يشكل مجموع المعتقدات و الآراء المألوفة لأفراد المجتمع نظاماً محدداً بحياةٍ من طبيعته. و يمكن التعبير عنه بأنه " الوعي الجمعي أو الإبداعي ". و قد أقيم بهذا العنوان ( Conscientia : الوعي الأميركي اللاتيني ) في نادي لويدز المتميز بلندن معرض جماعي للرسم
يشكل مجموع المعتقدات و الآراء المألوفة لأفراد المجتمع نظاماً محدداً بحياةٍ من طبيعته. و يمكن التعبير عنه بأنه " الوعي الجمعي أو الإبداعي ". و قد أقيم بهذا العنوان ( Conscientia : الوعي الأميركي اللاتيني ) في نادي لويدز المتميز بلندن معرض جماعي للرسم و النحت الكولونيالي و المعاصر يستمر من 11 حزيران إلى 10 أيلول، و يضم مجموعة من الأعمال الفنية الكولونيالية لعدد من الفنانات و الفنانين الأميركيين اللاتينيين، مثل ألبيرتو لامباك، كارلوس كروث ــ ديث، أيميليا يونيَر، سانتياغو مونتويا، سيلفيا مورغادو ... إلخ. و يرافق المعرض برنامج من الفعاليات المتنوعة التي تتضمن حديثاً للفنان، و زيارات لجامعي الأعمال الفنية، و جولات للأمناء.
و يقدم المعرض من خلال اللوحات و المنحوتات المعروضة فيه رحلة عبر الوعي الأميركي اللاتيني و التطورات الثقافية و السياسية و التاريخية التي شكّلته. و تتداخل في هذا المعرض ثلاثة أشكال من الوعي : الروحي، الذي يعزز الكثير من الوجود الأميركي اللاتيني، و العقلي، الذي يشكل الكيفية التي تُحكم بها الحياة، و العاطفي، الذي يدفع إلى التعبير عن الذات.
و تعكس الروحانية الأميركية اللاتينية الكثير جداً من التأثيرات. فقد اندمجت معتقدات الحضارات القديمة القائمة على الطبيعة مع المسيحية، و القيَم الأوروبية، و المعتقدات الأرواحية القادمة من أفريقيا. و قد أثار هذا المزيج الفريد تنوعاً غنياً من الانتاج الفني، الذي تشكل فيه الموضوعات الروحية، مثل التصوف، الحياة، الموت، الحياة ما بعد الموت، و التساؤل عن وجود الخالق، بؤرة أساسية للفن الكولونيالي و تستمر في التأثير على الفن الحديث و المعاصر.
لقد جلبت فترة ما بعد الكولونيالية في أميركا اللاتينية توقعات عظيمة لمستقبل أفضل، مقترنةً بدافع القضاء على الأنظمة الكولونيالية. غير أن حيوية مشاعر الاستقلال و الإحساس بالسلطة كانت قصيرة العمر. فقد واجهت بلدان كثيرة كفاحاً اقتصادياً أعقبته تدخلات عسكرية و أنظمة فاشية. و مع هذا أحدثت هذه القوى تساؤلاً نقدياً و عميقاً و أوحت بكفاح مستمر لخلق واقعٍ جديد، و تعديله، و إعادة تشكيله. و لذلك تمتزج تيارات اجتماعية و سياسية قوية مع الكثير من التأثيرات الروحية لإبداع أعمال فنية فاتنة و مثيرة للتفكير على نحوٍ فريد.
و بالرغم من الاختلافات المهمة في تاريخ بلدان أميركا اللاتينية و تطورها الاقتصادي، فإن القارة تُظهر تماسكاً ثقافياً بارزاً. و تمثّل نوعية أهاليها المميزة و نتاجها الفني تعبيريةً انفعالية، يمكن رؤيتها كثالوث لا يتجزأ من المرح، و السوداوية، و الدراما. و قد اجتذبت هذه الطاقة الانتباه العالمي للفن الأميركي اللاتيني و هي معدّة لتوسيع تأثيرها أيضاً.