TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عن فرانكينشتاين ثانية: اعتذار وتوضيح

عن فرانكينشتاين ثانية: اعتذار وتوضيح

نشر في: 1 يوليو, 2014: 09:01 م

2-2
الأسبوع الماضي تحدثت في عمودي عن الالتباس الذي حدث لي، وكيف تداخل عندي فلم "سيفين" مع فلم "الانبعاث" الذي هو موضوع العمود. وكيف أن أفلاماً ثلاثة "فرانكينشتاين"، "سيفين"، و"الانبعاث" أنتجت في نفس الفترة دار مضمونها حول الفكرة المسيحية: فكرة المنقذ؟
ليس من الغريب إذن، أن عاشقاً مثلي للسينما، ورأى كل هذا العدد من الأفلام في حياته، ولا تتداخل بعض الأفلام التي يزدحم بها مخه مع بعضها؟ وبعد اطلاعي على الأحداث الرئيسية في قصة "فرانكينشتاين في بغداد" ومعرفتي تفاصيل مجرى السرد فيها والتي تدور عن شخص يجمع أعضاء الضحايا المقتولين ويريد تشكيل انسان منها يعود وينتقم، جعلني أتذكر فجأة فلماً آخراً غير الفلم الذي أخذت "فرانكينشتاين في بغداد" منه القصة، والذي للأسف (أو لحسن حظ الكاتب!) نسيت عنوانه في اللحظة تلك. من جانب الشخص المنتقم في الرواية العراقية الذي ينتقم لضحاياه عن طريق لصق أعضاء بشرية لجثث وخلق شخصية "الشسمة". ومن جانب آخر الفلم الأميركي والشخص الذي يلصق أعضاء بشرية لكي يخلق منها شخص "الهو" المسيح الذي سيظهر في عيد الفصح، ورابط فلم "الانبعاث" الذي بدأت بالحديث عنه في عمودي في الأسبوع الماضي، هو تحت لمن يريد البحث عنه في الويكيبيديا:
http://en.wikipedia.org/wiki/Resurrection_(1999_film)
حذار من الخلط بين هذا وفلم أُنتج بعده حمل نفس العنوان لكنه اعتمد على رواية لتولستوي بنفس الاسم!
وهذا هو الرابط لمن يريد مشاهدة الفلم:
http://www.sockshare.com/file/YHDO08EFHHWOC0#
والآن؟ ماذا أريد من المقال هذا؟ ما هو الجديد الذي أضيفه؟ هل أريد تبرير موقفي تجاه الخطأ الذي ارتكبته أم أريد أضيف معلومة جديدة للقارئ أم أريد النيل من كاتب شاب فاز بجائزة؟ الجديد أقوله ببساطة، إنني لست بصدد نقاش جوانب فنية من رواية ما، أو الدخول بمهاترات "فزعة" محتدمة، لها علاقة بالذين ينتصرون لنصوص لم يقرأوها ويفهموها ناهيك أنهم من متابعي التطورات في السينما العالمية، بل أكثر: له علاقة بالسؤال التالي هل هو الأمر مختلف بين صناع السينما وكتّاب الرواية؟ حتى الآن كل الأفلام التي اعتمدت على روايات أشارت الى مصادرها وسمتها بالاسم. فلماذا لا تشير رواية نسخت فكرتها من فلم شاهده الملايين الى الفلم هذا الذي هو مصدرها بالاسم؟ شخصياً ليست عندي مشكلة، إذا اعترف كاتب ما وقال، أنني اعتمدت بكتابة قصتي على الفلم الفلاني أو الشخص الفلاني.
ماذا كتب برتولد بريشت في نهاية مسرحيته غاليلو غاليلي؟ فبعد أن يعيد النظر غاليلو غاليلي بنظريته ويذعن لسلطة الكنيسة، ويتراجع عن نظريته بكروية الأرض، ويقول: "هراء، الأرض ليست كروية"، كما جاء في العرض الأول للمسرحية، يقول له الصبي أندريا، نصيره المخلص له: "تعيس هو البلد الذي ليس فيه أبطال"، الطريف أن بريشت في العرض الثاني للمسرحية لا يترك جملة أندريا بدون إجابة، إذ يجعل غاليلو غاليلي يجيبه، "تعيس هو البلد الذي هو بحاجة الى أبطال". والمصيبة تكون أكبر، إذا كان الأبطال مزيفين! مؤلف "فرانكشتاين في بغداد"، لم يخترع الفكرة. واختراع الفكرة هو أهم ما في العمل الروائي. أخذ فكرته من فلم "الانبعاث" وحاول إيهامنا أنه متأثر بفلم روبرت دي نيرو، أو أنه أخذ من ماري شيلي، المصدر الرئيسي الذي أُخذت منه كل الأعمال الفنية التي تمثل فرانكينشتاين. رغم أن هناك فارقاً شاسعاً بين فرانكينشتاين الذي يصنع إنسانه في مختبره، وبين قتلة سفاحين يجمعون أعضاء بشرية لصنع إنسان! اليس السؤال هنا مشروعاً: لماذا تشير رواية اعتمدت على فلم معين، إذا لا تكون نسخت منه الى فلم آخر ليس فيه تقطيع جثث ولا هم يحزنون (فلم روبرت دي نيرو في هذه الحالة!)؟ هل هو نوع من التمويه، التغطية على الفكرة الأصلية التي نسخت منها؟ قد يقول البعض، أن الأمر حدث صدفة، ربما جاء ذلك نتيجة تناص، ربما صح ذلك بالفعل في بعض الحالات، لكن الأمر يصعب في تقديري، إذا تعلق الأمر هنا بمؤلف هو كاتب سيناريو وله علاقة بالسينما، كما جاء في الرواية. أليس كذلك؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram