اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > شركة النسيج العالمية وتأثيرها على الاقتصاد المصري عام 1920

شركة النسيج العالمية وتأثيرها على الاقتصاد المصري عام 1920

نشر في: 12 أكتوبر, 2009: 06:53 م

 المدى الاقتصادي ثلاثة انفجارات مدوية هزت أوضاع اليهود في مصر بعد الثورة وجعلتهم يغلقون ابوابهم على أنفسهم، وينتظرون اللحظة المناسبة للهرب الى إسرائيل، كان الانفجار الأول ألمانياً في صحراء مصر الغربية، والثاني مصرياً عالمياً عقب اشتعال حرب 56، اما الانفجار الثالث فقد كان يكمن في شخصية اليهود أنفسهم الذين كان من السهل عليهم ان يتحولوا الى طابور خامس لإسرائيل!
تعددت الأسباب والنتيجة واحدة وهو خروج اليهود من مصر ولكن يظل السؤال معلقا الى الآن: هل خسرت مصر بخروج اليهود، وكسبت إسرائيل؟قبل ان نصل لمرحلة الثورة كان لابد من الرجوع الى حقيقة وضع اليهود في مصر قبل قيام ثورة يوليو 1952 وبداية هجرة اليهود الى مصر بتشجيع من محمد علي. وقد تمتع اليهود الذين زادت هجرتهم الى مصر في عهد الخديوي إسماعيل بكل الامتيازات الأجنبية، وحسب تعداد السكان لعام 1917 فقد بلغ عدد أفراد الجالية اليهودية في مصر 59.581 نسمة، وكان التطور الاقتصادي في مصر هو عامل الجذب الأساسي لقدومهم واستيطانهم فيها.يهود البنوكيرتبط تاريخ البنوك في مصر بإنشاء اليهود لها، وقد نجح اليهود بعقليتهم الاقتصادية المشهورين بها في احتكار هذا المجال، واشتهرت عائلات بعينها في عالم البنوك مثل عائلة: قطاوي والموسيري وسوارس.كان البنك العقاري المصري الذي تأسس عام 1880 اول بنوك مصر وأسسته ثلاث عائلات يهودية سوارس ـ رولو ـ قطاوي، كان رأسمال البنك عند تأسيسه 40 مليون فرنك فرنسي، وصل الى 8 ملايين جنيه عام 1942 وقد لعب هذا البنك دوراً خطيراً في الاقتصاد الزراعي المصري فنتيجة القروض التي منحها للملاك الزراعيين أصبح يتحكم في أكثر من مليون فدان مصري.وفي عام 1898 تم إنشاء البنك الأهلي المصري الذي لعب دوراً مهماً في تاريخ مصر الاقتصادي، كان رأسماله 3 ملايين جنيه إسترليني، وقد تحول الى بنك مركزي عام 1951، وكان (روفائيل سوارس) هو صاحب امتياز التأسيس يشاركه (ميشيل سلفاجو) و(ارنست كاسل).كذلك البنك التجاري المصري الذي عرف وقت تأسيسه عام 1905 باسم بنك التسليف الفرنسي ثم تحول الى شركة مساهمة مصرية باسم البنك التجاري المصري عام 1920 وكان رأسماله مليوناً و200 الف جنيه إسترليني.هذه البنوك الثلاثة كانت أشهر البنوك التي سيطر عليها اليهود، وكانت هناك بنوك أخرى صغيرة ساهمت في تشكيل الحياة الاقتصادية في مصر.قطاعات اقتصادية أخرىوالى جانب البنوك امتدت سيطرة اليهود لمجالات أخرى مهمة مثل قطاع البترول فقد قام اميلي عدس بتأسيس الشركة المصرية للبترول برأسمال 75000 جنيه في بداية العشرينيات، في الوقت الذي احتكر فيه اليهود (ايزاك ناكامولي) تجارة الورق في مصر.كما اشتهر اليهود في تجارة الأقمشة والملابس والأثاث حتى ان شارع الحمزاوي الذي كان مركزاً لتجارة الجملة كان به عدد كبير من التجار اليهود، كذلك جاءت شركات مثل شركة شملا: وهي محال شهيرة أسسها (كليمان شملاً) كفرع لمحال شملاً باريس، وقد تحولت الى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400.000 جنيه مصري.شيكوريل: أسستها عائلة شيكوريل عام 1887 ورأس مجلس إدارتها (مورنيو شيكوريل) عميد العائلة، وكان رأسمال الشركة 500.000جنيه، وعمل بها 485 موظفاً أجنبياً و142 موظفاً مصرياً.بونتبور يمولي: أشهر شركات الديكور والأثاث، أسسها هارون وفيكتور كوهينجاتينيو: سلسلة محال أسسها موريس جاتينيو الذي احتكر تجارة الفحم ومستلزمات السكك الحديد وقد كان لموريس جاتينيو دور في دعم الحركة الصهيونية ومساعدة المهاجرين اليهود.وكانت عائلة (عدس) من العائلات اليهودية الشهيرة في عالم الاقتصاد وأسست مجموعة شركات مثل بنزايون ـ هد ـ ريفولي ـ هانو ـ عمر أفندي.كما احتكر اليهود صناعات أخرى مثل صناعة السكر ومضارب الأرز التي أسسها سلفاتور سلامة عام 1947 برأسمال 128.000 جنيه مصري، وكانت تنتج 250 طن ارز يوميا، وشركة الملح والصودا التي أسستها عائلة قطاوي عام 1906.كذلك وصلت سيطرة اليهود الى قطاع الفنادق فقد ساهمت موصيري في تأسيس شركة فنادق مصر الكبرى برأسمال 145.000 جنيه وضمت فنادق كونتيننتال ـ ميناهاوس ـ سافوي ـ سان ستيفانو.نشط اليهود أيضا في امتلاك الأراضي الزراعية وتأسست شركات مساهمة من عائلات احتكرت بعض الزراعات مثل شركة وادي كوم امبو التي تأسست عام 1904 بامتياز مدته 99 عاماً، ورأسمال 300.000 جنيه مصري وامتلكت 30.000 فدان في كوم امبو غير 21.000 فدان وشقت 91 كم من المصارف والترع و48 كم من السكك الحديد.كذلك شركة مساهمة البحيرة التي تأسست في حزيران 1881 برأسمال 750.000 جنيه مصري وامتلكت 120.000 فدان.وعلى هذا الأساس استطاع اليهود في مصر تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة بلغت أقصاها في الفترة من 1940 وحتى 1946 في الوقت الذي كان الاقتصاد العالمي يعاني ركودا نتيجة ظروف الحرب العالمية الثانية واستطاع يهود مصر ان يصبحوا أغنى طائفة يهودية في الشرق الأوسط، ولم يتأثروا بإلغاء الامتيازات الأجنبية عام 1937 أو انخفاض معدلات الهجرة الى مصر، أو حتى صدور قانون الشركات رقم 138 الذي صدر في تموز 1947 لتنظيم الشركات المساهمة.خروج اليهودوكان لقيام إسرائيل عام 1948 واندلاع الحرب بين اليهود والعرب اثره في تحديد دور طائفة اليهود في مصر، وبعد قيام ثورة يوليو، ازداد الموقف اضطرابا، بعد ان تغيرت موازين القوى بين العائلات الي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram