات الحكومة التي تعصرها و لاتجد منها جملة مفيدة. يريدون من الناس ان يقفوا معهم, و لا يكاشفونهم بالحقيقة, بل يستمرون بالكذب و التضليل. ماذا ات