خصصت وقتا طويلا يوم امس لمتابعة القناة الحكومية (قناة العراقية)، التي واضح أنها تشكل العمود الفقري لإدارة الحرب النفسية ضد العدو، ولتعبئة الجماهير نفسيا لمساندة الجيش في المواجهة.
ما سأكتبه اليوم أتمنى ان يقرأه أصحاب الشأن رغم شكّي الكبير بأن اجد فيهم من يقرأ. الإعلام في هذه اللحظة الحرجة، ان تلاحقَ نفسه، قد ينجح في إطفاء كثير من الحرائق. و لا يمكنه ان يحقق ذلك الا اذا سلم امر إدارته بيد متخصصين. الحرب النفسية لا تعني الإكثار من إظهار صور "القائد"" ولا هي عنتريات" ولا "هوسات" ولا أغان ولا حتى الشعر الشعبي مع احترامي لكل هذه الفعاليات. انها سلاح ذو حدين لا يرتقي فيه الذي لا يعلمه. فاذا وقع بيد من يجهل أصوله يكون مثل الذي يضع مسدسا بيد طفل.
يفترض ان يكون العراق اليوم مدرسة في تعليم فن الحرب النفسية؟ لماذا؟ لأنه ببساطة قد عاش حروبا طويلة فاشلة تحت ظل النظام السابق. لقد تركت تلك الحروب أثرا سلبيا في النفس العراقية خاصة وانها أدت بالنهاية الى اجتياح العراق واحتلاله من قبل قوات أجنبية. لا يمكن لعراقي ان ينسى حالة جيشنا بفعل مغامرات صدام ونزعاته العدوانية. لقد تسللت تلك الصور المؤلمة والمحزنة الى منطقة اللا شعور الجمعي عند العراقيين. كان الإعلام، بزمن صدام، قد استعمل أدوات فاشية فاشلة أدت الى حفر جرح عميق في الذات الشعبية العراقية. وهذه يجب ان يضعها من يدير ماكنة الحرب اليوم نصب عينيه دائما ليتجنب كل ما يذكر الناس بها.
هناك قوانين نفسية يتفق عليها اغلب، ان لم اقل كل، علماء النفس وهو "قوانين التداعي". أهم ما يستحق الذكر منها هنا قانونا: الاقتران والتضاد. الأول قريب جدا من معنى "الشيء بالشيء يذكر". فان قلت لك نهر الفرات فانك ستتذكر نهر دجلة. الثاني على عكسه تماما. ان قلت لك أسود تتذكر أبيض.
مشكلة قناة العراقية اليوم انها تقلد حرفيا ما كان يفعله إعلام صدام بزمن "قادسياته" وأم معاركه سيئة الصيت.
أمس شاهدت على القناة جمعا من الممثلين اصطفوا ليغنوا أغاني حربية. وفي زمن صدام اجتمع الممثلون أيضا ليغنوا "فوت بيها وعالزلم خليها". أما سيتذكر العراقيون زمن تلك الأغنية وما تبعها من دمار وخراب وما تعرض له جيشنا من هزيمة بفعل جهل صدام حسين وعنجهيته؟ ذلك، طبعا، في اقل التقديرات لا بل واقلها ضررا.
الغريب إنني أتذكر عندما كنت بالعراق ان النظام الشمولي الصدامي كان يمنع كتابة اسم الممثل او الشاعر الشعبي تحت صورته ان تحدث او قال شعرا. الفكرة ان لا اسم غير اسم القائد يظهر على الشاشة. حتى هذه التزم بها الذي يوجه قناة العراقية. وا عجبي!
قناة العراقية وإدارة ملف الحرب النفسية
[post-views]
نشر في: 18 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
علي المحمود
اختصرها ابو المثل ( كبل رفيقي وهسه مولاي )
ياسين كاظم
استاذ كاظم اني مواطن من الفلوجه ومهجر واحترمك ولااتابع اعلام العراقيه ولكن الضرف يحتم علينا استخدام كل الاسلحه من اجل مواجهة الغزات الجدد ومن اجل وحدة العراق والسلام
د. علي الخطيب
الاستاذ الفاضل الدكتور هاشم اقول لك بصدق هذا ما يجول بداخل كل العراقيين رجالا ونساءا ومن هم من ابناء جيلنا الخمسني سئمت انا وزوجتي من حتى النظر ولو للحظات على قناة العراقيه لانها تذكيرني بزمن اقاتل احاسبسب لانساها وما انا بقادر عليها بأدت اسرد لاولادي ال