TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تموز اللبناني والفلسطيني أيضاً

تموز اللبناني والفلسطيني أيضاً

نشر في: 20 يوليو, 2014: 05:31 ص

نقف على قدر استطاعتنا مع أهالي قطاع غزة، ضد الهجمة الصهيونية التي لا توفر البشر والحجر، لكننا ننظر بعين الريبة إلى مواقف قيادة حماس، الداعية لاستمرار المعركة غير المتكافئة، والتي يدفع ثمنها الأبرياء، بهدف تحقيق مكاسب للحركة، وفي هذا الإطار كانت تأكيدات خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، بعدم الموافقة على أي وقف لإطلاق النار، استجابة للمبادرة المصرية، التي ينبغي التذكير بأنها تكاد تكون نسخة طبق الأصل، عن مبادرة المخلوع محمد مرسي قبل عامين، وقد رحبت بها حماس ونفذتها بحذافيرها، لنيل رضى المرشد الأعلى لجماعة الإخوان، أما اليوم فتوصف مبادرة السيسي بالسلبية، وتتجه أنظار مشعل والذين معه إلى الدوحة، التي أصدر تأكيداته منها، وهو البعيد عن ساحة المعركة، لا يكتوي بنارها، ويتنعم بضيافة حكام المشيخة المشبوهي الأهداف.
ربما كان الغزّيون يأملون بموقف مصري آخر، بحكم العلاقة التاريخية بين القاهرة وغزة، لكن ترجمة قادة حماس لذلك تقع في باب المزاودة الرخيصة، وتستهدف كسب رضا الخليفة العثماني الجديد، وشيخ الفتنة القرضاوي، وهي تُدير ظهرها لمبادرة أتت لحقن دماء أهل غزة، ولسنا هنا بصدد الدفاع عن موقف القاهرة، لكننا نُذكّر بأن المصريين، يعيشون اليوم أوضاعاً تكبل يدي قيادتهم، وهي ناجمة عن تشبث جماعة الإخوان بالحكم، وقيامهم بمشاغلة السيسي، لمنعه من اتخاذ أي موقف مغاير، بينما يتعرض أفراد الجيش المصري للقتل، على يد مؤيدي مرسي ومُرشده.
لا ننكر أن مشعل قال كلمة صدق واحدة، حين اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشن الحرب لأسباب سياسية داخلية، وللوقوف بوجه الذين يحاولون المزايدة عليه داخل حكومته، لكن الشكوك مؤكدة حول زعمه، أن لا نية لديه بتمزيق اتفاق المصالحة مع قيادة السلطة الفلسطينية، بينما يتصرف وكأن قطاع غزة إمارة قائمة بذاتها، ولا تخضع لولاية السلطة، وكأن على محمود عباس أن يلعب دور الوسيط، وليس صاحب القضية، ولم يتوان تلميذ القرضاوي عن التودد للرئيس الأميركي، من خلال إشارته أن تعاطي واشنطن المباشر مع حماس يخدم المصالح الأميركية.
كنا صدقنا مع كثيرين أن المصالحة الفلسطينية حقيقية، وقادرة على الصمود، لكن خطف الإسرائيليين الثلاثة، وما تبعه من رد إسرائيلي محتمل، أطاح كل شيء وأعاد الأمور إلى نقطة الصفر، وكأن الخاطفين يعملون على إفشال الاتفاق الذي يمنح عباس قوة تفاوضية، فتعرضت الضفة لحرب أمنية قمعية، تبعتها حرب عسكرية مفتوحة على القطاع، وبحيث بات المطلوب وقفها، قبل السؤال بشأن المسؤول عن اندلاعها، ولم يكن بيد عباس، وإمكاناته محدودة ومعروفة، غير طلب وضع شعبه تحت الحماية الدولية، خصوصاً وأن المجتمع الدولي ينظر بعين باردة ومحايدة، لما تسببه تلك الحرب من مآسي وكوارث، وأن "الإخوة الأعداء" من العرب يتفرجون، ويكتفون بالدعاء للفلسطينيين بالنصر، دون أن يرافق الدعاء نقطة قطران واحدة للعلاج.
تذكرنا حرب غزة الراهنة بحرب تموز ضد لبنان، من حيث أسبابهما المعلنة، فالاثنتان نجمتا عن خطف إسرائيليين، في الأولى زعم حسن نصر الله أنه انتصر، واليوم يكرر مشعل نفس السيناريو، دفع اللبنانيون وخصوصاً الشيعة ثمناً باهظاً، ويدفع الفلسطينيون اليوم أثماناً مشابهة، وفي الحالتين هناك من يصفق لحماس، كما صفق لحزب الله، الذي حولته حرب تموز إلى مجرد حارس للحدود الإسرائيلية، الفارق بينهما أن نصر الله لم يتوقع رد الفعل، بينما استدرج الخاطفون اليوم هذه الحرب، وسيصلون إلى نفس النتيجة، بغض النظر عن ما أزهق من أرواح، وما دُمر من بنى تحتية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram