TOP

جريدة المدى > مسرح > هل تعادل سعادة المسرح ثمن الدخول إليه؟!

هل تعادل سعادة المسرح ثمن الدخول إليه؟!

نشر في: 7 يوليو, 2014: 09:01 م

اكتشفنا مؤخراً أن المسرح يجعل المرء أكثر سعادةً. و في الواقع، فإن هناك خبراً في " المسرح " يضع المسألة في تعبير أكثر تحديداً بكثير : ان الذهاب لمشاهدة مسرحيتين في الأقل سنوياً يجلب على الواحد منا قدراً من الشعور بالرفاهة wellbeing أو السعادة مساويا ل

اكتشفنا مؤخراً أن المسرح يجعل المرء أكثر سعادةً. و في الواقع، فإن هناك خبراً في " المسرح " يضع المسألة في تعبير أكثر تحديداً بكثير : ان الذهاب لمشاهدة مسرحيتين في الأقل سنوياً يجلب على الواحد منا قدراً من الشعور بالرفاهة wellbeing أو السعادة مساويا لزيادة سنوية في الراتب مقدارها 1000 جنيه استرليني، يقول بيتر كرولي في مقاله هذا.
و كواحد يشاهد ربما مسرحيتين أو ثلاث في الأسبوع، فإن هذا يشكل خبراً بالنسبة لي : فمن ناحية السعادة، ينبغي لي أن أستمر في ذلك. لكن التدقيق الداخلي لحساب الرفاهة لم يتطابق مع هذا الحساب. إذ أن الخبر وضعني ، بدلاً من ذلك، في حالة من الذعر المتكدر. هل هذا حقاً تقدير مفيد لقيمة المسرح؟
لقد تعهد بالدراسة، المعنوَنة على نحوٍ رشيق ( قياس و تقييم التأثيرات الرفاهية للثقافة و الرياضة )، باحثون في مدرسة لندن لعلم الاقتصاد، مهتمون على نحوٍ واضح بإزالة كل كليشيهات " العلم الكئيب ". و يتضح من ذلك أنك تستطيع أن تضع سعراً على السعادة : 83 جنيها كل شهر إن ذهبتَ إلى المسرح، و هو ما يبدو و كأنه استعادة طيبة لثمن تذكرة المسرح الذي تدفعه! و لقد اعتاد ستيف مارتن أن يقول في أيام وقفاته التنكيتية الأكثر هزلاً، لقاء 4 دولارات، إنه كان يقوم أحياناً بذلك لقاء 6 دولارات. لكن بالنسبةً للتحليل التشككي و الصيغة الحذرة للدراسة كلها، فإن ذلك مستند على " الرضا بالحياة المقرَّر ذاتياً "، الذي يبدو مشكوكاً فيه. و قد سبق للتعاملات المتعلقة بالبهجة، على سبيل المثال، أن ثمّنت الربح الصافي للسعادة التي يحققها الزواج بـ 17,000 جنيه بالنسبة للرجل، ( و نصف ذلك بالنسبة للمرأة ) و عادلت الفجيعة الشخصية بخسارة قيمتها 350,000 جنيه.
و يعرف الكل تعريف وايلد للمتهكم أو الساخر، بأنه الشخص الذي يعرف ثمن كل شيء و قيمة اللاشيء. و يبدو تطبيق قياسٍ بارد لما تستحقه الثقافة أمراً تخفيضياً على نحوٍ مُحبط ليس غير. إذن لماذا نظل نفعل ذلك؟ إن الدراسة، الحاصلة بتكليف من ( قسم المملكة المتحدة للثقافة، و الإعلام، و الرياضة )، عبارة عن تحليلٍ كلفته بفائدته أساساً ــ و يمكنك أن ترى هذه العملة المسكوكة حديثاً للرفاهة مستعملةً لحماية الإعانة المالية العامة.
و مثل دراسات التأثير الاقتصادي لمجلس الفنون لدينا، التي حسبت إعانة الفنون كمستخدِم و مساهم في المال العام، فإنه أكثر ثباتاً و تبريراً علمياً للثقافة من ذلك السيف القديم : " الفن من أجل الفن ". لكن يمكن أن يكون من الخطر مراقبة الأرقام لديك.
فقد أوردت دراسات آيرلندية أخرى، أن أكثر من مليون شخص ذهبوا إلى المسرح في عام 2013، لكن نصفهم قال أنهم كانوا يذهبون أقل من مرة في العام، أما المواظبون على الذهاب بانتظام، فكانوا وافرون على نحوٍ سائد.
و هناك وجهة نظر أكثر قطعاً و تشككاً ــ في كتاب جون كيري (What Good Are the Arts? ) ــ كانت تفتش عن بحث تجريبي يدعم مطالب أخرى من أجل إعانات الثقافة : التلاحم الاجتماعي، تطوير الفكر، الإغناء الأخلاقي و الروحي، التعاطف، العلاج النفسي ــ لكن وجهة النظر تلك خرجت خالية الوفاض.
 عن: the irish times

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram