أعلنت الحكومة الليبية أنها تدرس إمكانية طلب تدخل قوات دولية لمساعدتها في بسط الأمن والنظام في البلاد ولا سيما في العاصمة طرابلس التي تشهد منذ الأحد اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة. وقال الناطق باسم الحكومة في بيان ان "مجلس الوزراء عقد مساء الاثني
أعلنت الحكومة الليبية أنها تدرس إمكانية طلب تدخل قوات دولية لمساعدتها في بسط الأمن والنظام في البلاد ولا سيما في العاصمة طرابلس التي تشهد منذ الأحد اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة.
وقال الناطق باسم الحكومة في بيان ان "مجلس الوزراء عقد مساء الاثنين اجتماعاً طارئاً تدارس خلاله خصوصاً ستراتيجية طلب محتمل لقوات دولية لترسيخ قدرات الدولة وحماية المواطنين ومقدرات الدولة".
وأضاف البيان ان "الهدف من تدخل القوات الدولية هو أيضا منع الفوضى والاضطراب وإعطاء الفرصة للدولة لبناء مؤسساتها وعلى رأسها الجيش والشرطة".
وبحسب البيان فإن "90% من الطائرات أصيبت وإصلاحها يحتاج إلى أشهر ومئات الملايين"، كما "أصيب برج المراقبة وتم تدمير خزانات وشاحنات الوقود ومبنى الجمارك تم تدميره بالكامل والمباني التابعة للصيانة تم تدميرها وعدد من الطائرات المدنية وأخرى تابعة للأمن الوطني تم تدميرها بالكامل".
وأتى الاجتماع الطارئ للحكومة في أعقاب المواجهات العنيفة التي دارت في العاصمة وتحديداً في محيط مطار طرابلس الدولي وألحقت أضراراً جسيمة بمنشآته كما بالطائرات التي كانت جاثمة في مدرجاته.
من جانب أخر قالت الحكومة الليبية إن ميليشيات مسلحة تقصف مطار طرابلس ودمرت 90 في المئة من الطائرات الرابضة فيه.
وقال مسؤول ليبي إن عدة صواريخ سقطت على مطار طرابلس الدولي الاثنين مما ألحق أضرارا ببرج المراقبة.
وسمع دوي نيران في المطار الذي تتقاتل ميليشيات متنافسة من أجل السيطرة عليه منذ الأحد.
وقال أحمد الأمين المتحدث باسم الحكومة الليبية يوم الثلاثاء إن قصف مطار طرابلس دمر 90 بالمئة من الطائرات الرابضة هناك. وقال للصحفيين إن الحكومة درست "إمكانية استقدام قوات دولية لتعزيز الأمن."
ودعت الحكومة الليبية الميليشيات المتناحرة التي تسعى للسيطرة على مطار إلى طرابلس ان توقف هجماتها على الفور أو تتعرض للملاحقة القضائية.
وتشهد طرابلس واحدة من أسوأ موجات العنف منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011 بينما تتقاتل الميليشيات للسيطرة على المطار. وقصفت ميليشيا مطار طرابلس الدولي ودمرت 90 في المئة من الطائرات الرابضة فيه وفقا لتصريحات متحدث باسم الحكومة الليبية.
وفي أول تعليق على الأحداث الجارية في ليبيا حذر وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى أمس الثلاثاء من ان تصعيد العنف الذي تقوم به ميليشيات ليبية مثير للقلق وقال ان واشنطن تعمل من خلال مبعوثيها على إعادة السلام إلى البلاد.
وقال كيري للصحفيين في فيينا بعد ثلاثة أيام من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني "هذا خطر ويجب ان يتوقف."
وفي سياق متصل أكدت صحيفة الديلي تلغراف اللندنية أن هناك معلومات موثقة عن بدء عودة آلاف المسلحين الليبيين من سوريا والعراق إلى بلادهم لمواجهة قائد "عملية الكرامة" اللواء خليفة حفتر وللتصدى لسيطرة التيار الوطنى على البرلمان المقبل الذى تعرض فيه الإسلاميون المتشددون وجماعة الإخوان لهزيمة كبيرة.
وكشفت مصادر مسؤولة للمرة الأولى عن أن القيادي في تنظيم القاعدة الجزائري مختار بلمختار نقل نشاطه من مالي إلى مدينة سبها جنوب ليبيا ، بينما تسعى الكثير من القبائل لتحديد موقفها من حفتر قبل هجوم متوقع من ميليشيات المتشددين المدججين بالأسلحة لاحتلال طرابلس بالقوة خلال اليومين المقبلين.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسؤولين الليبيين القول إن حفتر يعلم أنه لا يمكنه حسم المعركة وحده ، بينما خصومه ، أي الإسلاميين المتشددين وجماعة الإخوان بدأوا في إدراك حقيقة أنه يمكن أن يأتيه مدد سواء من الداخل الليبي عن طريق القبائل الرئيسة ، أو من الدول التي يعنيها استقرار ليبيا خاصة دول الجوار.
ويضيف هذا المسؤول ، الذي طلب عدم الإشارة لاسمه ، :"لهذا قرر الإسلاميون جلب الجهاديين الليبيين الذين سبق وأرسلوهم لسوريا والعراق ، وقرروا أيضا السيطرة على طرابلس بحلول يوم عشرين من شهر رمضان الجاري ، خاصة بعد أن خسروا انتخابات البرلمان ، وكذا مع اتجاه البرلمان الجديد ذي الأغلبية المدنية والوطنية لنقل مقره إلى المنطقة الشرقية".
ويعتقد كثير من المراقبين في بنغازي وطرابلس والقاهرة أيضا أن مسألة تسليم العمل للبرلمان الجديد سيسبقها كثير من محاولات المتشددين الإسلاميين لعرقلة هذه الخطوة إلى حين تحقيق مكاسب على الأرض.
وفي القاهرة ، قال مصدر على صلة بالجهات الأمنية العليا في تصريحات موثقة :"يجري في الوقت الحالي توزيع الجهاديين الليبيين العائدين من الخارج على ميليشيات في كل من بنغازي ، للسيطرة على مطار بنينة ، وطرابلس لاحتلال المطار الدولي ، وفي درنة حتى الحدود مع مصر، من أجل الحرب ضد حفتر والالتفاف عليه من ناحية الشرق ، وبالتالي يمكن أن يستهدفوا مصر أيضا".
وتابع قائلا إن "المسلحين يعبرون إلى داخل ليبيا ، للأسف ، عبر إحدى دول الجوار باستخدام طائرات من نوع إليوشن توفرها لهم ميليشيات ليبية".
وأوضح أن وتيرة نقل الجهاديين زادت بشكل لافت للنظر في الأيام الأخيرة. وتابع أن السلطات المختصة لديها معلومات عما لا يقل عن 600 جهادي ليبي وغير ليبي مدججين بالأسلحة دخلوا من جنوب شرقي ليبيا بسيارات وآليات مجهزة ، وبدأوا بالفعل في التأسيس لمعسكري تدريب وإمداد على الحدود مع مصر في منطقتي الكفرة والعوينات.