TOP

جريدة المدى > عام > الاحتفال بمئوية صدور "أهالي دبلن" لجويس

الاحتفال بمئوية صدور "أهالي دبلن" لجويس

نشر في: 22 يونيو, 2014: 09:01 م

كان جيمس جويس في الثالثة والعشرين من عمره، حين كتب قصص "أهالي دبلن" المتكونة من خمس عشرة قصة؛ وهي مجموعة رائعة تدور حول الناس العاديين، وقد أعيد طبعها الآن بمناسبة الذكرى المئوية لنشرها لأول مرة. لكن قبل أن ينشر الكتاب، في 15 حزيران عام 1914 ،عاش جوي

كان جيمس جويس في الثالثة والعشرين من عمره، حين كتب قصص "أهالي دبلن" المتكونة من خمس عشرة قصة؛ وهي مجموعة رائعة تدور حول الناس العاديين، وقد أعيد طبعها الآن بمناسبة الذكرى المئوية لنشرها لأول مرة.
لكن قبل أن ينشر الكتاب، في 15 حزيران عام 1914 ،عاش جويس تسع سنوات من الرفض والتأخير وخيبات الأمل.
ولأنّ جويس كتب في منتهى الواقعية حول الجنس والسياسات الفوضوية لإيرلندا، كان الناشرون خائفين من أنّ أولئك الناس الحقيقيين ،الذين ذكرهم في قصصه ، سوف يقاضونه بسبب التشهير.
كتب الروائي الايرلندي- الأميركي "كولوم مكّان"، في مقدمته لطبعة بنغوين للمجموعة في المناسبة المئوية لإصدارها، " تمّ تقطيع الكتاب وحرقه وتنقيحه ورفضه ونبشه وإهماله ونسيانه ورميه وانتقاده وخدشه وأخيراً الاحتفاء بها".
ويضيف "مكّان":" الكثير من قصصه صدمت العرف الأدبي العالمي. فجويس ضاعف من "الواقعية الوثائقية بشكل غير مسبوق، باكتساح سينمائي كبير".
وفي مقابلة مع روائي ايرلندي- أميركي آخر، هو "فرانك ديلاني"، قال أنه مندهش من "حيلة جويس التي لا تصدق. فقد كتب قصصاً حقيقية حول ناس حقيقيين، وعن المراهقة والنضج والحياة العامة بطريقة يمكن أن تقرأ على أي مستوى وعلى أي مدى فكري- من الشعبية التي يمكن فهمها إلى أشد التأويلات الفكرية".
وقد احتفل ديلاني، وهو مراسل سابق ومقدم برامج في البي بي سي، يعيش الآن في نيويورك، بسنوية قصص أهالي دبلن في صفحته اليومية في تيوتر وبرنامجه الاسبوعي " Re:Joyce!".
قصته المفضلة "الموتى" هي الأطول في مجموعة "أهالي دبلن"، إذ تبلغ (43) صفحة. وتدور ،في حفلة أثناء العطلة، حول رجل يدرك أخيراً ،بصورة حزينة، أنه لا يعرف إلا القليل عن ماضي زوجته. ( كان جويس يحب الكتابة عن لحظات التنوير "epiphany" أو ما تدعوه أوبرا وينفري "لحظات "آها".
يقول ديلاني بأنها قصة " تتضمن الذاكرة الكلية لإيرلندا.. كان لدى جويس معتقد يعيده مراراً وتكراراً. في الخاص يوجد الكوني. في حياة أي إنسان حياة كل إنسان".
أُعِدتْ قصة "الموتى" للسينما في فيلم بالاسم نفسه عام 1987، أخرجه "جون هيوستن" ومثلته ابنته "أنجليكا ". يقول ديلاني:" يقولون بأن القصة لا يمكن اقتباسها كفيلم لكن "هيوستن" أعدّها على أكمل وجه".
تدرّس مجموعة "أهالي دبلن" الآن في الكليات بشكل واسع، ولحقتها في التأليف رواية السيرة الذاتية "صورة الفنان في شبابه"- 1916. أما روايته المشهورة "يوليسيس"، التي تدور في غضون 18 ساعة في حياة ليوبولد بلوم، الذي يكافح مع موت ابنه، وخيانة زوجته، وقضايا أخرى، فقد بدأ كتابتها في 16 حزيران عام 1904 ويحتفل بهذا اليوم سنوياً كونه يوم "بلوم".
في الخمسينات من القرن الماضي، حين كان ديلاني شابا (الآن هو في التاسعة والستين) فإن موظف المكتبة المحلية في دبلن رفض أن يعيره أي كتاب لجويس.
حين نشر "ديلاني" كتابه الأول عام 1981 بعنوان "الرحلة الشاقة لجيمس جويس" فانّ أمه وجهت له اللوم قائلة:" لم تجد سوى هذا الكاتب القذر والمجدّف كي تكتب عنه؟"
تغيرت الأزمنة في إيرلندا. وكما كتب "مكّان" :" دبلن الآن كلها جويسية. إذ تنتشر في أنحاء المدينة الكثير من التماثيل له، وصوره على الساعات، والبياضات، والقمصان".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

أوليفييه نوريك يحصل على جائزة جان جيونو عن روايته "محاربو الشتاء"

مقالات ذات صلة

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر
عام

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

حاوره: علاء المفرجيرواء الجصاني من مواليد العراق عام 1949، -أنهى دراسته في هندسة الري من جامعة بغداد في عام 1970، نشط في مجالات الاعلام والثقافة والفعاليات الجماهيرية داخل، -العراق حتى العام 1978، وفي الخارج...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram