رأت صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" على الحدود الغربية للعراق تجعل شبحا يلوح في الأفق ان داعش لن تمثل فقط تهديدا للعراق وسوريا، بل ايضا للأردن.وذكرت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكترون

رأت صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" على الحدود الغربية للعراق تجعل شبحا يلوح في الأفق ان داعش لن تمثل فقط تهديدا للعراق وسوريا، بل ايضا للأردن.
وذكرت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني امس، ان تنظيم داعش ،الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق، امتدت سيطرته الآن إلى الحدود الغربية بأكملها حيث استولى تقريبا على جميع المعابر الحدودية الرسمية مع سوريا ، فضلا عن المعبر الوحيد مع الأردن، بما يشبه الدولة المستقلة الجديدة التي قال التنظيم انه يعتزم إقامتها في المنطقة.
وأضافت الصحيفة انه مع الاستيلاء على معبر الأردن ، باتت الدفاعات العسكرية العراقية منهارة كما حدث في مواقع قتالية أخرى في الأجزاء الشمالية والغربية من العراق مع تنظيم داعش على مدار الاسبوعين الماضيين.
وتابعت الصحيفة أن سيطرة داعش على حدود الأردن يرفع حجم المخاطر من أن عملياتها العسكرية قد تشكل تهديدا ليس فقط على سوريا والعراق بل على الأردن وهما حليفتان مهمتان للولايات المتحدة في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيطرة الحدودية لداعش تأتى في الوقت الذي قام فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بزيارة طارئة إلى العاصمة العراقية بغداد لإجراء مشاورات مع القادة هناك حول ضرورة التصدي للانقسامات الطائفية وتشكيل حكومة وحدة جديدة من شأنها وقف هجوم داعش.
وتابعت الصحيفة أن تقدم داعش على الحدود يسلط الضوء على المكاسب الاستراتيجة والسريعة التي جناها المسلحون ضد القوات الحكومية العراقية التي أظهرت مقاومة محدودة واستعدادا بسيطا لاستعادة السيطرة على هذه المكاسب بالقوة، لكن هذا التقدم يرمز بشكل صارخ أيضا إلى الهدف الأوسع التي يتبناه تنظيم داعش بشأن إزالة الحدود التي قامت بترسيمها القوى الاستعمارية عقب الحرب العالمية الأولى وإقامة دولة إسلامية تمتد من منطقة البحر المتوسط وحتى صحراء العراق.
وأضافت الصحيفة الى ان تنامي دور مقاتلي داعش القادمين من سوريا و دول أوروبية، الذين يمثلون تهديدا صريحا للعواصم الغربية في حالة عودتهم من الشرق الأوسط.
ويقول التقرير نقلا عن مسؤولين في جهاز الاستخبارات البريطاني أن وجود ما يقارب 2500 مقاتل في سوريا والعراق قادم من دول أوروبية-500 منهم من بريطانيا- يعتبر تهديدا صريحا وثابتا للعواصم الغربية.
ويضيف التقرير نقلا عن "ريتشارد باريت" الرئيس السابق لقسم مكافحة الإرهاب الدولي داخل الاستخبارات البريطانية أن الحركات المتطرفة كداعش تهتم حاليا بتعزيز موقعها في الشرق الأوسط المضطرب، مؤجلة عمليات الهجوم ضد العواصم الغربية.
ويقول "باريت" إن الفلسفة القائمة داخل تلك المجموعات المتطرفة تعتبر الدول الغربية عدوا يجب تدميره، لكنها منخرطة حاليا في صراعها ضد الرئيس السوري بشار الأسد والنظام في العراق.
ويرصد التقرير صورة من مدينة "الرقة" في شمال سوريا، وهي أحد مراكز عمليات حركة داعش، حيث تعرض الصورة حائطا مغطى بصور لأعلام الدول التي تعتبرها داعش عدوها الأهم خلال هذه المرحلة، وعرضت الصور أعلاما لدول مثل السعودية وإيران وسوريا، ولم يكن هناك علم لدولة غربية ولا حتى إسرائيل.
ويرى التقرير بناء على آراء مسؤولين في أجهزة الاستخبارات البريطانية والأوروبية الأخرى، أن داعش وغيرها من الحركات المتطرفة في سوريا يمتلكون الأدوات الكافية لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المدن الأوروبية، فهناك عدد كبير من المقاتلين القادمين من دول أوروبية المستعدين لتنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرية في أوروبا.
ويرصد التقرير أيضا تطور تلك الحركات المتطرفة في مجال الاتصالات بشكل يصعب من مهمة أجهزة الاستخبارات الدولية في اختراق حساباتهم المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقعهم في الشبكة العنكبوتية، الأمر الذي يزيد من فرص قيامهم بعمليات إرهابية داخل مدن أوروبا. وينتهي التقرير بذكر نجاح حركة داعش الأخير في التوغل بالمدن العراقية واستقطابها لعدد كبير من المسلحين من مختلف دول العالم، مما يجعلها أكبر تهديد لأمن المدن الأوروبية في المستقبل القريب.