اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المرأة > البحث عن العريس يصطدم بجدران البطالة

البحث عن العريس يصطدم بجدران البطالة

نشر في: 25 يونيو, 2014: 09:01 م

ثلاث سيارات حديثة مزينة  بالزهور الحمر وأشرطة صفر وخضر على جوانبها تدور من خلف الجدران الكونكريتية الى الشارع ، وتستمر الزغاريد وتزمير السيارات ، يمرون من  خلال نقاط تفتيش للشرطة فيسمح لهم بالمرور بسرعة دون تفتيش، وعند احد الفنادق في منطقة

ثلاث سيارات حديثة مزينة  بالزهور الحمر وأشرطة صفر وخضر على جوانبها تدور من خلف الجدران الكونكريتية الى الشارع ، وتستمر الزغاريد وتزمير السيارات ، يمرون من  خلال نقاط تفتيش للشرطة فيسمح لهم بالمرور بسرعة دون تفتيش، وعند احد الفنادق في منطقة الكرادة يهرع أعضاء  فرقة موسيقى نحاسية بالقرب من بوابة الفندق ليعزفوا أغاني شعبية ويرتفع صراخ الشباب ورقصهم على الرصيف ، والعروس تصارع للإبقاء على ثوبها الفضفاض في مكانه  و ينهال عليها الورق الملون.
على امتداد فترة طويلة من الهدوء النسبي في بغداد أدى الى ازدهار الزواج ، لاسيما الأزواج الذين يضعون حياتهم على الاستمرار وسط الاضطراب في العراق يسارعون للتعويض عن الوقت الضائع ، وفي أحلك أيام العنف الطائفي في العراق في الفترة 2006-2007 ، تأجل الكثير من الزواجات. وكانت العائلات مشغولة جدا بالحداد وبالوفيات ، وكانوا يعيشون في منطقة حرب. ولزم الناس وقت طويل للتخلص من الخوف ، وكان الزواج قبل ذلك مجرد احتمال يصبح أكثر صعوبة مع ازدياد معدلات العنف. 
لم يذهب الكثيرون في تلك الفترة الى حفلات الزفاف ، ليس لأنها كانت صغيرة ، وإنما لأن حفلات الزفاف كانت هدفا مفضلا للانتحاريين، الآن مع تراجع العنف بنسبة عالية جدا وفق إحصاءات شاملة ، وتقارير من السلطات المحلية توحي بان حفلات الزفاف قفزت بشكل كبير. وبعد ان كانت الظروف الأمنية تقف وراء تأخير الزواج في العراق جاء دور البطالة الذي اصبح هما اخر، يقول عدي ابراهيم (32 عاما) وهو خريج كلية العلوم ان أسبابا تكمن وراء تأخره عن الزواج ، حيث أكد ان السبب الرئيسي هو عدم حصوله على وظيفة عمل تساعده في ذلك ، مضيفا "انا صاحب شهادة وليست عندي تلك الإمكانية المادية التي تمكنني من الإقبال على الزواج ، وبعد معاناة طويلة من البحث عن فرصة عمل معينة تقضي لي بعض حاجاتي الخاصة وهو مصروف جيبي".
اما ربيع كاظم (30 عاما) فتحدث بألم عن أسباب عزوفه عن الزواج والتي تكمن وراءها البطالة: "عانيت منها كثيراً وأخذت من حياتي مأخذا كبيرا واليوم وبعد فقدان الأمل في الحصول على وظيفة التجأت إلى ان اعمل بصفة عامل وباجر يومي قليل لايكفي سوى كرصيد لهاتفي النقال وقد تجاوز عمري الثلاثين عاما وعلى الرغم من كون والدي رجل موظف إلا ان راتبه لايكفي سوى للإنفاق على عائلتي الكبيرة فلا يمكنه ان يتكفل بأمور الزواج الباهظة الثمن وانتظر الفرج من المعنيين." اما علي كامل (29عاما) فلم يرغب بالتحدث إلينا عن هذا الموضوع فتركنا وذهب وعرفنا بعد ذلك الأسباب من احد أقاربه حيث قال ان علي يعمل ليلاً ونهارا في احد الأسواق بصفة حمال وهذا الأجر الذي يتقاضاه لايكفي سوى لمصاريف عائلته التي تتكون من (7) أفراد وأبوه رجل عاجز ، وأضاف ان امجد لم يترك مكانا إلا وذهب إليه للحصول على وظيفة ترفع شيئا من معاناة أسرته التي أصبحت على عاتقه بعد ان أصاب والده العجز وقد تجاوز عمره (29)سنة حتى انه ترك فكرة الزواج مطلقاً بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها وهو يفكر فقط في معيشة أسرته وتوفير لها متطلبات الحياة.
أما ثائر محمد فهو لايزال بانتظار التعيين في دوائر الدولة.."انا حالياً اعمل في محل بصفة عامل باجر يومي قدره (12) إلف دينار وهولا يكفي كمصروف جيبي فكيف يمكنني الزواج من هذا الأجر البسيط وكيف انفق على زوجة وأطفال أذا تزوجت وبالمقابل عائلتي لاتستطيع تزويجي بسبب ظروف المعيشة الصعبة والتي تحتاج إلى توفير أموال كثيرة لغرض إتمام الزواج. والمشاكل التي يواجهها الشباب في الطريق الى الزواج في عموم العراق."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفغانستان تقضي على رابع قيادي في «داعش» خلال أسبوع

"كتابٌ في يدي"..مفهوم الحرية لعبدالله العروي

أهم الطرق التي تساعدك على تجنب البثور وحب الشباب

ملهمتي لهذا الأسبوع

شبعاد: (قوى خفية)

مقالات ذات صلة

أفغانستان تقضي على رابع قيادي في «داعش» خلال أسبوع
المرأة

أفغانستان تقضي على رابع قيادي في «داعش» خلال أسبوع

قال مسؤولو مخابرات، يوم امس (السبت)، إن قياديًّا بارزًا في تنظيم «داعش» قتل في ضربة جوية بشرق أفغانستان، وهو رابع قيادي بارز من التنظيم يقتل في المنطقة على مدى الأسبوع الماضي. وأفادت المديرية الوطنية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram