"لابد من تضافر وتوحيد الجهود والعمل المشترك لدحر المؤامرات التي تواجه الامة العربية"، في اشارة الى التهديد الاسرائيلي. العبارة سمعها العرب منذ انعقاد اول قمة لملوكهم ورؤسائهم ، وبعد اكثر من نصف قرن مازالت القمم العربية تكرر العبارة ، على الرغم من افتتاح سفارات اسرائيلية في عواصم عربية ،ووجود قواعد عسكرية اجنبية في مساحات شاسعة من ارض العرب ،ولعل الغريب انه لم يبادر احد من اصحاب الجلالة والسيادة والسمو السابقين والحاليين الى كشف تفاصيل المؤامرة ، حتى تعرف الرعية من عباد الله، العدو من الصديق ، ولكن المسألة ظلت غامضة واصبحت واحدا من اسرار الامن القومي .
في اي خطاب لزعيم عربي ترد مفردة المؤامرة اكثر من مرة ، وكأنه يريد توجيه رسالة الى شعبه تفيد بان وجوده في منصبه ، يعني الرخاء والاستقرار والرفاهية وتحقيق التنمية الاقتصادية وحتى الوصول الى بطولة كأس العالم ، والمؤامرة من وجهة نظره تعني ازاحته او اقالته وربما خلعه ، وحينذاك يفقد شعبه منجزات ومكتسبات لا توجد في كل دول العالم الثالث والثاني والاول ، وما ان ينتهي الزعيم من "خطبته التاريخية" حتى يتولى الاعلام الرسمي تحشيد الرأي العام للوقوف صفا واحدا لإحباط مخططات المتآمرين ، ثم تنهال برقيات إعلان الولاء والتأييد لطويل العمر تجدد البيعة ، وتؤكد بذل الغالي والنفيس للدفاع عن البلاط والقصر الجمهوري .
لا يقتصر الحديث عن مفردة المؤامرة على الزعماء والأوساط السياسية ، بل انتقلت الى عامة الناس ، ومنهم والدة وزير عراقي في العهد الملكي ، كانت تتدخل في عمله بصفة مستشار لصاحب المعالي ، ومن ارشاداتها انها كانت تجبر ابنها على ان تكون في حقيبة سفره الليفة وكيس الحمام ، لاستخدامها في الاستحمام بفنادق العواصم الاجنبية ، وان يغسل يديه بالصابون في حال اضطر الى مصافحة مسؤول في الدول الاستعمارية، الوزير كان حريصا جدا على تطبيق ارشادات ونصائح الحجية الوالدة ، لانها وبحسب اعتقاده تمتلك مجسات خارقة في كشف المؤامرات ، ثم احباطها باستخدام الليفة والصابونة مع كيس الحمام لتطهير البدن من نجاسة المستعمرين الطامعين بالسيطرة على الثروة الوطنية النفط والغاز وتمر الزهدي .
الصحفي الراحل ابراهيم عبد الرحمن ابو رحومي اكتشف في منتصف سبعينات القرن الماضي علاقة المؤامرة بالليفة والصابونة ففي يوم اعلان إحباط ما كان يعرف بمؤامرة ناظم كزار ، كان ابو رحومي مع ثلاثة من زملائه كان يستقلون سيارة فوكس واكن ويرددون اهزوجة "جبنالك ليفة وصابونة" ، وعند مرورهم بالقرب من القصر الجمهوري استوقفهم رجال الأمن، وبعد سؤال وجواب تم التوصل الى حقيقة ان الاربعة وبتأثير "قناني الفريدة " رددوا الأهزوجة ، ولا علم لهم بالمؤامرة، اخلي سبيلهم مع منعهم من العودة وسلوك الطريق القريب من القصر الجمهوري .
الراحل ابو رحومي خرج من تلك الواقعة وكما رواها لزملائه، باستنتاج بان علاقة الليفة بمؤامرة ناظم كزار أخذت مديات ابعد ، وخاصة عندما يعلن المسؤولون تطهير الأرض من دنس الأعداء ، والتطهير يعني تنظيف المكان بالسلاح او بواسطة الليفة والصابونة او كيس الحمام .وتبا للمتآمرين .
بلام المؤامرات
[post-views]
نشر في: 17 يونيو, 2014: 09:01 م