TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما الذي أطرب "داعش"؟

ما الذي أطرب "داعش"؟

نشر في: 8 يوليو, 2014: 09:01 م

ابدأ بمختصر قد يكون مفيدا: ان ما يسود اليوم بعد النكبة هو ارتفاع أصوات لتخوين من يبحث في أسبابها. الباحث عن الأسباب "عندهم" عميل وانفصالي و أجير خائن من يقول ان حلق الأسد جائف. وداعشي ابن ستة عشر داعشي من يصيح ان الامبراطور بلا ثياب وانه يتمشى عاريا كما ولدته امه.
لا بلد على وجه الأرض، كبيرا كان أم صغيرا، من أمريكا الى جزر القمر، الا ويتربص به الإرهاب وتحاك ضده المؤامرات وتفكر باختراقه عصابات التهريب والقتل والنهب. لكن كيف تنجح بعض البلدان في حماية شعبها من شر هؤلاء وبعضها يفشل؟
الجواب المباشر انه دور الحكومة ومن يقودها أولا. لذا تجد ميزات الرئيس كثيرة ورواتبه تفوق الخيال وأنا، كمواطن، ارضى باقل منه لأنني أنام آمنا أما هو فواجبه، المدفوع الثمن، ان يسهر من اجل حمايتي وان يوفر لي أسباب الراحة والرفاه والأمان. عكس ذلك لا يستحق فلسا واحدا مما يستلم وعليه مغادرة مكانه فورا حتى لو قُتل بسبب اهماله مواطنا واحدا. تخيلوا ما الذي يجب ان يحل به لو ان قتلى اهماله وصل الى ربع المليون عدا الجرحى والخراب المادي والمعنوي؟
الإرهاب لا حدود ولا زمان ولا مكان له. عيونه متفتحة صوب أي فريسة يسهل اصطيادها. واسهل الفرائس شعب لا تحترمه حكومته. مثل الإرهابي كمثل جار السوء ان أهانتك عيالك سيهينك على الفور.
خذوها مني معادلة بسيطة: لا يمكن للإرهاب، مهما طال باعه، ان يحتل شبرا واحدا من ارض بلد فيه الحكومة تحترم الشعب. وان وجدتم داعش، او غير داعش، احتلت مترا واحد في أرض ما فاعلموا ان تلك الأرض يحكمها من لا يؤمن بحرية الناس واحترامهم.
بالمختصر مرة أخرى: الإرهاب، داعشيا كان ام غير داعشي، يطرب حين يجد حكومة تضرب المتظاهرين بالسياط والرصاص. ولنا ولكم دليل في ما حدث للمطالبين بالحريات والخدمات بساحة التحرير يوم 25 شباط 2011، يا أولي الألباب.
أي حكومة تلهب ظهور الناس بالسياط ان هم رفعوا صوتهم ستجعلهم خائفين. والخائف فريسة سهلة. وان هي نكلت بخيرة شبابهم ومثقفيهم لتجلدهم في وضح النهار وامام أعين العامة ستعطي تأشيرة دخول للإرهاب ان تعال وافعل بهذا الشعب ما يحلو لك فلقد جهزناه لك.
وما الذي تتمناه داعش اكثر من أن ترى قوات "النخبة"، التي تعني فيما تعنيه انها ذراع الحاكم، تبطح مدربا رياضيا في مدينة مقدسة وامام الجماهير في ملعب شعبي وتنهال عليه ضربا حتى الموت؟ كرة ذهبية تلقفتها هذه "الداعش" فأنتجت منها عمامة سوداء "تتمختر" بالموصل منذرة بتفجير قنبلة ظلامية قد تحول دجلة الى نهر اسود يطش الموت والرعب بدل الحياة.
"وتكلي أضحك؟ تريد اضحك؟
دجيب شوي فرح واكطع نفس جرحك".
أيها الساسة ويا أيها الشعب: ان لم تقطعوا نفس الجرح الواضح أمامكم وضوح الليل وتزيحوا الجاثم عن صدر العراق فلا مقام به لغير داعش واخواتها من كل الأصناف والمذاهب.
تعددت الأسباب و "الدعش" واحد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram