اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > 8 سنوات لا تكفي يا سيدة رايس

8 سنوات لا تكفي يا سيدة رايس

نشر في: 5 يوليو, 2014: 09:01 م

هل الديمقراطية مجرد إجراءات أم أنها إجراءات وقيم سياسية واجتماعية ؟ هذا السؤال دائما ما أوجهه لم يعتقد ان الديمقراطية هي مجرد صناديق انتخابات. .سأتذكر مقولة تشرشل الشهيرة "الديمقراطية ليست فقط انتخابات. . إنها إجراءات وقيم".
اذن الانتخابات خطوة في الديمقراطية. . وليست الديمقراطية بكل معانيها هي مرحلة من بين مراحل. وسيلة لا غاية. . الديمقراطية تعطي الحق للفائز أن يتصرف. لو كان فائزاً بصوت واحد. ولكنها تفرض عليه كذلك أن يراعى الذين لم يعطوه أي صوت. قبل مَنْ انتخبوه. لكن البعض يظن أن الصناديق تمنحه الحق بأن يتصرف في البلاد كما يشاء.
الانتخابات أيها السادة ليست صكاً يمنح صاحبه الحق بأن يفعل ما تشاء. ليست دليلاً على انعدام الديكتاتورية. كم من طغاة وصلوا مقاعدهم بطريق الانتخاب. .هتلر كان منتخباً. موسوليني كان منتخباً. عانت أوروبا لسنوات طويلة من ويلات هذا وجنون ذاك.
في تجارب الشعوب التي طالما أعود إليها أجد في نموذج البرازيل مثالا للبلاد التي استطاعت بفضل ساسة ان تحقق انعطافا مهما في تاريخها.
دارسو الحالة البرازيلية يعتبرون انتخاب الرئيس "لولا دا سليفا" عام 2002 شكّل انتقالة مهمة في حياة البلاد، وخاصة عندما أطلق في مطلع عام 2003 برنامجه الشهير "الجوع صفر"، أي "القضاء على الجوع" والذي ربط فيه بين تقديم مساعدات مالية للأسر الفقيرة وبين دخول أبنائها إلى المدارس، وكان هذا البرنامج قد طال حوالي أكثر من نصف سكان البرازيل منذ بداية تطبيقه.
ظل لولا في الحكم حتى عام 2010 عندها شعر أهالي البرازيل بنوع من الخيبة لأن الدستور لا يسمح لـ"رئيسهم المحبوب" بالبقاء رئيسا للبرازيل، قدم صورة أخرى للزعامات في العالم، فبينما يلقي بعض الرؤساء الخطب الرنانة أعطى لشعبه، ازدهارا لم تعرفه من قبل.. أعطى الفقراء وعدا وقطع لهم عهدا.. لم يكذب عليهم ولم يركب على أكتافهم.. استطاع بفضل نزاهته وحكمته وإصراره على إشاعة روح العدالة الاجتماعية أن يحدث اكبر التحولات السياسية والاقتصادية في العالم، وحين يطمئن إلى أن كل شيء يسير في الطريق الصحيح نفض يديه من السلطة وقرر ان يحتكم للدستور، لا ولاية ثالثة حتى وان كان السبب في انقاذ الملايين من العوز والتشرد والتسلط وحول بلادهم إلى فردوس على الأرض.
اما نحن مساكين هذه البلاد فقد توهمنا أن التغيير سيجعل الحرية حق والأمان حق، وحب الحياة حق؟ فإذا نحن أمام ساسة حولوا الحق إلى ضلالة والحياة إلى جحيم يكتوي بنارها معظم العراقيين.
في مذكراتها "اسمى مراتب الشرف" تخبرنا وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندليزا رايس كيف دخلت في حوار عقيم مع ابراهيم الجعفري عام 2006 والعراق على شفا الانهيار، حين طلبت منه التنحي عن رئاسة الوزراء تقول: " كل شيء عرضناه كان يواجهه بالعناد فقد قال .. لا استطيع ان أخيب امال الناس الذين رشحوني"، - اتمنى عليكم ان تراجعوا بيان السيد نوري المالكي الذي القاه قبل يومين ستجدون نفس الكلمات.. سأكون وفيا لأصوات الناخبين، ولن أسمح لنفسي أبدا بأن أخذلهم وأتخلى عن الأمانة التي حملوني إياها -واعود للسيدة رايس التي تضيف: أحسست برغبة في الرد على الجعفري قائلة: لا احد يريد لك ان تكون رئيس وزراء حتى من رشحك".
كنت أتمنى لو سأل السيد المالكي نفسه ما الذي تحقق في ولايته الأولى ومن بعدها الثانية؟ هل يعيش العراقيون اليوم جميعا متساوين بالحقوق والواجبات؟ هل شعار حكومتنا الكفاءة أولا؟ هل بنينا دولة مدنية لا تميز بين المواطنين؟
هل أبدعت الحكومة؟، في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداع مسؤوليها في تعليم الناس الطائفية وفي توزيع السلاح على المدنيين وفي احتقار الآخر وتخوينه.
من زمن طويل، اكتظت باريس بالمتظاهرين وهم يحملون لافتات كتب عليها : "ديغول 10 سنوات في الإليزيه تكفي" الرجل الذي انقذ فرنسا من ويلات الحرب وجعل منها رابع قوة اقتصادية في العالم لم يجد امامه الا الانصياع لرغبات الناس فـ10 سنوات تكفي ،
السيدة رايس عليك ان تعرفي ان 8 سنوات في حكم العراق لاتكفي لان ساستنا الاشاوس يريدون السير بنا الى مقابر جماعية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. مواطن عراقي

    طبعا ثماني سنوات لاتكفي، العراقيون ابدلوا صدام بصدام ونصف. السيد رئيس الوزراء هو منقذ العراق وهو القائد الفذ الاوحد حفظه الله ورعاه الذي سيوحد العراق بعد ان كان مشرذما، والدليل هو ما يجري حاليا، يحارب الى جانب بشار الاسد ومليشيا المالكي خسرت مئات القتلى ف

  2. عراقية

    لقد تنحي ابراهيم الجعفري وجاء بعده نوري المالكي وعندما يتنحى نوري المالكي وياتي من ياتي بعده سيبقى وضع العراق على ماهو عليه الى مالانهاية السبب لان الحكومة شيعية ودول الجوار والسنة لايرغبون بها .. هذه هي المشكلة الاساسية ليس بالاشخاص . ثم الم يحصل نوري ال

  3. عمار القطب

    لقد كفرت بالديمقراطية وانتظر منك يا استاذ علي متى تكفر يعني بصراحة كيف تكونت الطبيقة السياسية وكيف اصبحت بهذا الغنى وكيف تكون زعماء عشائر و الصحوات ولماذا يجب ان يدخل السياسي من الباب الامامي للوزارة والمواطن من يراجع من الشباك القذر الصغير. كنا نسخر من ا

  4. شاكر

    الأستاذ علي تحية طيبة لا أضع اللوم على الساسة وحوشيتهم بل على ما يسمى بالشعب الذي باع وطنه وتشبث بهؤلاء واؤلئك كل حسب طائفته وقوميته والنتيجة تشرد وجوع واحتلال داعشي حمل الكثير منهم راياته بدعوى الأعتصام مما دفع بالاخر الى التطرف والتشدد والأقصاء وهي لعب

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram