منذ بداية حياته كمغني عام 1933 وحتى الآن بيعت له أكثر من 100 مليون أسطوانة ومن دون أن يكون عمره سببا في توقفه عن كتابة الأغاني يوميا حيث سيبلغ التسعين من العمر بعد أيام. شارل أزنافور هو اليوم سفير الأغنية الفرنسية عبر العالم ظهر لأول مرة على خشبة ال
منذ بداية حياته كمغني عام 1933 وحتى الآن بيعت له أكثر من 100 مليون أسطوانة ومن دون أن يكون عمره سببا في توقفه عن كتابة الأغاني يوميا حيث سيبلغ التسعين من العمر بعد أيام.
شارل أزنافور هو اليوم سفير الأغنية الفرنسية عبر العالم ظهر لأول مرة على خشبة المسرح في سن التاسعة ، وقد صادف صعوده له إعتلاء هتلر لكرسي المستشارية في ألمانيا ، ورمزي ماكدونالد رئيسا لوزراء بريطانيا بينما شهدت أوربا إنحدارا إقتصاديا لامثيل له ، فقد بلغ متوسط الأجور في المملكة المتحدة 60 / 3 جنيه في الأسبوع لم يمنع هذا الإنحدار عشاق أزنافور من التهافت لاقتناء أغنياته القديمة منتصف 1970 حتى عام 1974 حينما بدأ جديده من الأغاني يشهد رواجا هو الآخر حيث تصدرت إحداها مدة أربعة أسابيع كانت تذاع يوميا من شبكات الإذاعات المختلفة ومحلات بيع الأسطوانات هناك .
ولد شارل أزنافور في باريس 22 مايو 1924 ، كان والداه من المهاجرين الذين هربوا من الإبادة الجماعية الأرمنية التي قامت بها الدولة العثمانية عام 1915 والتي قتل فيها أكثر من مليون شخص . عاش مع والديه وأخته وجدته في شقة من غرفة واحدة في الحي اللاتيني في باريس حيث نشأ ، ومع هذا الفقر كان محبا للموسيقى حيث حضر أول اختبار له للغناء ، لكنه ولحاجته إلى المال راح يغني في الملاهي الليلية ومع دخول القوات الغازية النازية إلى فرنسا أضطر للعمل ببيع الصحف في الشوارع ولما زال كابوس الإحتلال النازي بانتهاء الحرب جاءت فرصته الكبيرة بتعرفه بالمغنية الفرنسية الكبيرة إديث بياف التي قدمت له المشورة وساعدته في دفع حياته المهنية إلى الأمام والتي قال عنها:
-تعلمت منها كل ما أود أن أتعرف عليه في مهنتنا .
في ذلك الوقت سرت إشاعة عن علاقة حب حميمية بين أزنافور وبياف ، لكنه دحض كل تلك الأقوال عنهما قائلا : " أنه وإن كانت تربطهما علاقة غرامية إلا أنه نفى أن تكون جنسية لأن سمعته وسمعتها لا يجوز تناولهما بالسوء مطلقا".
في فترة أخرى من حياته قام بجولة في كندا مع المغنية والممثلة الشهيرة ليزا مينيللي التي التقاها في نيويورك حيث قال عنها : " مينيللي كانت لديها القدرة على الحب بصورة خيالية مدهشة " ، أزنافور كانت له علاقات عديدة مع النساء ، لكنه كان حريصا على عدم كشفها ففي عيد ميلاده الثمانين قال : " أنا رجل متحفظ جدا ولا أود الخوض في علاقاتي النسائية حرصا مني على سمعتهن " .
تزوج أزنافور ثلاث مرات وأنجب ستة أطفال ، قال عن الأولى كانت صغيرة جدا ، أما الثانية فكانت غبية جدا على الرغم من جمالها البراق كما يقول ، إيفلين كان قد تزوجها عام 1956 خصص لها حديثا مطولا كانت صحيفة ديلي اكسبرس قد أجرته معه عام 2005 قال فيه أيضا أنه كان حذرا من النساء خاصة فيما يتعلق بعلاقاته الجنسية معهن بسبب مكانته وإسمه ، وقال أيضا : " أنا لا أحب المرأة حينما تعتقد أنها يمكن أن تكون نجمة لمجرد أنها ستنام في سريري "
في منتصف عام 1950 وبتشجيع من بياف أصبح أزنافور ملحنا للعديد من أغاني الحب الذي تفرد بها في فرنسا ، كان يعمل بجد بتقديمه ثلاثة عروض يوميا لم يشعر حينها بأي تعب مع أنه كان يشرب ويدخن بإفراط ، ومن بين أشهر أغنياته التي حازت على شهرة واسعة هي أغنية " لا ماما " التي استمع لها الجمهور الفرنسي طيلة 12 أسبوعا متتاليا عام 1963 وهو العام الذي ودع فيه أزنافور مطربته المفضلة اديث بياف التي توفيت نتيجة لإصابتها بسرطان الكبد وفي سن مبكرة عن 47 عاما .
أزنافور لم يكن كاتبا وملحنا لأغانيه فقط بل عمل أيضا ممثلا لأكثر من 60 فيلما لم يكن راضيا عليها جميعا على الرغم من أن شبكة سي أن أن ومجلة تايم الأمريكيتين اختارته فنان القرن عام 1998 قبل اختيار الفيس بريسلي وبوب ديلان ، والخبر السار الذي حمله الإحتفال ببلوغه التسعين من العمر أن أزنافور لم يفكر يوما بالإعتزال وهو يتمتع بصحة جيدة ، هذا ما نقلته إحدى الصحف الألمانية مؤخرا والتي أضافت أن المطرب الفرنسي الكبير يستعد لإحياء حفلة غنائية كبرى على أحد المسارح الألمانية الكبيرة والذي سيتعرف فيه الجمهور هناك على سر شباب وجاذبية أزنافور الذي صرح للصحيفة أن طموحه هو أن يعيش حتى 120 عاما ليكون آخر الباقين على قيد الحياة من الفنانين الفرنسيين الذين عايشوا القرن العشرين والواحد والعشرين بكل فخر .
صحيفة الديلي اكسبريس اللندنية