إن صح قول "حتى القبح قد تجد فيه جمالا"، وهذا ما اشك به، فأنك ستتعب لو بحثت عن الجمال في زبالة الطائفية. فكل ما في الطائفي قبيح. لكن ما رأيكم اني وجدت في الطائفي شيئا من هذا؟ الجميل فيه انه يرتعد ويغضب لو قلت له انك طائفي. يعترف إذن بانه يرتكب قباحة. والاعتراف بالقباحة، كما الاعتراف بالذنب، سلوك جميل.
كنت يوما ضيفا على قناة "المستقلة"، في زمن معارضتنا لصدام، عندما تداخل عراقي من السويد وصف نفسه في "التايتل" بانه قيادي بعثي، وطلب من مقدم البرنامج ان لا يصدقني. لماذا: لأن ضيفك بعثي. لم يفهم المقدم وتطلع فيّ محتارا ولسان حاله يقول: كيف يكون قيادي بعثي ويطلب ان لا أصدقك لأنك بعثي؟ ضحكت بوقتها وقلت للمذيع انه يشتمني، فسأله: هل كنت تشتمه؟ أجاب نعم. زادت حيرة المقدم المسكين. أجبته: لا تحتر يا سيدي فالحمد لله الذي جعل البعث شتيمة. وأكرر حمدي وشكري لله اليوم على ان الطائفي يعتبر الطائفية شتيمة.
عند الطائفي كثير من المضحكات. أبسطها انه ينسى كل ما تعلمه وما قرأه وينصّب نفسه منظرا ومفكرا لا بل وربما قاضيا محولا نفسه الى مسخرة دون أن يدري.
في لقاء تلفزيوني معها برّأت سياسية وبرلمانية، يقال انها كانت طبيبة، القائد العام للقوات للمسلحة من أي مسؤولية تجاه نكسة التاسع من حزيران. حين اقترح مقدم البرنامج إحالة القائد العام العسكري للمحكمة لأنه المسؤول الأول عن العمليات العسكرية والأمنية، ردت بغضب: انه آخر من تجوز محاكمته او محاسبته. ليش يابه؟ أجابت أنه "في أزمة الموصل .. أيام ثلاثة .. ليلها مع نهارها ما نام ولا لحظة"، ثم تسأل: أهذا يحاكم بالخيانة؟
تعالوا يا عباد الله من القضاة وخبراء القانون شاطروني الضحك. وينك يا صديقنا طارق حرب؟ اسمعوا هذه النظرية: ان عدم النوم ثلاثة أيام بلياليها دليل براءة لا يقبل الدحض أمام ابشع الجرائم. لعد شبيهم نيرون وهتلر وحتى صدام والقذافي؟ خو تقرير واحد بعدم النوم كم ليلة واطلعوا منها براءة!
غير ذلك، هل من المعقول ان يبقى الإنسان بدون نوم "ولا لحظة" اكثر من 72 ساعة ويقف على قدميه ويلقي خطابا؟ خلي ارجع أشاهد واحدا من أفلام سوبرمان او طرزان لأتأكد.
الغريب انني كنت في التكسي هذا الصباح وكان راديو الـ "أف أم" شغال على برنامج يتحدث عن نوادر المباراة النهائية لكأس العالم. خبر يقول ان هناك ثلاثة صينيون ماتوا بسببها. واحد منهم توفي لأنه لم ينم تلك الليلة بسبب إصراره على البقاء مستيقظا حتى لا تفوته اللعبة.
يا أهل العمارة: لا تلبسوا الأسمر احمر كي نضحك عليه، كما علمتمونا في أمثالكم، بل عرضّوا الطائفي لأزمة وستموتون من الضحك.
اضحك على الطائفي
[post-views]
نشر في: 20 يوليو, 2014: 05:49 ص
جميع التعليقات 1
جلال محمد
ليش منو جاب الويلات للعراقين غير هؤلاء الحثالة من المراهقين السياسين فى دولة القانون؟ تقول فى نفس اللقاء انها اربع سنوات اوقفت العمل فى لجنة المالدة 140 بامر من الفاشل مالكي؟ واكنت متباهيةووكانها حررة فلسطين؟ واخير الفاشل تنازل منو بس على كركوك وموصل وف