اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لغــز اختفــاء أسـرتـــي!

لغــز اختفــاء أسـرتـــي!

نشر في: 29 يونيو, 2014: 09:01 م

لم تبق للزوج إلا الذكريات والدموع ... فكلما وضع (ف) جسده على الفراش شعر به وقد تحول الى بساط في سجن موحش، فبالأمس القريب كانت شريكة حياته تنام بجواره وفي الغرفة الأخرى تنام ابنتاه ... حياة دافئة رغم آلام المرض الذي أصاب الجميع ! المحزن ان مركز الشرطة

لم تبق للزوج إلا الذكريات والدموع ... فكلما وضع (ف) جسده على الفراش شعر به وقد تحول الى بساط في سجن موحش، فبالأمس القريب كانت شريكة حياته تنام بجواره وفي الغرفة الأخرى تنام ابنتاه ... حياة دافئة رغم آلام المرض الذي أصاب الجميع ! المحزن ان مركز الشرطة وضباطه يصرون على ان الحادث مجرد غياب وفقدان ... لكن الزوج يصرخ قائلا: صدقوني هناك سر في اختفاء أسرتي ... تفاصيل الليلة الأخيرة وقصة الاختفاء يجلبها لنا الزوج بدموعه ... أين زوجتي وأولادي ؟ سؤال فرض نفسه على زوج وجد نفسه يعيش في هذه الحياة وحيدا بعد ان كانت لديه أسرة يعيش في كنفها مكونه من زوجة وطفلتين ... يتساءل الآن ماذا جرى لهم ؟ سؤال لم يجد له إجابة ... يخرج من البيت صباح كل يوم ويبدأ رحلة بحث – لكنها استمرت شهورا وسنوات دون نتيجة. الأمل لا يزال يملؤه في ان يجد أسرته .. بعد هذا البحث المكثف في مراكز الشرطة والمستشفيات والطب العدلي يبدو ان خيبة الأمل أصابته وجعلته يرقد في البيت يائسا لا يجد سوى صور عائلته ... ناظرا اليها ... يتذكر الأيام التي قضاها مع زوجته وأولاده رغم آلام المرض الذي أصابهم جميعا ! تنهمر الدموع من عيني الزوج فيتذكر أولاده ناظرا الى بيته الذي اصبح خاويا ... يقول الزوج الحزين ... "تزوجت منذ اربع سنوات وأنجبت طفلتين جميلتين ... ولكننا كنا مرضى بمرض مزمن وهو التدرن الرئوي ... نذهب في بداية كل شهر الى احد المستشفيات الحكومية لنجري الفحوصات والأشعة اللازمة ونتسلم العلاج من الصيدلية ونرجع سوية الى البيت ... رحلة كنا نقوم بها جميعا إلا في هذا الشهر حيث لم اذهب معهم لأنني كنت مشغولا في عملي .. تركتهم يذهبون لإجراء الفحوصات الروتينية اللازمة ... وبالفعل ذهبوا الى مستشفى الصدر ... ومنذ خروجهم ... لم أرهم ، وانا نائم أراهم في أحلامي ... ورغم إنني مريض بهذا المرض اللعين ... اخرج كل صباح باحثا في كل شارع عن أسرتي ... أواجه الموت أحيانا عندما تصيبني الأزمة فجأة فيغمى علي في الشارع وأصحاب القلوب الرحيمة يقفون بجانبي ... كما إنني تركت العمل في احد الأسواق حيث المصدر الوحيد لرزقي ... ودعت الحياة ووجدت نفسي خارج اطار الدنيا ... ولا اعرف هل اصبحوا في تعداد الموتى بسبب حوادث التفجيرات ام على قيد الحياة ! ولو كانوا أحياء ... كيف يعيشون الآن ؟" ويستطرد الزوج المسكين قائلا لي ... عدت الى بيتي بعد رحلة بحث فاشلة ... حائرا اعتقدت انهم ذهبوا الى بيت أهل زوجتي فاتصلت بهم لم اجد احدا يرد على الموبايل ...ذهبت اليهم في الكوت .. اكد لي شقيق زوجتي انه لم ير زوجتي منذ اشهر ! هنا بدأ الشك والخوف يتسلل الى قلبي ... أسرعت الى احدى قريبات زوجتي ... سألتها فأكدت لي أنها لم ترها منذ فترة بعيدة .. خرجت من عندها وانا أتساءل أين ذهبوا ؟ المستشفى لا يعرف عنهم شيئا وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم ... الشيء المؤكد انهم حضورا في الصباح الى المستشفى واخذوا العلاج من قسم الصدر والرئة ... ازدادت حيرتي ... عدت الى بيتي وظللت جالسا على الكرسي افكر أين ذهبوا ... حيرة ... قلق وخوف من المجهول تنتاب الزوج المسكين ... لا يستطيع التفكير في غياب ابنتيه وزوجته الذي شل عقله ... الصمت فقط ... ملامح الدهشة تسيطر على وجهه ... أحيانا تفكيره يأخذه بعيدا ... ويظن ان زوجته أقدمت على الانتحار ومعها ابنتاها يأسا من المرض ... لكنه سرعان ما يطرد هذا الوسواس الخناس من عقله ! لم يجد أمامه سوى الذهاب الى مركز الشرطة ليسجل إخبارا بفقدان زوجته وابنتيه ... خرج من المركز على امل ان تقوم الشرطة بإعادة زوجته وبناته ... لكن القدر كتب له ان يعيش دون ان يراهم حتى الآن ...
ثلاث سنوات مرت ... ولم يعثر على أي شيء يدل على وجودهم ، ترك عمله ومرضه المزمن وظل يهيم على وجهه في الدنيا يجوب الأرض الواسعة باحثا عن أي خيط رفيع يقوده اليهم ! وبعد كل هذا العناء والتعب والجهد الشاق الذي يبذله (ف) من اجل العثور على أسرته وتردده على مراكز الشرطة والمستشفيات لعل وعسى ان يجد خيطا رفيعا يقوده اليهم ... يئس (ف) وفقد الأمل في كل الحلول وجاء الي محتفظا بآخر امل له بعد نشر قصته على القراء! ... وتبقى في النهاية صرخة الزوج: ابحثوا عن زوجتي وبناتي ... فربما كان هناك سر في اختفائهن !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. hassan

    لا ادري لماذا لا ينشر صورتهم وهذا ليس بعيب٠٠٠ لاعلان عن اختفائهم لعل واكيد سوف يساعده كثيرا

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram