لا يقتصر الهم العراقي على دول الجوار وشعوبها، بل وصل إلى الأميركيين أنفسهم. ووفق صحيفة "انبندنت" البريطانية امس الاثنين، ترتفع على إحدى إشارات المرور في حي "برونكس" في نيويورك، لافتة كتبت عليها ثلاث كلمات "لا لحرب جديدة". بالتأكيد أنها تلقى تأييد ك
لا يقتصر الهم العراقي على دول الجوار وشعوبها، بل وصل إلى الأميركيين أنفسهم. ووفق صحيفة "انبندنت" البريطانية امس الاثنين، ترتفع على إحدى إشارات المرور في حي "برونكس" في نيويورك، لافتة كتبت عليها ثلاث كلمات "لا لحرب جديدة". بالتأكيد أنها تلقى تأييد كل من يمر بها تقريباً.
واضافت الصحيفة ان "أميركا لم تعد هي نفسها عندما شن جورج بوش حربين، حين جعلت هجمات تنظيم "القاعدة" في 11 ايلول (سبتمبر) غزو أفغانستان "الطالبانية" يبدو وكأنه مهمة يباركها الله. وأيضاً حين أثارت خطة حرب العراق احتجاجات قوية في العديد من المدن في جميع أنحاء العالم، ولكن على الأقل كان هناك قضية يستطيع الجميع أن يفهمها".
وتابعت ان "اميركا كانت أمة ذات قضية، أبناؤها وبناتها يتمتعون بالحماسة الوطنية. وبين أولئك الذين تغير مسار حياتهم وانخرطوا في القتال، شكلت وفاة لاعب كرة القدم الأميركية بات تيلمان، 27 عاما، في جبال أفغانستان في 2004، إحدى أولى الإشارات الواضحة للناس بأن الحرب لم تكن تسير كما هو مقرر لها".
ورأت انه "بحلول العام 2008، عندما ظهر باراك أوباما على الساحة، اكتملت خيبة الأمل بسبب الحربين، فأمن فوزه بتعهده إرجاع القوات الى الوطن من كل ساحات المعارك. ثم جاء الركود الاقتصادي الذي دفع نحو رؤية جديدة وتتمثل في أن الوقت حان لإعادة بناء أميركا من الداخل وأن بقية العالم يمكن أن تنتظر".
وأشارت الصحيفة الى ان "الذين يفضلون أميركا التي تتدخل في شؤون الخارج، خائفون الآن من توجهها إلى الداخل". وقالت ان المؤرخ روبرت كاغان كتب مقالا في "نيوريباليك" بعنوان "القوى العظمى لا تحيل نفسها الى التقاعد"، كما ابلغ صحيفة "نيويورك تايمز" الاسبوع الماضي ان "قراري أوباما بمغادرة العراق في 2011 والتخلي عن ضرب سوريا في العام الماضي يلتقيان الآن لخلق هذه الكارثة المتنامية في العراق"، مضيفة أن "الأميركي العادي لن يقتنع". وأوضحت الصحيفة انه "عندما خَيَّرَ استطلاع الاسبوع الماضي بين رئيس الجمهورية الذي سحب القوات والسيناتور جون ماكين الذي يقول أنه ينبغي عدم سحبها، كان الرئيس من فاز بهامش واسع".
واعتبرت "إنه ليس مجرد إرهاق بسبب الحرب، انه إرهاق بسبب العراق أيضاً. عندما وصلت التقارير الأولى عن اجتياح داعش، شاءت الظروف ان يكون وزير الدفاع تشاك هيغل نفسه من سبق ان دافع عن قرار لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب لمبادلة أسير الحرب السابق بويي بيرغدال. وتم ذلك من دون ان يتلقى سؤالا واحدا عن العراق، الأمر الذي يدل على فقدان الكونغرس اهتمامه بهذا البلد. وكما حصل مع الكونغرس، فإن معظم الأميركيين سينسون غالباً موقع العراق على الخريطة".
وفي موضوع متصل نشرت "الإندبندنت" إنه على الرغم من تحذير المرشد الأعلى في إيران آية الله على خامنئي من التدخل الأمريكي في العراق، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يشكون في أن إيران تريد أن تستغل تعاونها في التغييرات السياسية في بغداد للحصول على تنازلات في المفاوضات الخاصة ببرنامجها النووي.
وتقول الصحيفة إنها علمت أن المسؤولين الأمريكيين أخبروا القادة العراقيين أن الإيرانيين يربطون موافقتهم على رحيل رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي، الذي يعتقد أنه خاضع للنفوذ الإيراني، بمزيد من المرونة من جانب الولايات المتحدة في المحادثات الخاصة بمستوى تخصيب اليورانيوم المسموح به في إيران.
وقالت إندبندنت، إن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل القيادة السياسية في العراق مع سعى المالكي الذي يحكم منذ عام 2006 إلى الحصول على فترة ثالثة على الرغم من الكوارث الأخيرة التي جعلته يفقد السيطرة على شمال وغرب البلاد.