TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قطرة  نفط.. جردل دم

قطرة  نفط.. جردل دم

نشر في: 9 يوليو, 2014: 09:01 م

 من يسوقه حظه  العاثر  للتمعن في الصور  والأخبار المتواترة عن عقود التسليح المبرمة رسميا ، او تلك  الأسلحة التي تمتلكها  المليشيات المتعددة الأسماء والأهداف ، تلفه قشعريرة محموم إذ يراوده سؤال منطقي : من أين لواحدهم — ناهيك عن مجاميعهم الغفيرة— تلك الكمية الوفيرة من النقود  ليبتاع  (كلاشينكوف ) بأحدث ما توصلت إليه  الصناعات الحربية من أفانين ، سيما وإن معظم أفراد المليشيات  (كلهم )، دون عمل منتج . او دخل  مجز و معلوم .
ثمة خبر ربما لم يلتفت إليه العامة ، ولكنه يكفي لرفع درجة  الحمى في أوصال من يحسن القراءة بين السطور : إن الدول الرئيسة  المنتجة  للأسلحة  المتطورة — تعرفونها — تنتج سنويا ما يكفي  لتدمير الكرة الأرضية ، وجعل عاليها  سافلها !.
هذا الخبر المعلن ، أما ما يكتنفه من تفاصيل غير معلنة للعامة  فتشير: إن هذا الكم الهائل من الأسلحة  والعتاد ، لا يمكن خزنها لأكثر من سنتين او ثلاثة على اكثر تقدير .— بسبب نظرية التقادم ، وضرورات التحديث ، وصعوبة خزن وإدامة تلك الكميات  . إذن .. لا بد من إيجاد سوق  لتصريف البضاعة . بأسرع وقت ، وبأعلى ثمن ، والدول النفطية الغنية ضامنة ومضمونة . ما دامت الدراسات الاستطلاعية ، استبعدت قيام حرب بين أميركا وروسيا بالأسلحة التقليدية ، وإمكانية نشوب حرب بين بريطانيا وفرنسا شبه معدوم، وبين المانيا وجيرانها مستحيل ، وبين اميركا  ودول أوروبا بعيد  الاحتمال،  وبين  الصين واليابان غير وارد … لذا فإن التنانير المسجرة في دول العالم الثالث (الغنية ) جاهزة  للإمساك بزمام المبادرة لشراء السلاح  واستعماله ابشع استعمال . بعدما غدا الشغل الشاغل لمواطني تلك الدول: كيف الحصول على بندقية لقتل جاري الذي يخالفني الرأي ، او ينابزني بدين او طائفة او معتقد ، او الدفاع عن النفس في احسن الأحوال .
جوهر الفاجعة يتبلور حين نعرف إن ضخ النفط لم يتوقف ولو يوما او بعض يوم ، رغم سيول الدمع وبرك الدم  المسفوح . بعلم أولي الأمر و رغما عنهم.
إن قطرة  نفط يسفح من أجلها جردل  دم ، دية في رقاب  أولياء الدم . أمس واليوم وغدا ، حين تأتيهم  الصيحة فما من عاصم وما من نصير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram