TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لنكولن وسيرة رؤساء

لنكولن وسيرة رؤساء

نشر في: 16 يوليو, 2014: 09:01 م

-1-
السينما اقتربت منذ السنوات الاولى لانطلاقتها من شخصية الرئيس الأمريكي وكانت هذه الشخصية وعبر أكثر من مائة عام من تاريخ هذا الفن، موضوعاً لعدد كبير من الأفلام، ويشير أرشيف السينما الأمريكية إلى ان أول فيلم من هذا النوع يعود تاريخه إلى العام 1897 من خلال فترة صمت السينما، وقد تنوعت هذه الأفلام بتنوع موضوعاتها وأساليبها وحتى أنواعها، من الدراما إلى الكوميديا إلى الأكشن الى الوثائقية، وايضاً برؤى مخرجيها لما يمكن ان تكون عليه إدارة البيت الأبيض، في وقت احتكمت هذه الأفلام للظرف التاريخي الذي صنعت فيه واختلفت الطريقة التي تناولت فيها السينما هذه الشخصية تبعاً لطبيعة موضوعاتها، خاصة انها كانت تستقطب نسبة مشاهدة عالية، بسبب نقلها صورة محجوبة في الأغلب للرأي العام متمثلة في طبيعة عملها، وطريقة إدارتها للأمور وأيضاً ما خفي من حياتها الخاصة، وانطلاقاً من حرية السينما في تناول هذه الشخصية فانها أدخلت سبعة رؤساء سود الى البيت الأبيض، قبل أن يحدث ذلك حقيقة بدخول باراك أوباما كرئيس أسود اليه.
ومنذ البداية كان هناك نوعان من هذه الافلام ، النوع الاول والذي كانت الشخصية فيه افتراضية بمعنى ان صانعيها تعاطوا معه مثلما تعاطوا مع باقي ابطال السينما ، فظهور هذه الشخصية احيانا كان جزءا مكملا لبنية الفيلم ، بل لم يتعد احيانا ظهورها سوى لقطات قليلة .. فيما تسيدت احيانا كبطل في حكايات بعض الافلام، ومنها افلام شهدها الانتاج السينمائي على مدى عمر هذا الفن ، وكثير هو هذا النوع من الافلام، حدا من الصعوبة احصاؤها، لكن منها افلاماً حققت ربحا تجاريا ملحوظا، ففيلم (غبريال في البيت الابيض) اخراج غريغوري لا كافا وبطولة كاري ويلسون والمنتج منتصف ثلاثينيات القرن المنصرم، يقدم صورة خيالية لشخصية الرئيس الذي يواجه الازمة الاقتصادية من خلال ملهم ياتيه بالحلول ، فيما يظهر الرئيس في فيلم باري ليفينسون (ذيل الكلب) بطولة روبرت دي نيرو كشخص مخادع يلجا الى الحيل لفرض شعبيته، فيما يظهر بطلا خارقا في افلام (الطائرة الرئاسية) للمخرج فولفغانغ بيترسن وبطولة هاريسون فورد، و(يوم الاستقلال) الذي اخرجه فولفغانغ بيترسن وجسد فيه الممثل وليام سميث شخصية الرئيس الامريكي، ولاننسى فيلم كلينت ايستوود (السلطة المطلقة).
النوع الثاني من هذه الافلام هي تلك التي تناولت شخصية العديد من رؤساء اميركا ، وتختلف الاحصائيات عن عدد هذه الافلام رغم ان كثرتها تبدو امرا محسوما . ويشير مؤرخو السينما ان الرئيس جورج واشنطن كان الشخصية الاولى التي تناولتها السينما في عشرينات القرن المنصرم من خلال فيلم «أيام دانييل بونى»،، اعقبها العديد من الافلام التي تناولت شخصية اكثر من رئيس اميركي بل تعدت معالجة هذه الشخصيات العشرات من الافلام.
واختلفت اساليب المعالجة لهذه الافلام، فبينما اهتم بعضها بالسيرة الحياتية والقاء الضوء على الظروف التي اسهمت في وصول هؤلاء الى سدة حكم البلد الاقوى في العالم، فان البعض الاخر منها تناول احداثا مفصلية خلال حكم هؤلاء ليلقي من خلالها الضوء على فترة الحكم او طريقته، مثلما تباينت هذه الافلام في قيمتها الفنية والفكرية. ولعل الاسلوب الذي انتهجه المخرج اوليفر ستون في تناول هذه الشخصيات ينفرد بالكثير من المميزات التي سنقف عندا لاحقا ، وهو الذي تناول حياة ثلاثة من اكثر رؤساء اميركا اثارة للجدل: كنيدي، ونيكسون، وبوش الابن.
الرئيس أبراهام لينكولن يبقى الشخصية الاكثر تناولا في السينما ابتداء من فيلم «مستر لينكولن الصغير» عام 1939، وهو الفيلم الذي تناول قصة حياة اكثر رؤساء اميركا شعبية.
 يتبع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram