لم تكن فاتحة القرآن الكريم سورة : ( الحمد لله رب العالمين ) كما يعتقد غالبية المسلمين . بل ، كانت فاتحة الكتاب كلمة واحدة فحسب ، قدسية المبنى والمعنى ، قدسية الوسيلة والهدف . كلمة جمعت أواصر ما تبعثر وتشظى من وشائج بين الإنسان وربه ، وبينه وبين العالم . كلمة تصلح للتداول في كل عصر ، وتحت أيما ظرف .
اقرأ..
والفعل فعل أمر . حال وجازم . ليس ماضيا ولا حاضرا ولا مسبوقا بسين التسويف أو سوف المماطلة .
اقرأ..
فعل أمر تجاوز عمره الألف عام ونيف . فما جف منه مورد ، ولا لحقته أمراض شيخوخة .ولا وضع على رفوف النسيان .
اقرأ … من يغامر بسؤال عويص حير ألباب الحكماء : أية قراءة يا ترى ؟
القراءة المتمعنة لكل ما يدعو للتأمل وإثارة الأسئلة - قراءة الأسفار ، قراءة أحوال البلاد ،والعباد ، قراءة دروس الماضي لاستنباط عبر الحاضر ، قراءة أبجدية الملامح للغرماء والغرباء والأنصار .
تحت مسميات الحرية ( السائدة الآن ) المنفلتة من كل قيد أو شرط . تغص المكتبات والمواقع الإلكترونية بكتب ونشرات وصحف مضللة تحرث في ارض بور ، صالحة لإنبات الشوك والعوسج والحنظل ، كتابات ، لا تطفئ أوار نيران تنذر بإلتهام الأخضر واليابس ، لا تزرع حقلا بالحنطة وأزهار النرجس ، ولا تدر لبنا سائغا لذة للشاربين .ولا.. ولا..
هل هي دعوة لتكميم الأفواه؟ لتقنين حرية ما ينشر و ما يقال تحت شتى الذرائع؟ لنعود القهقرى لزمن كانت الكلمة الصدق ، والجملة الهادفة تحجب عن كاتبها رزقه ، وأحيانا تكلفه حياته؟
لا ، ليست تحريضا على كتم الأنفاس بتكميم الأفواه . إنما ردم هوة الجهل بأنوار المعرفة كفيل بتدارك المحنة (الكبرى ).
هل قرأتم شيئا عن طب الحكيم أبقراط ، حين ارتأى — للتداوي — معادلة السم بالترياق؟
اقرأ….
اقـــــرأ
[post-views]
نشر في: 29 يونيو, 2014: 09:01 م