TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > والي المنطقة الخضراء

والي المنطقة الخضراء

نشر في: 6 يوليو, 2014: 09:01 م

المسؤولون الامنيون اعتادوا وبشكل يومي الاعلان عن قتل او اعتقال امراء تنظيمات ارهابية وينقل الشريط الاخباري تصريحات مسؤولين امنيين تؤكد مقتل امير الحصوة شمالي محافظة بابل ، واعتقال امير اليوسفية وعويريج ، والقائمة تطول حتى اخذ العراق ينافس المملكة العربية السعودية في عدد الامراء من الاصليين او منتحلي اللقب.
الامير في العراق خارج المنطقة الخضراء ينتمي الى تنظيم ارهابي ، يعتمد في الحصول على التمويل بفرض الجزية ، وعمليات الخطف والتسليب ، والسطو على مقار المؤسسات الحكومية والمصارف ، وبإمكان اتباع الامير ان ينصبوا كمينا في منطقة ما ، ويعترضون عجلة نقل رواتب الموظفين ، فيسرقون محتوياتها ، وقد يقتلون عناصر حمايتها ، ثم يلوذون بالفرار الى جهة مجهولة .
الوالي في المنطقة الخضراء ، لا علاقة له بتنظيمات ارهابية او جماعات خارجة على القانون ، انه انسان مسالم يؤدي الفرائض الدينية وناشط في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصل الى موقعه استنادا الى خدمة جهادية طويلة ، وكان له الدور الكبير في اقناع الولايات المتحدة وحلفائها بغزو العراق ، وبعد الاحتلال حصل "والي الخضراء" على مكان متقدم في سفينة العملية السياسية ، وربما لهذا السبب اصبح المشهد السياسي غامضا ، الأمر الذي دفع العراقيين الى ترديد القول الشائع بينهم هذه الأيام :" اليوم احسن من باجر ".
امير الخلافة الاسلامية الجديدة ، له اسلحته الخاصة في الدفاع عن "الخليفة" وهو على استعداد لقطع رؤوس الرعية من اجل بقاء سيده في منصبه ، للتعبير عن الولاء المطلق والبيعة الدائمة، الامير يمتلك مجسات تمنحه القدرة على كشف المؤامرات قبل تنفيذها ، وبإشارة منه الى السياف يقوم الاخير ، بقطع أعناق المتآمرين والجميع يردد الله اكبر، اما امير المنطقة الخضراء فأسلوبه في الكشف عن المؤامرات يعتمد المعلومات من دول الجوار ، وتوقعات اصحاب التصريحات النارية المعروضة في شاشات الفضائيات على مدار الساعة ، وكشف المؤامرة ، يبدأ اولا باتهام اكبر عدد ممكن بالتورط والوقوف وراء التخطيط لها ثم تنفيذها ، والتلويح باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن النظام السياسي ، ومن المناسب ان تتضمن الاتهامات اشارة الى التجاوز على المرجعيات ، وانتهاك الدستور ، والتعاون مع بعض دول الجوار لتنفيذ اجنداتها في العراق لغرض تقسيمه ، وتأسيس دولة يقودها خليفة المسلمين الجديد لتقويض الديمقراطية ، واغتيال امير المنطقة الخضراء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram