TOP

جريدة المدى > كردستان > مسعود بارزاني : نعمل على إنقاذ العراق وإذا فشلنا سنتّجه إلى تقرير المصير

مسعود بارزاني : نعمل على إنقاذ العراق وإذا فشلنا سنتّجه إلى تقرير المصير

نشر في: 11 يوليو, 2014: 09:01 م

قبل نشر هذا الحوار كان رئيس إقليم كردستان  قد وجّه رسالة إلى الشعب العراقي،  نشرتها المدى في عددها الصادر يوم الأربعاء 9/7/ حيث استعرض فيها جملة من الأزمات التي حدثت  بين إقليم كردستان وبغداد  والتي قادت إلى الدفع بخيار تقرير المص

قبل نشر هذا الحوار كان رئيس إقليم كردستان  قد وجّه رسالة إلى الشعب العراقي،  نشرتها المدى في عددها الصادر يوم الأربعاء 9/7/ حيث استعرض فيها جملة من الأزمات التي حدثت  بين إقليم كردستان وبغداد  والتي قادت إلى الدفع بخيار تقرير المصير إلى الواجهة، وأفرد في رسالته مساحة واسعة للتأكيد على أن بقاء العراق موحداً يتطلب عملا مشتركاً وإدارة جديدة ورؤية جديدة لكيفية إدارة هذا البلد في المستقبل.. الحوار الذي أجراه موقع "المونيتور" مع السيد مسعود بارزاني يؤكد على المفهوم نفسه ويشير إلى أن الأزمة هي أزمة "مفاهيم" مؤكداً من خلاله  أن قرار الاستقلال لو اتخذ من قبل الشعب الكردي فإنه سوف يستند إلى إرادة ذاتية، وشدد على أن "الحرية ليست بلا ثمن". وقال إن السياسة الكردية تقوم بعد الانهيار الأمني الأخير في العراق على مسارين ،الأول العمل مع القوى الوطنية لإعادة بناء التجربة في العراق ، والثاني حق تقرير المصير إذا فشلت الجهود لإنقاذ العراق. وأكد أن الأزمة في العراق سياسية بالدرجة الأولى وأن الفشل في إحداث إصلاحات شاملة سيقود إلى الفشل في مكافحة الإرهاب. وأن السنّة في العراق سينجحون في إخراج الإرهابيين من مدنهم لو تحققت مطالبهم..

* : في الأول من شهر تموز/يوليو، انسحبت الأحزاب الكردية والسنية من الجلسة الأولى لمجلس النواب الذي انعقد لتشكيل حكومة جديدة ، قلتم بوضوح إنكم لن تعملوا مع رئيس الوزراء المالكي، هل ستعملون مع أعضاء آخرين في قائمة دولة القانون، وما هي شروطكم وتوقعاتكم للمشاركة في الحكومة المقبلة؟

- : بعد ثماني سنوات من الفشل في كل النواحي لا يمكن العمل حقبة أخرى في حقل تجارب فاشلة، والمشكلة مع السيد المالكي ليست شخصية بل هي " مفهومية " تتعلق بصلب فلسفة وثقافة إدارة الدولة ورعاية مصالح العراقيين . ولذلك رأينا أن الاستعصاء في الوضع سيستمر، ما لم تجر عملية تغيير للعملية السياسية ومساراتها وتطبيقاتها الخاطئة ، بما يخدم الشعب ومكوناته وبما يؤمّن كافة الاستحقاقات التي تترتب على تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية، وخلافاً لذلك لا نرى أي جدوىً من المشاركة في الحكومة المقبلة، وسنوضع في مواجهة الخيارات التي يقررها شعبنا.

*: تحدثتم عن وقائع جديدة في العراق ودعوتم إلى استفتاء حول الاستقلال في غضون أشهر، هل تشرحون وجهة نظركم حول هذه الخطوة وكيف سيتمكن إقليم كردستان من إدارة الاستقلال من دون دعم مالي من الحكومة العراقية؟ هل ستحصلون على الدعم من تركيا؟

- : ما حصل في الموصل والمنطقة الغربية أحدث تغييرا ملحوظاً ، على الأرض، أدى إلى تشكّل وضعٍ جديد ، رسم حدوداً تمتد ألفاً وخمسين كيلو متراً تفصلنا عن بقية أجزاء العراق، وجعلنا بذلك في مواجهة داعش ، ما يعني في واقع الحال تقسيم العراق . والمسؤول عن هذا التقسيم هو من تجاهل الدستور وأقصى الآخرين و خطف السلطة . ومن هذا المنطلق والواقع المرير، كان لزاماً علينا، أن نتوجه إلى البرلمان لوضعه في صورة الوضع الخطر الذي نواجهه، ليدرس ويقرر ما يراه في مصلحة الشعب، ويقرر الخطوات المطلوبة لتحديد مفهومه لتقرير المصير في الظروف الملموسة الراهنة.
وفي تقديري أن التفاصيل الأخرى من حاجات ودعم وغيرها، فهي رهن بظروفها، أما موضوعة الدعم المالي فلدينا أصدقاء جيدون ولدينا شعب قدير وقد خاض معارك وانتصر فيها، ونحن مستعدون لتهيئة ما هو ضروري من متطلبات، لكني أؤكد أن أي قرار سيتخذه شعبنا، سيستند إلى إرادته الحرة، ورصيد تجربته التاريخية الغنية بالعبر والمآثر والانتصارات المتحققة ، دون أن نسقط من الحساب الأخذ بالاعتبار مختلف الاحتمالات ، ونستعد لمواجهة ما تتطلبها ، وفي نهاية المطاف..، لا توجد حرية دون ثمن.
* : زار رئيس ديوان رئاسة الإقليم والمسؤول عن العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان واشنطن هذا الأسبوع، هل ستدعم الولايات المتحدة مسعى كرديا للاستقلال؟ كيف تقوّمون علاقاتكم مع واشنطن؟ وماذا طلب مستشاروكم وما النصائح التي قدموها للولايات المتحدة حول الأزمة في العراق؟
-: تأتي زيارة وفد الإقليم إلى واشنطن في أعقاب التطورات الأخيرة في العراق، وشرح وجهة النظر الكردية حولها، و مخاوف شعب كردستان من المستقبل الغامض الذي يحيط بالعراق . نريد أن نوضح للولايات المتحدة موقفنا ومساراتنا التي تفرضها علينا الظروف المستجدة، و هو أننا نتحرك على مسارين مترابطين: التعاون الكامل مع القوى العراقية الأخرى لإنقاذ العراق من محنته. والبحث في خيارنا يتطلبه حق تقرير المصير، إذا ما فشلت محاولاتنا من جديد في إعادة بناء عراق ديمقراطي اتحادي تتحقق فيه الشراكة. ولا يعني هذا في كل الظروف إسقاط حق شعبنا في تقرير مصيره في الظرف والتوقيت الذي يراه مناسباً.

*: تُطرَح تساؤلات حول دور تركيا ومنطقة كردستان في تقدم داعش، وحول دور البعثيين السابقين في العراق، لذلك لا بد من أن أطرح عليك هذا السؤال. هل كنت على علم بهذه العمليات قبل حدوثها؟ هل رحّبت بالضغط على المالكي والحكومة في بغداد؟

-: كانت لدينا معلومات استخبارية مؤكدة عن تحركات مجاميع إرهابية في غرب الموصل وقد أبلغنا السيد المالكي بذلك قبل أكثر من ستة أشهر مؤكدين على أن الأوضاع في الموصل سيئة جدا وان الأهالي غير راضين عن الأداء الحكومي، وربما تحدث هناك انتفاضة عارمة، بل أكثر من ذلك أبدينا استعدادنا للمشاركة في مكافحة الإرهاب في الموصل وأطرافها. لكن المخيب، انه رفض ذلك خشية توسع نفوذنا كما كان يتصور، فماذا يعني ذلك؟ انه يعني أننا كنا نتشارك مع المركز في ما نعرف ونتصور ونتوقع، وان قراءتنا للأحداث دقيقة مبنية على وقائع ومعلومات في غاية الدقة ، ويعني في ما يعنيه، أننا حريصون على سلامة البلاد من الانهيار، وبالمقابل يعني انهم في وادٍ آخر، وانهم لا يرعوون. أما الاتهامات التي يكيلها لنا من فشلوا في قيادة البلاد ، ومحاولة تجيير الفشل على الغير، فهذه عادة المهزوم و الفاشل، يلجأ إليهإ، لتبرير الفشل، وذر الرماد في عيون الأنصار المخدوعين..!

* : يتواجد حاليًا كيان إرهابي قوي على الحدود الجنوبية لمنطقة كردستان. هل أنت مستعد للعمل مع الولايات المتحدة، وبغداد وغيرها من القوى الإقليمية لإبعاد داعش؟ وإن لم يكن الآن، متى؟

-: إن أساس المشكلة والأصل فيها سياسي بامتياز. وهي تعبير مباشر عن فشل من خطفوا السلطة في تعاطيها مع مطالب الأهالي في المناطق المذكورة. ولذلك ما لم يتم إصلاح العملية السياسية ، وإجراء انعطافة جذرية في الكيفية التي تدار فيها الدولة وأجهزتها ومرافقها دون استثناء، فان من العصي تحقيق نجاحات تُذكر في مكافحة الإرهاب، فكلما كانت الحلول السياسية ناجعة كان العمل العسكري ضد الإرهاب أكثر نجاحا، ولذلك يجب التفكير بجدية بالتعاطي سلميا مع المطالب الشرعية لأهل السنة في تلك المناطق أولاً وبهذا يتم عزل الإرهابيين عن المطالبين بالحقوق المشروعة، وحينذاك سينجح السنة بإخراج الإرهابيين من مناطقهم وبالتأكيد سنساعدهم جميعا.

* : هل يمكنك إطلاعنا بالتفصيل على خطتك لإنهاء الصراع على النفط مع بغداد؟ هل تشعر بأنّ منطقة كردستان باتت تعتمد كثيرًا على تركيا؟ نظرًا إلى تاريخ تركيا الخاص مع القضية الكردية، والتطورات المتقلبة في المنطقة، هل ترى في هذه العلاقة تحالفًا على المدى البعيد؟ ماذا قالت لكم تركيا عن سيطرة البيشمركة على كركوك مثلاً؟

- : نحن نرتكز على الدستور في موضوعة النفط والثروات الطبيعية ولدينا قانون جيد للنفط والغاز في الإقليم، وأنجزنا مع شركائنا مسودة قانون للنفط والغاز في العراق إلا أنهم أحدثوا فيه تعديلات دون علمنا وقدموه للبرلمان وهناك تعثر تشريعه لحد الآن لأنهم غير جادين في معالجة المشكلة.
تركيا دولة صديقة وتثق بقوانيننا وتوجهاتنا وقد أبرمت اتفاقيات بعيدة المدى مع الحكومة الكردستانية وهي بذلك تضع أسسا جيدة للعلاقة المستقبلية. وفي موضوع كركوك فهي تتفهم مجريات الأمور هناك. وأؤكد للجميع أننا نريد لكركوك أن تكون نموذجا للتعایش القومي والدینی و المذهبي.

* : كيف ترى العلاقة بين العراق وسوريا، بخاصة المسألة الكردية في البلدين؟ ربطتك علاقات متوترة بالحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا. ما هي نظرتك الشاملة للمسألة الكردية لا فقط في العراق، بل أيضًا في سوريا وتركيا؟ ما هو الرابط بينها؟

-: أظن أن العلاقات بين السلطتين جيدة جدا، لكنها على المستويات الأخرى، غير ذلك . وما تسميه بالعلاقة المتوترة ، وتقصد بذلك مع جماعة الاتحاد الديمقراطي في سوريا، فلا بد من توضيحٍ للصورة ، وتأكيد حقيقة مهمة في هذا السياق، تتمثل في دعمنا للعمل الموحد بين أطراف الحركة السياسية الكردية في سوريا وعدم التفرد وتهميش الآخرين، ونبهنا الإخوة هناك على مخاطر هذا النهج.
أما القضية الكردية في سوريا والأجزاء الأخرى فهي واحدة، لكن ظروفها تختلف من جزء إلى آخر وبالتالي فان حقوق الشعب هو القاسم المشترك الذي يجمعها ، وهو ما تجتمع في إطاره كل الشعوب المضطهدة في العالم. ونحن ندعو إلى حل القضية الكردية في كل جزءٍ بطريقة سلمية و ديمقراطية.

*: تفيد تقارير بأنّ منطقة كردستان قيّدت تدفق اللاجئين من تلك المناطق التي تسيطر عليها داعش. هلا شرحت لنا ما هي الخطوات التي تتخذها للتعامل مع المأساة الإنسانية المتفاقمة؟

- : الحقيقة ليست هكذا فنحن لم نقيد دخول أي لاجئ بل بالعكس استقبلت كردستان مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وهم يعيشون في كنف أشقائهم رغم أن ذلك خارج تحمل ميزانية الإقليم ومحدوديتها وعدم مساهمة الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بشكل جدي في تقديم العون المطلوب، كما يحصل مع أقرانهم في الأردن وتركيا ولبنان. ومع ذلك فنحن في غاية الحرص على أمن اللاجئين، وامن الإقليم . ومن هذا المنطلق تتلمس بعض الإجراءات الأمنية هنا وهناك في الحدود بين سوريا والإقليم لدرء المخاطر ليس إلا، إضافة إلى تدفق مفاجئ لمئات الآلاف من أشقائنا في الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى وحتى العاصمة بغداد والذين تم استقبالهم وإيواؤهم بما أثار إعجاب المجتمع الدولي ومنظماته رغم محدودية إمكاناتنا والحصار الذي تضربه بغداد على الإقليم منذ مطلع هذا العام.

* : قلت الأسبوع الماضي إنّ "المادة 140 من الدستور طُبقت وأُنجزت ولن نتكلم عنها بعد الآن." هل تتوقع أن تقبل الحكومات العراقية المستقبلية بهذا الموقف؟ أليس ذلك انتهاكًا لقضية كركوك المنصوص عليها في المادة 140؟
- : على العكس تماما ، إن ما قمنا به هو عين العقل والحكمة، إذ قمنا بحماية أهالي المناطق التي انسحب منها الجيش، والحيلولة دون وقوعها بيد الإرهابيين ، بعد انسحابٍ مذلٍ للقوات العسكرية العراقية ، وترك الأهالي يواجهون مصيرهم المحزن .
لقد انتظرنا عشر سنوات لتطبيق المادة 140 ولم نحصد من انتظارنا إلا المزيد من التسويف والتحايل وتعقيد المشكلة. أثبتت الأحداث أن من يستحق البقاء في أي مكان هم أولئك الجديرون بالدفاع عن امن وسلامة الأهالي دونما تفريق بينهم. ورغم كل شيء فنحن لن نفرض " أمراً واقعاً " كما قلت في اكثر من مناسبة ، خلافاً للدستور المضيّع من الآخرين، بل سنجري استفتاء كما نصت عليه المادة 140، لتبيان آراء الأهالي في تلك المناطق، لكي يقرروا بأنفسهم تبعية مناطقهم وهويتها.

* : كيف تقيمون الوضع الأمني في غرب وجنوب إقليم كردستان، هل هناك مجموعات "داعش" فقط أم مسلحون وعشائر، ولماذا هذا الخلط في توصيف المشهد السني؟

- : داعش واحد من تلك الفصائل التي ذكرتها، ولكن الأهم في الموضوع إن سوء معالجة مشاكل الأهالي في تلك المدن والبلدات هي التي حولتها إلى حواضن لتلك الفصائل وجعلتها تفضلها على مؤسسات الحكومة الاتحادية، ولذلك أكرر ما لم توضع حلول جدية للمشاكل السياسية لن ننجح في إقناع الأهالي بالتعاون في مكافحة الإرهاب.

* : كيف ستتعاملون مع منصب رئيس الجمهورية؟ هل هناك أسماء مرشحة؟ وهل تعتقدون أن المنصب يمكن أن يكون فعالاً في المرحلة المقبلة؟ من هو مرشحكم؟

- : بداية دعنا نتفق على أن توافقا حصل بين المكونات الأساسية للعملية السياسية بأن تكون رئاسة الوزراء للشيعة ورئاسة البرلمان للسنة والجمهورية للكرد، وما زلنا نعتقد بأن ذلك جيد لهذه المرحلة، وهناك مجموعة أسماء لكنها تحت التداول والمشاورة، وقد حدد الدستور صلاحيات كل من الرئاسات الثلاث.

 
عن موقع المونيتور

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram