فضائيات عراقية ، الحزبية منها على وجه الخصوص، أصبحت منشغلة بقضية تحشيد الجهود لمواجهة الإرهاب ، ولاغرابة في هذا التوجه انطلاقا من دور الإعلام في الحفاظ على السلم الاهلي ، وفضح جرائم الجماعات المسلحة ، ويتداول الوسط الاعلامي هذه الايام معلومات تفيد بان بعض العاملين في غرفة اخبار فضائية معروفة اعتمدوا تسعيرة تدفع لهم بالدولار لبث تصريحات السياسيين بهدف التقرب الى مسؤول كبير او لرئيس الكتلة ، والتصريح في اغلب الاحيان ينطوى على هجوم واتهام موجه الى شخصية او جهة سياسية ،ولا يخلو من تسقيط ، وصاحب التصريح على استعداد لدفع المال ، عندما يرى تصريحه ضمن الشريط الاخباري يتكرر على الشاشة .
أما الظهور على الشاشة بالزي العسكري المرقط فيكلف صاحبه مبلغا اكبر طبقا للتسعيرة ، وهناك من يدفع المال بسخاء ليظهر بصورة البطل المدافع عن البوابة الغربية والشمالية على الرغم من امتلاكه مكتبا اعلاميا متخصصا باصدار البيانات ، فضلا عن نفوذه في التاثير على العاملين في فضائيات حزبية ، وتنفيذ رغبته في الظهور من خلال الشاشة ليدلي بخطاب تاريخي موجه للشعب العراقي يحذرهم فيه من الخصوم السياسيين ، وارتباطاتهم بدول خارجية ، ومحاولاتهم التآمرية للنيل من التجربة الديمقراطية .
لاصحاب التسعيرة شبكة واسعة من العلاقات يديرها اشخاص يشرفون على الشريط الاخباري "بكل مهنية وحيادية " ولجهودهم الجبارة في خدمة شخصيات سياسية معينة يقبضون الثمن من عرق الجبين وبالرزق الحلال ، والمهزلة متواصلة بنجاح ساحق ، لارتباطها بحياة سياسية مضطربة لم تعرف الاستقرار لاصرار العديد من الجهات على الوصول الى السلطة ، فتلاشت فرص اقامة دولة عصرية مدنية تحقق الديقراطية والتنمية وتحترم حقوق الانسان ، واستقلالية الإعلام .
الشريط الإخباري سيشهد نشاطا ملحوظا في الايام المقبلة ولحين تشكيل الحكومة الجديدة ، والتصريحات ستكون عبارة عن اتهامات من العيار الثقيل ، فضلا عن بث برقيات تجديد الولاء والبيعة لزعيم الحزب حتى يتحقق النصر الكبير ويندحر الاعداء وتشرق شمس الحرية بخبر عاجل على الشريط الإخباري .
سابقا كان المسؤول الحزبي او الحكومي يستعين بإعلامي او اكثر لكتابة برقيات يوجهها الى القيادة في المناسبات الوطنية والقومية ، والاعلامي كان مثل كاتب العرائض يستهل البرقية بآية قرآنية ثم يشيد بالمناسبة ، ويندد بالمخططات الامبريالية ، وفي نهاية البرقية يجدد المسؤول السير وراء راية الله اكبر حتى تحقيق النصر الناجز .
الفضائيات الحزبية العراقية استنفرت كل طاقاتها هذه الايام تزامنا مع بدء مفاوضات الحكومة ، وهويتها الحزبية تمنحها الحق في الترويج لمرشحيها ، بشتى والوسائل ، والاساليب ، أما أن تقوم فضائية معينة بتسخير شريطها الاخباري لتصريحات سياسيين مقابل ثمن ، فهذا السلوك شكل آخر للفساد الأخلاقي قبل المهني ، ولابد من فضحه ، ومحاسبة من يقف وراءه ، ومثل هكذا فضيحة لايلبس عليها عكال .
ادفع واشتم من تشاء
[post-views]
نشر في: 20 يوليو, 2014: 05:46 ص