قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الاثنين ان "المفاوضات مع المسؤولين الإيرانيين حول الملف النووي صعبة جداً". وقال كيري لموظفين في السفارة الاميركية: "اننا نخوض مفاوضات حول الانتشار النووي ولجم برنامج ايران النووي وهذه المباحثات صعبة جداً". واش

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الاثنين ان "المفاوضات مع المسؤولين الإيرانيين حول الملف النووي صعبة جداً".

وقال كيري لموظفين في السفارة الاميركية: "اننا نخوض مفاوضات حول الانتشار النووي ولجم برنامج ايران النووي وهذه المباحثات صعبة جداً". واشاد كيري بـ"الدور المحوري" للوكالة الدولية للطاقة الذرية في كافة انحاء العالم في "محاسبة الاشخاص".
من جانب اخر قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" سوف يضع الكثير من الضغوط على نظيره "محمد جواد ظريف" ضمن جولة المفاوضات التي تجمع بين إيران وست دول عظمى، هي أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا حول برنامجها النووي، لاقتراب الموعد النهائي للجولة الحالية التي تنتهي يوم 20 من الشهر الجاري.
وأضافت الغارديان، نقلا عن مسؤول أميركي، أن مقابلة "كيري" مع "ظريف" أمس الاول الأحد بجنيف، جعلت الأول يتجه نحو حث إيران على اتخاذ قرارات حاسمة حول مشروعها النووي، الذي تظهر إيران صلابة في الرأي حوله، طالبة من الدول الغربية رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وقال مسؤول بالخارجية الأمريكية، إن لقاء آخر جمع، امس الاثنين، بين "كيري" ووفد المفاوضات الإيراني، ومن المخطط أن تختبر أمريكا استعداد إيران للتنازل والوصول لصيغة تفاهم تجعلها تقلل من قدراتها النووية فى مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وتأمل أمريكا التوصل إلى حل في الجولة الحالية التي قاربت على الانتهاء، لتجنب جولة أخرى من المفاوضات مع إيران المصرة على استكمال مشروعها النووي وتخصيب اليورانيوم، موضحة أنه لأغراض سلمية، رغم عدم اقتناع القوى الغربية، وفى مقدمتهم أمريكا، بالأمر، نظرا لأن إيران أظهرت تعنتا شديدا من قبل للسماح لمفتشي الأمم المتحدة بمتابعة مراحل المشروع.
وكان كيري قد صرح، الأحد، بأن احتمالات تمديد فترة المفاوضات كبيرة، بسبب صعوبة الوصول، إلى حل في الجولة الحالية، نظرا لأن إيران ملتزمة بحقها في تنمية قدراتها النووية التي يرى الغرب أنها تحمل بين طياتها نوايا حربية تهدد توازن القوى في المنطقة.
وكان المتحدث الرسمي باسم المفوضة العليا للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي قد اعلن امس انتهاء الجلسة الافتتاحية لجولة المفاوضات النووية الخامسة بين إيران والقوى الغربية الست التي تستضيفها وزارة الخارجية النمساوية في العاصمة فيينا.
وقال مايكل مان، إن جلسة المفاوضات الاستهلالية استمرت نحو 90 دقيقة بحضور رؤساء وفود الدول الغربية الست المشاركة فى المفاوضات وناقشت النقاط الأساسية التي تشكل صلب مسودة الاتفاق النهائي بين الطرفين، كما وصف المفاوضات الصباحية بأنها كانت شاقة.
ومن المقرر أن تبدأ جولة مفاوضات جديدة على مستوى الخبراء بين إيران ومجموعة (1+5) في محاولة لحسم عدد من القضايا ذات الطبيعة التقنية والفنية.
قبل اقل من أسبوع من انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني، عرضت وكالة "فرانس برس" نقاط التعثر في المفاوضات الجارية وإمكانات التوافق بين الدول الكبرى الست وايران.
ومن أبرز ما عرضته الوكالة من خلافات:
- قدرة تخصيب اليورانيوم التي تطالب بها ايران.
- مسألة العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني منذ عشر سنوات.
ويطالب الايرانيون في حال التوصل الى اتفاق بـ"رفع العقوبات" المفروضة عليهم على الفور فيما تطرح دول "مجموعة 5+1" رفعاً تدريجياً للعقوبات بما يوازي التزام ايران بتعهداتها.
وقال مصدر غربي للوكالة: "يمكن تفهم حاجة ايران الى توضيحات حول آلية رفع العقوبات، يمكن تعليق العقوبات الاقتصادية والتجارية بشكل سريع. اما بالنسبة الى عقوبات مجلس الامن الدولي فالمسألة اكثر تعقيداً".
كما تطالب الاسرة الدولية بـ"آلية مراقبة دقيقة لالتزام ايران بواجباتها". وهذه الرقابة تمارسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل من الممكن التوصل الى اتفاق قبل 20 حزيران (يونيو)؟
ابدى الوزراء الالماني والفرنسي والبريطاني تشاؤماً في ختام لقائهم الاحد في فيينا متحدثين عن "اتفاق غير مؤكد" وان "لا تقدم حاسماً".
وقال مصدر قريب من المفاوضات انه "من المستبعد التوصل الى اتفاق بحلول 20 تموز (يوليو)، أقله لاسباب فنية"، مشيراً الى ان "نصاً كهذا يتضمن الى الاعلان السياسي عدداً كبيراً من الوثائق الملحقة "البالغة التفصيل والتقنية وهي وثائق من الصعب صياغتها وابرامها خلال بضعة ايام".
ولكن ما هي الاحتمالات في حال عدم التوصل الى اتفاق بحلول 20 تموز (يوليو)؟
من الممكن وفق احكام الاتفاق المرحلي الذي ابرم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 تمديد فترة التفاوض لستة اشهر في حال التوافق بين الطرفين.
وأمل المفاوض الايراني عباس عراقجي الجمعة "التوصل الى اتفاق قبل 20 تموز(يوليو)، وان لم يحصل ذلك فبوسعنا تمديد المفاوضات بحسب الضرورة لبضعة ايام. لكن اذا لاحظنا ان المطالب المبالغ بها من جانب الغربيين مستمرة وانه من المستحيل التوصل الى اتفاق، عندها لن يكون ذلك مأساة وسنواصل برنامجنا".
وقال المصدر نفسه ان "عدم تمديد المفاوضات سيعني بالطبع فشل كل ما انجز حتى الآن"، مضيفاً أنه "عند ذلك نفرض من جديد العقوبات التي رفعت بشكل جزئي منذ الاتفاق المرحلي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 وتعاود ايران برنامجها الذي جمدت اقساماً منه".ومن الممكن الاتفاق على تمديد مهلة التفاوض، لكن الوزراء الغربيين اكدوا ان "الكرة في ملعب ايران".