عبر وثيقة رصد دقيق وإحصائية ميدانية — استغرقت بعض سنة — لأكاديمي عراقي بعث بها إلي صديق قديم . معززة بالأسماء والتواريخ والأرقام - حقائق تحمل العاقل على الخبال.
تتطرق الإحصائية لعدد الصحف والمطبوعات التي تصدر في عراق اليوم وقد ناهزت اعدادها العشرات .. غير الكم المتناسل من القنوات الفضائية .
من يقرأ هذا الكدس من الصحف؟ وعدد الأميين في ازدياد ، والقلة القليلة التي تحسن القراءة مشغولة بهموم الحياة واتقاء المجازر ، او التطلع للجلوس على كرسي يهتز كل شهيق وزفير .
هل كثرة الصحف الصادرة في بلد ما دليل صحة او سقام؟ الجواب الصادم الذي قد لا يروق لمدعي الحرية والديموقراطية.. لا . وهذي الـ ( لا ) كبيرة بامتياز.
الفجيعة التي لا يمكن تغطيتها بحجاب: إن عدد المرجوع من بعض الصحف ، يعادل او يقارب عدد المطبوع منها!
استمرار بعض الصحف بالصدور رهين بالإعلانات ، او الدعم الحكومي المشروط ، ولولاهما لعجزت عن دفع اجور محرريها وطاقمها الفني ، ناهيك عن ثمن الورق والتوزيع ومتطلبات الطباعة .
يقينا : يصعب التمييز—للوهلة الأولى— بين الذهب والشبه ، بين الدم الرعاف والدم النازف من وريد القلب ، بين الكتابة الهدي وسامي الهدف ،و بين( الكتابة )الوسيلة الدنيئة التي تبرر الغاية الاكثر دناءة . اختلط الجزء بالكل، وتماهى الكل بالجزء .
العراق اليوم بحاجة لكتاب لا يربتون على كتف المسؤول إن اصاب او أخطأ، ولا يهادنون طمعا او زلفى، يكتبون : فيعتقد كل قارئ ، إن الكتابة له وعنه، ناطقة بلسانه ،متحدثة باسمه ،متحملة العواقب من اجله.
العراق — اليوم — يريد كتابا لا يمارون فيما يكتبون ، لا يصفقون جزافا او تقية ، ولا يرقصون على اي نقرة لدف . يطالبون لا يتوسلون ، ولا يخرون صرعى على اعتاب المراحل.
## ملاحظة: التعميم في هذا المقال غير وارد .
كتابات حبرها ماء
[post-views]
نشر في: 22 يونيو, 2014: 09:01 م