اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > ارحموا عزيز قومٍ ذل: معزوفة التآمر تفتقر إلى نوتتها الموسيقية..

ارحموا عزيز قومٍ ذل: معزوفة التآمر تفتقر إلى نوتتها الموسيقية..

نشر في: 25 يونيو, 2014: 09:01 م

أكاد أُقسم، لو كان القسم فرض عينٍ يحسم الجدل في نواياي الوطنية، إنني لا احمل ضغينة شخصية للسيد نوري المالكي ولا استهدافاً له ولعائلته ومريديه وفريق عمله. ولم أكن أخطط لموقف معارضٍ مسبق لحكومته، بدليل ما قمت به من دور في تذليل الصعوبات لتشكيلها في الو

أكاد أُقسم، لو كان القسم فرض عينٍ يحسم الجدل في نواياي الوطنية، إنني لا احمل ضغينة شخصية للسيد نوري المالكي ولا استهدافاً له ولعائلته ومريديه وفريق عمله. ولم أكن أخطط لموقف معارضٍ مسبق لحكومته، بدليل ما قمت به من دور في تذليل الصعوبات لتشكيلها في الولاية الثانية. ولا أعتقد أن عاقلاً يصدق أن من قدم هذه المساهمة وتربطه علاقة شخصية وثيقة بالسيد المالكي ومن حوله، ينقلب على نفسه ويختط لها مساراً معاكساً يخرب كل ما بناه من علاقات وود.

