TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عن فرانكينشتاين ثانية: اعتذار وتوضيح

عن فرانكينشتاين ثانية: اعتذار وتوضيح

نشر في: 24 يونيو, 2014: 09:01 م

لا الذين وقفوا معي أو ضدي، عند كتابتي عن تشابه قصة "فرانكينشتاين في بغداد" مع فلم أجنبي، كانوا على حق! ولأنني ضد نظام الفزعة العراقية السيئ الصيت، الذي له علاقة بمجتمعاتنا المقهورة، أعترف هنا، وأقول أنني بإشارتي للفلم "سيفين" ارتكبت خطأ ما كان عليّ الوقوع به! نعم أخطأت، وشكراً لكل الذين كتبوا أو صرحوا ضد مقالي السابق في هذه الصحيفة "حاء ياء وقصة سرقة فرانكينشاتين في بغداد من الفلم الأميركي سيفين"، أنهم نبهوني الى الخطأ الذي وقعت به. اعتمدت على ذاكرتي، التي خانتني للأسف في تلك اللحظة، كنت على ثقة أنني شاهدت الفلم، الذي أُخذت عنه قصة الرواية، ولم أبحث في التفاصيل الصغيرة. لماذا؟ لسبيين.
الأول: سيل المعلومات الذي يدخل المخ في السنوات الأخيرة، وسرعتها، شبهه امبيرتو أكو بمثل من ينزل بدراجة من على سفح جبل، لا يلاحظ التغييرات التي تجري بسرعة حوله! الثانيً: ثلاثة أفلام أُنتجت بفترة متقاربة، كملت بعضها. أولهم فلم "فرانكينتشاين" الذي أنتجه ليس غير عبقري السينما الأميركية فرانسوا كوبولا، ومثل فيه روبرت دي نيرو دور ضحية فرانكينشتاين، وأخرجه كما مثل فيه البريطاني كينيث كريزلي دور فرانكينشتاين. الثاني فلم "سيفين"، والذي مثل بطولته مورغان فريمان، وبراد بيت، وكيفين سبيسي، وأحيل القارئ للتفاصيل في مقالتي السابقة التي نُشرت في الشرق بتاريخ 29 كانون الثاني 2014. الثالث هو موضوعنا هنا، فلم "ريسوريكشن: الانبعاث"، الذي اشترك بكتابته وإنتاجه ومثل الدور الرئيسي فيه الممثل الأميركي الفرنسي كريستوفير لمبرت، والذي تدور قصته بالشكل التالي: مفتش البوليس الذي اسمه جون برودهوم يتحرى في مكان الجريمة عن جريمة بشعة وقعت في شيكاغو. الضحية غرقت في دمائها، فيما كُتب على الشباك بالدم "أنه قادم"، لاحقاً يُسقط ضحايا آخرون. كل الجثث تعوزها عند العثور عليها عضو من أعضاء الجسم. تحريات الشرطة تقول، بأنهم يطاردون آثار قاتل سفاح مريض نفسياً. القاتل هذا وضع في نصب عينيه هدفاً سامياً بالنسبة له: عن طريق لصقه الأعضاء الجسدية المفصولة من ضحاياه أراد القاتل خلق جسد المسيح وإرساله للناس في يوم عيد الفصح. ولأن الموعد يقترب، يتحول البحث بالنسبة لبرودهوم الى سباق من الزمن. صحيح أنه يتوصل الى تشخيص هوية القاتل، حتى أنه يلقي القبض عليه، لكن افتقاده للأدلة يجبره على اطلاق سراحه. في النهاية يتم تبادل اطلاق النار على سطح مستشفى اختطف القاتل منه طفلاً، لكي يأخذ قلبه للصقه بشخصية المسيح المنقذ التي أرادها. برودهوم يرديه صريعاً. إضافة الى ذلك، يمر برودهوم بالعديد من المشاكل الشخصية. ابنه مات في حادثة سيارة، وزوجته تريد الانفصال عنه. صديقه يُطلق النار عليه ويفقد قدمه في محاولة فاشلة لإلقاء القبض على القاتل السفاح. الفلم الأول "فرانكينشتاين" أُنتج عام 1994، الثاني "سيفين" 1995، الثالث "الانبعاث " 1999، الثلاثة أُنتجت ضمن موجة أفلام اعتمدت على الفكرة المسيحية، وهو هذا الفلم الذي نسيته وتداخل عندي مع فلم "سيفين".
 يتبع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. علي

    اعتذار جميل ينم عن شجاعة .. الا انه لا يلغي سلبية الاقتباس التي بنفسه المؤلف اعترف انه مقتبسها من مؤلفة امريكية ... مع احترامي للمؤلف السعداوي الا ان فوز الرواية بالبوكر مبالغ فيه ..

  2. ابراهيم

    رواية سعداوي فنيا ليست ذات قيمة كبيرة مع أهميتها موضوعا وأسلوبا، ولكن سعداوي أعطى درسا مجانيا للروائيين والمبدعين العراقيين وهو أن عليكم أن تتقنوا فن التسويق، هذه ليست سبة ولا تقدح أحدا ولا تنال من أعماله، بالعكس، فالرواية إنما تكتب لكي يقرأها أكبر قدر من

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram