ولماذا أنتم مُستفزّون ومُستنفرون، مثلنا، ضد (داعش) في ما خصّ تهجير المسيحيين وتهديدهم في الموصل؟.. كيف ومن أين نزلت شآبيب الرحمات على نفوسكم لتنوحوا على هؤلاء الذين لا تعترفون في قرارة أنفسكم بهم وبدينهم، وفي أحسن الأحوال تُعدونهم مواطنين من الدرجة الثالثة؟
نعم.. إنني أعنيكم جميعاً يا جماعات الإسلام السياسي.. شيعتكم وسنتكم.. أحزاباً وميليشيات.. أنتم لا تختلفون عن (داعش) في شيء.. انه يمثلكم في الواقع .. هو صورتكم من دون ماكياج أو رتوش، وهو نسختكم الفاقعة .. قبل أن يأتي (داعش) الى الموصل بسنوات كنتم السبّاقين الى تهجير المسيحيين وقتلهم بدم بارد.. فعلتم هذا في بغداد والبصرة والموصل والحلة والناصرية والعمارة وتكريت وكركوك.. فجّرتم بيوتهم وكنائسهم ومدارسهم .. هجرّتموهم واستحوذتم على مساكنهم وممتلكاتهم.. لم توفروا مدينة واحدة في البلاد لكي يحيى فيها بسلم المسيحيون، سكان البلاد الذين عاشوا فيها قبل أن يأتي اليها أجدادكم فاتحين.. قبِلوا بدفع الجزية للبقاء على دينهم، وانتظروا قروناً لكي تقوم الدولة المدنية التي تساويهم في الحقوق والواجبات بسائر مواطنيها، فضمنوا عدم انتهاك كرامتهم، فابدعوا وصاروا عماد النهضة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في دولة العراق الحديثة التي آل حكمها أخيراً إليكم في غفلة من الزمن، فأسأتم الأدب والإدارة والسياسة والحكم.
اسألوا دولتكم التي تقاسمتم حصصها الطائفية، وتقاتلتم على المزيد من هذه الحصص طمعاً في المزيد من المال والسلطة والنفوذ.. اسألوها كم بقي من المسيحيين في البصرة والموصل وفي دورة بغداد وزيّونتها وبغداد الجديدة؟.. اسألوا دولتكم الفاشلة هذه كم بقي الآن من مسيحيي العراق الذين قُدر عددهم في الثمانينيات من القرن الماضي بما يزيد كثيراً عن المليون نسمة؟.. تلفّتوا حواليكم وانظروا كم من أعضاء أحزابكم وميليشياتكم قد استحوذوا على بيوت المسيحيين احتلالاً أو شراءً بأبخس الأثمان بعد تهديدات بالقتل؟
وهل كثير عليكم إساءة معاملة المسيحيين والصابئة المندائية والإيزيديين، وانتم قبل ذلك وبموازاته قد تقاتلتم في ما بينكم، سنةً وشيعةً، فهجّر السني منكم جاره الشيعي وهجّر الشيعي جاره السني، فأضحت أحياء المدن، بما فيها العاصمة بغداد، شيعية خالصة أو سنية خالصة، بل صار المسلم السني منكم يذبح أخاه المسلم الشيعي ويفجّره ثم يلعنه بوصفه رافضياً من أهل النار، وغدا المسلم الشيعي يُطلق رصاص الكاتم والرصاص ذا الأزيز العالي على أخيه المسلم السني ثم يلعنه بوصفه من أهل الجحيم النواصب!
نعم هذه هي سيرتكم الذاتية.. كتابكم الذي في يمينكم .. تاريخكم القريب وحاضركم المُعاش الذي أتاح لـ(داعش) أن يجتاز الحدود ويكتسح المدن والبلدان، ليكمّل ما بدأتم ولينجز لكم ما كنتم تعملون له: حكم الدين والشريعة والمذهب.
(داعش) منكم واليكم .. وانتم جميعاً داعشيون وإن لم تعترفوا!
داعشيون وإن لم تعترفوا!
[post-views]
نشر في: 20 يوليو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 13
khawla
انا لله وانا اليه راجعون ...قالها ابي قبل ان يرحل رحمه الله عام 2002 سياتي يوم يهجر فيه المسيحيين مثلما فعلوا باليهود وهذا من الخطط المدروسة من سنوات طويلة جدا....فلا تتعجبوا مما يجري اﻵن...انه مخطط
الناصري
صح لسانك ...
عبد الصمد اسد
رائع استاذ عدنان حسين موقف انساني ووطني شجاع و جريءكماعهدناه منك وانت تدافع في العديد من الصحف العربية بنفس الشجاعة ورصاص القلم الانساني والوطني وبالأسم الصريح كما كنت تفعل ايام معارضة نظام الطاغية صدام في حين كان رموز وكتاب واعضاء كثر من متصدري العملية ا
عطا عباس
لا أستطيع أضافة حرف واحد لما كتبته !... أوضح سيرة ذاتية أقرأها منذ سنوات لأوباش السياسة العراقيين من داعش الى حرامية المنطقة الخضراء ...هم وجهان لدرهم واحد ! عدنان حسين ، شكرا لأمانة الصحفي الشجاع الذي لا ينتهك ضميره أبدا ... شكرا لك لأحياء وجه الصحافة ا
الشمري فاروق
ايها العزيز... لقد اصبت قلب الحقيقة والله.... (أنهم داعشيون وان لم ينتموا)
ابو عباس
هي الحقيقة وهكذا يجب ان تقال لكل هؤلاء الذين لا زالوا يعيشون في كهوف الماضي الموصوف كذبا بالمجيد وجعلونا نعيش تحت امرة الموتى بقدسية مزيفة مصنوعة بكتبهم الصفراء المملوءة بالاساطير التي لا تصمد امام التفكير العقلي والمنطقي لثانية واحدة وحولوا الناس الى قطي
Midia
في داخل كل عقلية مسلمة داعش نائم ينتظر الظروف والمناخ الملائمين ليستيقظ من سباته
إنعام البغدادي
صدقت أيها الكاتب المتنور الشجاع. لكن لا حياة، للأسف، لمن تنادي.
الياس زكّو
يا الـهـي .. لكم نفّست مما بصدور الكثيرين .. قد أبدعت إذ واجهت الذئاب البشريه .. وتألّقت بوصف حالهم وتقسيماتهم .. حاضراً وماضياً .. ولم يتبقّى إلاّ ان تُعمّم تلك الرؤيا على أغلب بقاع شرقنا الحبيب .. الدامي
شاكر
أشتاذ عدنان انت تعلم ان العرب الذين يحكمون العراق هم أحفاد الغزاة الذين احتلوا العراق وبلاد الشام ومصر وغيرها تحت ذريعة نشر الأسلام كما تذرعت أمريكا وقبلها بريطانيا بنشر الحرية والديمقراطية.العرب من السنة والشيعة مستوطنون لا يختلفون عن المستوطن الأسرائيلي
محمد جبر حسن السوداني
كلهم داعشيون وإن لم ينتموا الذي يكذب داعشي الذي لا يقول الحق داعشي الذي يروج للأرهابيين داعشي الذي يسرق المال العام داعشي الذي لا يحب العراق وأهله داعشي الذي يساهم بتمزيق العراق داعشي الذي يقول عن الإرهاب أنها ثوره داعشي الذي رفض تسليح الجيش العراقي داعشي
نبيل داود
يقول جبران خليل جبران: للحق رجلان واحد يقوله وآخر يسمعه. صح لسانك يا شجاع يا من أبيت أن تكون كالنعامة كما يفعل الأكثرية منا! اليوم ولدى متابعتي شاشة التلفاز كان المذيع يصدح بصوته لإغاثة المسيحيين في الموصل وكوني عراقي أولا ومسيحي ثانيا تملكني الحرج لما
نايف
كفيت ووفيت سيدي قلت بكل وضوح ما لم نقله رغم اعتقادنا المطلق فيه سنه وشيعه كلنا خاسرون نسينا انفسنا ورجعنا الف واربعمائه عام لنقتتل . فاطمه و عائشه وكان عباده الله انحصرت بفاطمه وعائشه لكن سيعه او شنه باستبدال الحروف فالدين لله وليس للشيوخ والملالي اولفاطم