ما أسهل إطلاق الأحكام والتهم في عراق ما بعد 9 حزيران المشؤوم. ولا أظن ان هناك تهمة أخطر لا بل وأحقر من ان تتهم إنسانا بانه "داعشي" دون دليل. ادخلوا الأنترنت وخصصوا بضع دقائق لجولة في صفحات التواصل الاجتماعي، أو قلبوا الفضائيات الطائفية، لتتطلعوا بأنفسكم على أكوام من الهراطقة نصبوا أنفسهم "قضاة" تخصصوا بتدعيش كل صاحب عقل أو حس سليم من الناس.
فمن قال أن النجيفي أحسن فعلا عندما سحب ترشيحه لرئاسة البرلمان تمهيدا لتخليصنا من الوجوه التي لم نر منها خيرا يذكر، فهو داعشي. وداعشي أيضا من يمتدح "طلعة" أحمد الجلبي الأخيرة تحت قبة البرلمان ويراها أول رسالة بارعة كشفت زيف ثياب الإمبراطور. أما الذي ما زال يمتلك عقله ويصرح علنا بانه ضد عقلية المؤامرة أو التخوين فهذا جزاؤه انه داعشي وابن داعشية أيضا.
لغة "التدعيش" صارت بابا من أبواب الرزق الواسعة. دعّش واقبض من أموال أولاد الخايبة. لغة لا يحتاج العاقل كثيرا من التأمل فيها ليكتشف أنها خير مثال لفقدان الحياء وخراب الضمائر وفرهدة المال العام.
وان كان فاقد الحياء، مهما اشتدت شراهته بحسب "الظروف"، لا يحزن صاحب العقل، إلا ان القلب يتقطع ألما أمام تفشي عدوى ظاهرة "التدعيش" بين أوساط واسعة من البسطاء بإيحاء مبرمج من قبل جماعات سياسية طائفية وأخرى تدعي أنها من أهل الثقافة والعلم والإعلام!
وصل الأمر إلى ان الطلبة حين يتظاهرون سلميا ضد ظلم لحق بهم بفعل شمولهم بالرسوب الجماعي، يتهمون "بالداعشية". شاهدتهم في النجف الأشرف يكسرون القلب وقد رفعوا لافتات تصيح: "إننا طلاب ولسنا داعش". ان كان الطالب النجفي اذا تظاهر اصبح داعشيا فلعمري أي تهمة ستوجه للطالب الذي يتظاهر في محافظة أخرى؟
أما الخبر الذي أحسد كل من يقرأه ولا يطير عقله هو ان تهمة "التدعيش" طالت الشحاذين وسكنة العشوائيات. ووين؟ بالبصرة لا غيرها. هاكم رابط الخبر أولا:
http://alghadpress.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=16746
تصوروا ان مديراً حكومياً، وهو قطعا بصراوي، لم يسأل نفسه ولا حكومته ولم تهتز غيرته حين يرى البصراويات يشحذن ويسكنّ العشوائيات. هذا "الحريص" جدا جدا لم يفكر بأخذ حقهن ممن سلبه، ليصنع منه جنة في الخضراء له ولنسائه، بل طالب بسجنهن بتهمة دعم الإرهاب! اسمع يا هذا: من أمها البصرة ما خلقت لتشحذ، بل لتنافس نساء دبي والكويت وباريس بالرفاهية والعز.
ان البصرة، وفي اليوم الذي انتفضت به "غيرة" هذا المسؤول، باعت 3 ملايين برميل نفط في ذلك اليوم. أي دخلها اكثر من 300 مليون دولار. بمعنى انه في عام واحد يدّر ثدي البصرة مالا كافيا لجعل كل بصراوية تنام على سرير من ذهب.
أمن العدل، يا أرباب الخضراء، ان تجوعوهن وتفقروهن وتسرقوا خيراتهن ثم تدعشوهن؟ يال بؤس الضمائر التي تحكمك يا عراق.
جميع التعليقات 4
عراقي
ليس دائماً الجهل عيب؟ إنما الكارثة ان يحكم الجهل . مر على العراق الديمقراطي اكثر من احد عشر عام ، ووصلت الأمور الى ماهي علية الان ، هل مازال الدكتور هاشم العقابي يعتقد ان ما تم تجريفة من قيم مجتمع وإمكانيات بشرية ومادية ، هي عبارة عن صدفة او اخطاء جهال ت
ابو اثير
أ ستاذنا الشاعر المغترب... أهل البصرة الكرام هم تمر العراق الغالي والحلو والطيب ولا يستحقون ما يحصل لهم من سلطة ونواب هم بالضرورة لا يمثلونها والبصرة بريئة منهم ومن أمثالهم وأت ومنى أنا البغدادي أن تحظي بمسؤولين بصاروة يعرفون قيمة أهلهة وطيبتهم وخصالهم ال
احمد سليمان
ارجوا من الاستاذ هاشم العقابي ان يتفضل علينا بمقالة عن اتهامات الشوفينيه والعنصريه والفرس المجوسيه والصفويه... الخ التي تستعمل دائما في العراق.
ابو سجاد
ومع ذلك ذهب ابن البصرة ابن الخايبة رافعا سلاحه للجهاد ضد داعش اليس الاجدر به ان يرفع سلاحه اولا بوجه الذين سرقوا ثروته ومنعوه من شرب ماء حلو وحرموه من سكن يليق بابن محافظة الاولى بتصدير النفط اليس اهل الخضراء هم قادة الدواعش ومن الواجب مقاتلتهم المشكلة ان