كما قد ينفع إضافة حقيقة ناصعة، لمن لا يريد أن يعرف الحقيقة ويهتدي بما أصابه من لوثة طائفية، ومن ميل مخلٍ الى كرسي الحكم والمتربع عليه، دون تمحيصٍ أو انطلاقٍ من الثوابت الوطنية، ان مواقفي إزاء ما أخذ يصيب العملية السياسية، من مظاهر التصدع والانحراف، تبلورت وتكاملت، في الوقت الذي كانت فيه علاقات الرئيس الصديق الغائب الحاضر مام جلال، والصديق الأثير مسعود بارزاني، والقيادة الكردية، في أفضل حالاتها، حتى أن هذه المواقف، شكّلت عبئاً على الرئيس، ورأيت أن اعفيه منها علناً بعد نقاشٍ ودي حول ما نحن بصدد تقييمه من تدهور مستمر، وانحرافٍ عن المسار الديمقراطي!
ويعرف أقرب الأصدقاء، أن مواقفي ليست بأي حالٍ وظرف عبئاً علي، ولن أسمح لنفسي بمقايضتها، أو التنازل العبثي عنها.
وقد يعرف بعض هؤلاء الأصدقاء، أن من المواقف ما لا أجاهر به، لا من "باب التقيّة" أو بسبب المداهنة، وإنما لتقديرٍ يرى أنها يمكن أن تعالج بصيغة أكثر جدوى، لخدمة ما وراء المواقف نفسها.
(٢)
انهم يوجهون لي شتائم ولوماً ينطوي على نزعة شوفينية كريهة، وفقاً لما يرون من فائدة لتوجهاتهم. وهذا ما صادفته طوال عقود خمسة من نشاطي السياسي، وأزيد بضع سنوات. 
وتكاد شتيمة واحدة تلازم الحملات التي ينظمها أنصار المالكي، من جهة، وعناصر النظام السابق وانصاره من القومجية، وبقايا الرثاثة العربية، من جهة أخرى، وهي شتيمة تتلخص في حقيقة إنني كردي! وصك البراءة المطلوب مني، أن أشتم مسعود بارزاني وعائلته وحزبه، وأن أعرض بجلال طالباني وأفضح "سريرته". وأن أقوّض بالنقد الشتائمي صرح إقليم كردستان!
انهم يُعيرونني بانتمائي القومي، رغم أنني أحمل منذ وعيت همّ الثقافة العربية، بل وللأسف الشديد، أن هذا الهم حرمني من غنىً وإثراء معرفي مضاف بإجادة اللغة الكردية!
وهم يتجاهلون انني قضيت الشطر الأول من حياتي في "لواء الرمادي"، وتكونت صداقاتي الأثيرة فيها، دون أن أتعرف على هويات هؤلاء الأصدقاء وأصولهم القومية أو الدينية والمذهبية.
(٣)
انهم يجرحون ماضي كاتب السطور سياسياً وحزبياً، والذي شكّل حاضنة ثقافتي ونزعاتي الإنسانية والوطنية. ولا يتورعون عن كيل التهم الرخيصة المستقاة من حاويات المخابرات الصدامية، ويكاد الشتّام وهو من أصولٍ بعثية أو مخابراتية، أو قومانية ملوثة، أو طائفية ذميمة، أن يبدو، وهو يشتم، محامياً عن الحزب الشيوعي، وحامياً لممتلكاته وأمواله، مثيراً زوبعة يُعاد انتاجها، في كل ظرفٍ وفي كل بلدٍ، حسب الطلب!
(٤) 
ومن سخريات القدر المزحوم بالفضائح، أن بعضهم، يسب أصولي القومية، ويتناول بالقذع "انتمائي الطائفي" ويقول انها تقف وراء انحيازي للكرد وبارزاني وطالباني، دون أن يوفر نيجيرفان ومسرور وقيادات كردية "بلا حدود"، وهم لا يعرفون، وهم "دعاة" ومن فصيلة دولة القانون، إنني شيعي منصورٌ على الجهتين، أماً وأباً! 
يا للعيب!..
ها أنا أنحدر، الى متاهة مزرية، تفيض بضيق الرحابة الإنسانية، وتنزع عني سويتي التي شَببتُ عليها، وتكونت في رحمها، قامتي، دونما حدود.
أنحدر، لكي أتحرر، وأحرر ضحايا العصاب الديني والمذهبي والقومي، وأقول ما أراه واعتقده، وما أريد أن يكون عليه وطني الذي، ضيعه بعض من هؤلاء المرضى ممن قطعوا على العراقيين إمكانية التنقل ما بين مدنهم وأطرافها، بعد أن عبثت بها داعش، وسلالة البعث، وحاويات الارهاب التكفيري!
(٥)
يُعيد السيد المالكي في حديثه الأربعائي، تكرار معزوفة المؤامرة التي تعرض لها العراق في العاشر من هذا الشهر، وأدت الى احتلالٍ مذلٍ لنينوى وصلاح الدين وأطراف من كركوك وديالى. وبعد تمنعه لأيام عن كشف فصول هذه المؤامرة والمتورطين فيها، ومواقع غرف العمليات، باعتبارها "سراً عسكرياً"، يخرج أمس علينا، ليؤشر الى انها حيكت وتُدار من محافظة بعينها، قاصداً بذلك "أربيل" لا غيرها! وأن التواطؤ مرسوم بدقة في غرفة عمليات عسكرية وسياسية فيها.
والتواطؤ والمشاركة في المخطط، يتم على قاعدة "ما قبل احتلال نينوى وبعدها"! وفي إطار التجاوز على الدستور، وحرمان الشعب العراقي من المنجزات التي تحققت لهم في ولايتيه، وهي منجزاتٌ تنتظر استكمالاً لها في ولاية ثالثة.
ويرى أن ملامح المؤامرة تتكشف عن خيوطها السرية، بمطالبة المتآمرين، تشكيل حكومة انقاذ وطني أو طوارئ، والذهاب ابعد من ذلك، ضمنياً، عبر المطالبة بتنحيته عن تشكيل ولاية ثالثة، وهو ما سيولي لها ظهره، ويذهب بداية الشهر المقبل الى البرلمان لتشكيل الحكومة تنفيذاً لنداء المرجعية..!
(٦) 
إن المالكي، وهو يُسرد مضّانه، ينسى أربيل، وغرفة عملياتها، والخيوط السرية التي تُدار فيها "معارك داعش"، وينسى في استطراداته، أن دعاة تشكيل حكومة وطنية شاملة تتبنى مفهوم التغيير، مقيمون في بغداد، ويعلنون في وسائل الاعلام، انهم يطالبون بتنحيته، ورفض ولايته الثالثة، والمرجعية العليا في النجف تطالب بإلحاح بالتغيير والتعجيل بتشكيل حكومة شاملة تكون موضع رضىً وطنياً. وهو يعرف أن جميع الكتل والمكونات الرئيسة لا ترفض ولايته الثالثة وحسب، بل ترى في وجوده عائقاً وطنياً لدحر داعش والقاعدة والبعث، وترميم العملية السياسية المنتهية صلاحيتها، كما يريدها المالكي أن تكون.
وهذا التوجه في الدعوة الى التغيير، وهي تعني بالضبط، ودون مداورة، إخراجه من المشهد السياسي، الذي صار عبئاً وطنياً علينا جميعاً، عرباً قبل الكرد، وشيعة قبل السنة، يستقطب كل من كان يستند عليهم السيد المالكي في تجديد ولايته. وكل المؤشرات تؤكد على أن المحيط العربي والإقليمي والدولي، يرى في رحيله طريقاً وحيداً لإنقاذ الوطن العراقي، ودحر الإرهاب وداعش وحلفائه، وإعادة بناء عراقٍ ديمقراطيٍ يتسع لكل أبنائه ومكوناته، بعيداً عن نهجه وسياساته ومغامراته التي مزقت العراق، وجعلت "الدولة الاسلاموية الداعشية" تمتد مسافة الف وخمسين كيلومترا تفصل إقليم كردستان، عن حدود الدولة الوطنية العراقية! 
(٧)
أما الفصل الخاص بما ورد في حديث السيد المالكي من منجزاتٍ حققها، ويرى أنها هدف "المتآمرين"، فهو لا يستحق التوقف، بعد أن صارت الهزيمة والفشل والخذلان حديث المدينة، وتحتل واجهة الأخبار والأحداث في وسائل الإعلام في كل مكان، ويجري تداولها في الغرف الدبلوماسية المغلقة.
(٨) 
ويبقى تساؤل هو أقرب الى أن يكون جرحاً وطنياً: ألا يرى السيد المالكي، أن ما صار اليه العراق بعد سقوط نينوى وصلاح الدين وغيرهما، واقعٌ آخر غير ما كان عليه العراق قبل ذلك..؟
يا للخسارة، ويا للعيب.!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الستراتيجيّةُ العمياءُ وراءَ فاجعةِ الكرّادة..

في حُمّى "الهَلْوَسةِ السياسيّةِ" استرخى وزراءُ "الغَمْغَمَةِ" واللَّك..!

بينَ اليأسِ والإحباط مساحةٌ مضيئةٌ للصمت ..!

الموت حين يُصبح طقساً عابراً بلا مراسيم تشييع للفقراء .!

"بــيــروت مـــديـنـتــي".. وعـيـــنٌ عـلـــى بــغــداد ...

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram