الصورة الأولى:
غضب أحد أنصار السلطة عليّ بشدة بسبب عمود الأمس. ما أثار غضبه أني نقلت استفسار قارئ عن سر غياب الشتّامين على فيسبوك. أخونا فسرها بأني أتهم "أحباب القائد" بالجبن. عذره انهم لم يتركوا "سجيتهم" لولا أنهم منشغلون، هذه الأيام، بما هو أهم، وانهم بانتظار أن "تفرج" وسيعودون ليذيقوا "الخونة" ما لم يمر ببالهم من شتائم. الشتم بعرفهم شجاعة وان قلنا عنهم انهم تركوه فذلك، بعرفهم أيضا، اتهام بالجبن. يا سلام! بصراحة لم أجد أفضل من أن أسد ريح بابه ببلوك فعّال، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
الصورة الثانية:
صديق من أهل الثقافة لم نتواصل مع بعض لمدة عام تقريبا فاجأني باتصال هاتفي صباح امس. أفرحني باتصاله وأزاح شيئا من قلقي عليه وعلى باقي الأصدقاء في العراق. بعد ان انتهت "مراسيم" الود والسؤال عن الصحة والأحوال نصحني برأي، حول ما أكتب في هذه الأيام، واقترح علي الابتعاد عن مشاهدة القنوات "المغرضة" وان اكتفي بمشاهدة الرصينة. أجبته: رحم الله والديك، لكن لدي طلب واحد . تفضل؟ هل لك ان تدلني على القنوات التي تسميها رصينة كي اكتفي بمشاهدتها دون غيرها؟ أجابني بسرعة البرق: يمعود هناك عشرات ان لم اقل مئات منها. شكرته على معلومته "القيمة" وتوسلته ان يدلني على واحدة فقط من هذه العشرات أو المئات. صار يشتم في بعض القنوات دون ان يجيبني. كررت عليه: حتى تكمل فضلك علي وأكون ممتنا لك أرجوك اعطني اسم قناة واحدة. رفع من نبرة صوته حتى توقعته انه يتهيأ لإلقاء "هوسة" شعبية أثقل وزنا من هوسات ثورة العشرين. بعد ان هدأ أعدت عليه طلبي بتوسل اكثر: خوية رحمة الروح الوالدة بس كلي اسم فضائية وحدة. انقطع الخط. لا أدري هل ان رصيده نفد أم ان هناك شيئا ما قد حدث. المهم اتصلت به غير مرة ولم يجب.
سألت نفسي: هل يا ترى أزعجه ما كتبته حول إدارة قناة العراقية لملف الحرب النفسية بالطريقة ذاتها التي كانت بزمن صدام؟ لا أدري.
بدافع لا اعرف سببه، والله، تحولت لمشاهدة قناة العراقية. أول ما ظهر على شاشتها، شاعرة شعبية تشبه احدى شاعرات قادسية صدام كان اسمها إقبال فليح. شبه بالشكل والملبس والمضمون وطريقة الإلقاء. انتهت من قصيدتها فظهرت بعدها مباشرة أغنية جماعية كانت في كلماتها وحتى في لحنها إعادة ساذجة لأغنية "آنه أمك قالتلي الكاع وانت وليدي". الفارق ان الأغنية الحالية جاءت بكلمات أرك وبصور تثير السخرية اكثر من سابقتها.
غنيت وحدي:
يا سبحان الله يا ربي .. شو نفس الصاير رد صار!
صور من المعركة
[post-views]
نشر في: 21 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
سلام ابراهيم
نعم استاذ هشام ... عدنا الى زمن الاغاني الثورية التي لا تحمل في ثناياه ثورة ... نعم عدنا ال زمن التصفيق للقائد حتى ولو كان يتحدث عن طبخة الباذنجان في الربيع .... نعم عدنا الى زمن دفعنا دماءنا ثمنا ً للخلاص منه ... نعم عدنا وعدنا الزمن الزيتوني ولكن بمبارك