اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > شؤون الناس > "مقرنصات" شـــارع السعـــــــدون؟!

"مقرنصات" شـــارع السعـــــــدون؟!

نشر في: 12 يوليو, 2014: 09:01 م

وانا أسير يوميا في اشهر شوارع بغداد " شارع  السعدون " حين تأخذني قدماي الى مكان عملي  أتحسر واشعر بالأسى وانا أرى  الخراب والدمار الذي نزل  على هذا الشارع الذي كان جزءاً من حياة  العاصمة بغداد الزاخرة بالحيوية والبهجة ، يوم ك

وانا أسير يوميا في اشهر شوارع بغداد " شارع  السعدون " حين تأخذني قدماي الى مكان عملي  أتحسر واشعر بالأسى وانا أرى  الخراب والدمار الذي نزل  على هذا الشارع الذي كان جزءاً من حياة  العاصمة بغداد الزاخرة بالحيوية والبهجة ، يوم كان يضج بحركة الناس الذين يتوزعون بين محاله التجارية ومطاعمه وفنادقه الفاخرة ودور السينما العريقة التي لا يحلو للبغداديين إلا أن يرتادوها سواء أكانوا افراداً أم عائلات لقضاء أمسيات رائعة تضفي على حياتهم السعادة والحبور وتخفف عنهم همومها  ،

وأتذكر ماكتبه بعض المؤرخين عن هذا الشارع الذي كانت ابرز معالمه : مطعم تاجران ومثلجات اكسبريس فلسطين الشهيرة وجامع الأورفلي والمكتبات العريقة وفندق بغداد ومحال الأزياء الشهيرة والمقاهي ودور السينما التي كانت تفتح أبوابها حتى منتصف الليل ، ولا ينسى المتابع لتاريخ هذا الشارع العتيق عيادات افضل أطباء العراق آنذاك والتي كانت تزدحم بالمراجعين من شتى أنحاء البلاد . واذكر إنني قرات في احدى المجلات عن الحفل الشهير الذي غنى فيه المطرب الراحل عبد الحليم حافظ في سينما النصر أواسط ستينات القرن الماضي ، وكيف تحول هذا الحفل الى حدث فني .. 

اليوم حين استرجع ذاكرة هذا الشارع أصاب بالأسى وانا أرى الخراب الذي أصابه ، وكيف تحولت أزقته الفرعية وما تعانيه من حفر ومطبات ومياه آسنة تزكم الأنوف حيث أصبحت شاهدا على مأساة هذا المعلم الحضاري لبغداد. وكنا نأمل ان تقوم أمانة بغداد وحسبما أعلنت في خطتها لتطوير الشارع ببذل ما تستطيع من جهود لإعادة الحياة الى هذا الشارع الحيوي .. 
حيث كان مقررا ان يتم تطوير الشارع و تجديد شبكات الماء والمجاري وإكساؤه ورصف الأرصفة والجزرات الوسطية ، إلا أن الذي حدث ان القائمين على المشروع سعوا الى تخريب الشارع العريق حيث قامت الأمانة بتغليف أرصفته بـ(مقرنص) من النوع الذي لا يصلح لشوارعنا ولا يلائم بيئتنا؟.. 
اكثر من مواطن تساءل عمن وقف وراء تلك الصفقة التي من الممكن ان تكون مفيدة لغير شوارع بغداد، لأن هذا النوع من (المقرنص) يصلح للمناطق الجبلية وليس لبغداد أو البصرة او غيرها من مدن الوسط والجنوب المعروفة بتلقيها كميات كبيرة من الغبار والأتربة سنويا، الأمر الذي يجعل تنظيف الأرصفة بشكلها هذا مستحيلا. 
ويستطيع من يسير اليوم ان يرى كمية الأوساخ والطين الذي يستقر باطمئنان في الفراغات بين الأحجار، والأنكى من هذا ان طريقة الرصف جاءت لتزيد الطين بلة او الخراب خرابا، إذ ان من الصعب السير فوق هذه الأرصفة التي تجعل المارة يتعثرون في مشيهم، اما النساء فمستحيل عليهن السير بشكل طبيعي على هذه الأرصفة التي تتأرجح بالمارين فوقها، وكأنه يقضي عقوبة فرضتها عليه الجهات التي قامت بذلك، وياليتها لم تقم به، وياليتها ايضا تعيد النظر بهذه الكارثة بواحد من اهم واقدم شوارع العاصمة بغداد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

سلطة الطيران المدني تناقش آلية جديدة لترخيص المطارات العراقية

سلطة الطيران المدني تناقش آلية جديدة لترخيص المطارات العراقية

المدى بغداد أعلن رئيس سلطة الطيران المدني العراقي نائل سعد عبد الهادي، اليوم، مناقشة آلية جديدة لترخيص المطارات العراقية.وقال عبد الهادي، في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إنه "تم اليوم مناقشة طبيعة الإجراءات الجديدة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram