قبل نشر هذا الحوار كان رئيس إقليم كردستان قد وجّه رسالة إلى الشعب العراقي، نشرتها المدى في عددها الصادر يوم الأربعاء 9/7/ حيث استعرض فيها جملة من الأزمات التي حدثت بين إقليم كردستان وبغداد والتي قادت إلى الدفع بخيار تقرير المص
قبل نشر هذا الحوار كان رئيس إقليم كردستان قد وجّه رسالة إلى الشعب العراقي، نشرتها المدى في عددها الصادر يوم الأربعاء 9/7/ حيث استعرض فيها جملة من الأزمات التي حدثت بين إقليم كردستان وبغداد والتي قادت إلى الدفع بخيار تقرير المصير إلى الواجهة، وأفرد في رسالته مساحة واسعة للتأكيد على أن بقاء العراق موحداً يتطلب عملا مشتركاً وإدارة جديدة ورؤية جديدة لكيفية إدارة هذا البلد في المستقبل.. الحوار الذي أجراه موقع "المونيتور" مع السيد مسعود بارزاني يؤكد على المفهوم نفسه ويشير إلى أن الأزمة هي أزمة "مفاهيم" مؤكداً من خلاله أن قرار الاستقلال لو اتخذ من قبل الشعب الكردي فإنه سوف يستند إلى إرادة ذاتية، وشدد على أن "الحرية ليست بلا ثمن". وقال إن السياسة الكردية تقوم بعد الانهيار الأمني الأخير في العراق على مسارين ،الأول العمل مع القوى الوطنية لإعادة بناء التجربة في العراق ، والثاني حق تقرير المصير إذا فشلت الجهود لإنقاذ العراق. وأكد أن الأزمة في العراق سياسية بالدرجة الأولى وأن الفشل في إحداث إصلاحات شاملة سيقود إلى الفشل في مكافحة الإرهاب. وأن السنّة في العراق سينجحون في إخراج الإرهابيين من مدنهم لو تحققت مطالبهم..
* : في الأول من شهر تموز/يوليو، انسحبت الأحزاب الكردية والسنية من الجلسة الأولى لمجلس النواب الذي انعقد لتشكيل حكومة جديدة ، قلتم بوضوح إنكم لن تعملوا مع رئيس الوزراء المالكي، هل ستعملون مع أعضاء آخرين في قائمة دولة القانون، وما هي شروطكم وتوقعاتكم للمشاركة في الحكومة المقبلة؟
- : بعد ثماني سنوات من الفشل في كل النواحي لا يمكن العمل حقبة أخرى في حقل تجارب فاشلة، والمشكلة مع السيد المالكي ليست شخصية بل هي " مفهومية " تتعلق بصلب فلسفة وثقافة إدارة الدولة ورعاية مصالح العراقيين . ولذلك رأينا أن الاستعصاء في الوضع سيستمر، ما لم تجر عملية تغيير للعملية السياسية ومساراتها وتطبيقاتها الخاطئة ، بما يخدم الشعب ومكوناته وبما يؤمّن كافة الاستحقاقات التي تترتب على تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية، وخلافاً لذلك لا نرى أي جدوىً من المشاركة في الحكومة المقبلة، وسنوضع في مواجهة الخيارات التي يقررها شعبنا.
*: تحدثتم عن وقائع جديدة في العراق ودعوتم إلى استفتاء حول الاستقلال في غضون أشهر، هل تشرحون وجهة نظركم حول هذه الخطوة وكيف سيتمكن إقليم كردستان من إدارة الاستقلال من دون دعم مالي من الحكومة العراقية؟ هل ستحصلون على الدعم من تركيا؟
*: تُطرَح تساؤلات حول دور تركيا ومنطقة كردستان في تقدم داعش، وحول دور البعثيين السابقين في العراق، لذلك لا بد من أن أطرح عليك هذا السؤال. هل كنت على علم بهذه العمليات قبل حدوثها؟ هل رحّبت بالضغط على المالكي والحكومة في بغداد؟
-: كانت لدينا معلومات استخبارية مؤكدة عن تحركات مجاميع إرهابية في غرب الموصل وقد أبلغنا السيد المالكي بذلك قبل أكثر من ستة أشهر مؤكدين على أن الأوضاع في الموصل سيئة جدا وان الأهالي غير راضين عن الأداء الحكومي، وربما تحدث هناك انتفاضة عارمة، بل أكثر من ذلك أبدينا استعدادنا للمشاركة في مكافحة الإرهاب في الموصل وأطرافها. لكن المخيب، انه رفض ذلك خشية توسع نفوذنا كما كان يتصور، فماذا يعني ذلك؟ انه يعني أننا كنا نتشارك مع المركز في ما نعرف ونتصور ونتوقع، وان قراءتنا للأحداث دقيقة مبنية على وقائع ومعلومات في غاية الدقة ، ويعني في ما يعنيه، أننا حريصون على سلامة البلاد من الانهيار، وبالمقابل يعني انهم في وادٍ آخر، وانهم لا يرعوون. أما الاتهامات التي يكيلها لنا من فشلوا في قيادة البلاد ، ومحاولة تجيير الفشل على الغير، فهذه عادة المهزوم و الفاشل، يلجأ إليهإ، لتبرير الفشل، وذر الرماد في عيون الأنصار المخدوعين..!
* : يتواجد حاليًا كيان إرهابي قوي على الحدود الجنوبية لمنطقة كردستان. هل أنت مستعد للعمل مع الولايات المتحدة، وبغداد وغيرها من القوى الإقليمية لإبعاد داعش؟ وإن لم يكن الآن، متى؟
-: إن أساس المشكلة والأصل فيها سياسي بامتياز. وهي تعبير مباشر عن فشل من خطفوا السلطة في تعاطيها مع مطالب الأهالي في المناطق المذكورة. ولذلك ما لم يتم إصلاح العملية السياسية ، وإجراء انعطافة جذرية في الكيفية التي تدار فيها الدولة وأجهزتها ومرافقها دون استثناء، فان من العصي تحقيق نجاحات تُذكر في مكافحة الإرهاب، فكلما كانت الحلول السياسية ناجعة كان العمل العسكري ضد الإرهاب أكثر نجاحا، ولذلك يجب التفكير بجدية بالتعاطي سلميا مع المطالب الشرعية لأهل السنة في تلك المناطق أولاً وبهذا يتم عزل الإرهابيين عن المطالبين بالحقوق المشروعة، وحينذاك سينجح السنة بإخراج الإرهابيين من مناطقهم وبالتأكيد سنساعدهم جميعا.
* : هل يمكنك إطلاعنا بالتفصيل على خطتك لإنهاء الصراع على النفط مع بغداد؟ هل تشعر بأنّ منطقة كردستان باتت تعتمد كثيرًا على تركيا؟ نظرًا إلى تاريخ تركيا الخاص مع القضية الكردية، والتطورات المتقلبة في المنطقة، هل ترى في هذه العلاقة تحالفًا على المدى البعيد؟ ماذا قالت لكم تركيا عن سيطرة البيشمركة على كركوك مثلاً؟
* : كيف ترى العلاقة بين العراق وسوريا، بخاصة المسألة الكردية في البلدين؟ ربطتك علاقات متوترة بالحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا. ما هي نظرتك الشاملة للمسألة الكردية لا فقط في العراق، بل أيضًا في سوريا وتركيا؟ ما هو الرابط بينها؟
*: تفيد تقارير بأنّ منطقة كردستان قيّدت تدفق اللاجئين من تلك المناطق التي تسيطر عليها داعش. هلا شرحت لنا ما هي الخطوات التي تتخذها للتعامل مع المأساة الإنسانية المتفاقمة؟
- : الحقيقة ليست هكذا فنحن لم نقيد دخول أي لاجئ بل بالعكس استقبلت كردستان مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وهم يعيشون في كنف أشقائهم رغم أن ذلك خارج تحمل ميزانية الإقليم ومحدوديتها وعدم مساهمة الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بشكل جدي في تقديم العون المطلوب، كما يحصل مع أقرانهم في الأردن وتركيا ولبنان. ومع ذلك فنحن في غاية الحرص على أمن اللاجئين، وامن الإقليم . ومن هذا المنطلق تتلمس بعض الإجراءات الأمنية هنا وهناك في الحدود بين سوريا والإقليم لدرء المخاطر ليس إلا، إضافة إلى تدفق مفاجئ لمئات الآلاف من أشقائنا في الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى وحتى العاصمة بغداد والذين تم استقبالهم وإيواؤهم بما أثار إعجاب المجتمع الدولي ومنظماته رغم محدودية إمكاناتنا والحصار الذي تضربه بغداد على الإقليم منذ مطلع هذا العام.
* : كيف تقيمون الوضع الأمني في غرب وجنوب إقليم كردستان، هل هناك مجموعات "داعش" فقط أم مسلحون وعشائر، ولماذا هذا الخلط في توصيف المشهد السني؟
- : داعش واحد من تلك الفصائل التي ذكرتها، ولكن الأهم في الموضوع إن سوء معالجة مشاكل الأهالي في تلك المدن والبلدات هي التي حولتها إلى حواضن لتلك الفصائل وجعلتها تفضلها على مؤسسات الحكومة الاتحادية، ولذلك أكرر ما لم توضع حلول جدية للمشاكل السياسية لن ننجح في إقناع الأهالي بالتعاون في مكافحة الإرهاب.
* : كيف ستتعاملون مع منصب رئيس الجمهورية؟ هل هناك أسماء مرشحة؟ وهل تعتقدون أن المنصب يمكن أن يكون فعالاً في المرحلة المقبلة؟ من هو مرشحكم؟
- : بداية دعنا نتفق على أن توافقا حصل بين المكونات الأساسية للعملية السياسية بأن تكون رئاسة الوزراء للشيعة ورئاسة البرلمان للسنة والجمهورية للكرد، وما زلنا نعتقد بأن ذلك جيد لهذه المرحلة، وهناك مجموعة أسماء لكنها تحت التداول والمشاورة، وقد حدد الدستور صلاحيات كل من الرئاسات الثلاث.