قصفت إسرائيل أهدافا في قطاع غزة يوم امس الثلاثاء مستبعدة وقف اطلاق النار في وقت قريب في حين يسعى دبلوماسيون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة لإنهاء القتال الذي أودى بحياة أكثر من 500 شخص. واجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات في مصر ومن ال
قصفت إسرائيل أهدافا في قطاع غزة يوم امس الثلاثاء مستبعدة وقف اطلاق النار في وقت قريب في حين يسعى دبلوماسيون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة لإنهاء القتال الذي أودى بحياة أكثر من 500 شخص.
واجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات في مصر ومن المقرر ان يصل بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى إسرائيل في وقت لاحق يوم الثلاثاء وابدى الاثنان قلقهما إزاء تنامي أعداد الضحايا المدنيين.
واستمر القتال حول غزة وتصاعدت أعمدة الدخان السود في سماء القطاع مع تواصل القصف الإسرائيلي.
واطلقت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والجماعات المتحالفة معها المزيد من الصواريخ على اسرائيل وسمع دوي صفارات الإنذار. وقال مسؤولون إن صاروخا أصاب بلدة على اطراف مطار بن جوريون الدولي مما اسفر عن إصابة اثنين بجراح طفيفة.
وصرحت وزيرة العدل تسيبي ليفني لراديو جيش إسرائيل "وقف اطلاق النار لن يكون قريبا. لا أرى نورا في نهاية النفق."
وقال الجيش الإسرائيلي انه تعرف على ست جثث لجنود قتلوا في هجوم على مركبتهم المدرعة في غزة وانها تحاول التعرف على مكان جندي سابع كان في المركبة.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة انه بدخول الصراع أسبوعه الثالث ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 546 شخصا من بينهم حوالي 100 طفل وكثير من المدنيون الآخرين.
وقال الجيش الإسرائيلي انه قتل 183 ناشطا فلسطينيا.
وذكر الجيش الاسرائيلي أن عدد الجنود الاسرائيليين القتلى ارتفع ايضا ليصل إلى 27 مع مقتل جنديين في القتال في الاربع والعشرين ساعة الماضية. وهذا الرقم هو ثلاثة امثال الخسائر التي لحقت باسرائيل تقريبا في آخر غزو بري لها للقطاع في حرب 2008-2009 .
كما قتل مدنيان بنيران صواريخ اطلقت من غزة.
وقال نشطاء فلسطينيون في غزة انهم طلبوا هدنة لمدة خمس ساعات يوم الثلاثاء كي يتمكن سكان القطاع من الخروج من منازلهم لشراء احتياجاتهم الأساسية وقالت وزارة الدفاع انها رفضت الطلب لاسباب امنية.
وامتد العنف ايضا الي الضفة الغربية المحتلة حيث قال مسعفون ان شابا فلسطينيا قتل برصاص جنود اسرائيليين اثناء قيامهم بتفريق محتجين يرشقون سيارة جيب عسكرية بالحجارة.
وقالت اسرائيل ان فلسطينيا اطلق النار على سيارة فأصاب اسرائيليا بجروح خطيرة في منطقة نابلس في وقت مبكر يوم الثلاثاء.
ولا تخفي اسرائيل عدم تعجلها في التوصل الى وقف لاطلاق النار قبل ان تحقق هدفها في اعاقة البنية التحتية لحماس بما في ذلك ترسانتها من الصواريخ وشبكة من الانفاق تهدد اسرائيليين يعيشون قرب حدود غزة.
وقالت حماس انها لن تلقي السلاح الى ان تلبى مطالبها التي تشمل انهاء الحصار المفروض على القطاع من جانب اسرائيل والافراج عن بضع مئات من الفلسطينيين احتجزتهم اسرائيل الشهر الماضي خلال عملية البحث عن ثلاثة شبان يهود عثر عليهم في وقت لاحق قتلى.
وقال اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس في كلمة أذاعها التلفزيون انه يتعين على العالم ان يفهم ان غزة قررت انهاء الحصار بدمائها وبطولتها.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس الاول إن "المبادرة المصرية هي الإطار لأي وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة"، وأوضح أن "على حماس السعي الى التفاوض لإنهاء القتال".
كلام كيري جاء في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري سامح شكري في مقر رئاسة الجمهورية عقب محادثات عقدها كيري مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في إطار جهود دولية لإنهاء المواجهات في غزة منذ 15 يوماً.من جهته، قال شكري إن "زيارة كيري الى مصر والمنطقة تأتي فى توقيت دقيق وغاية فى الحساسية في ظل الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار".
وحث شكري الطرفين على "الاستجابة لرفع معاناة الشعب الفلسطيني فى غزة والسماح لجهود الاغاثة"، معرباً عن تقدير مصر للمساعدات التى أعلنتها الولايات المتحدة بقيمة ٤٧ مليون دولار كمساعدات إنسانية لقطاع غزة.
وقال شكري ان "المباحثات تناولت ايضا القضايا الثنائية والاقليمية"، ورحب بما صدر عن الولايات المتحدة من "تنديد وادانة لمقتل ٢١ من حرس الحدود العمل لمحاربة الارهاب الذي يهدد الامن والسلم على المستوي الدولي ايضاً ويحتاج الى تضافر الجهود في هذا الشأن".
ومن جانبه، اوضح كيري "نحن اليوم هنا نقوم بكل ما في وسعنا لدعم هذه الجهود وعلى مدي الايام الماضية كنت على اتصال بعباس ونتناياهو و آخرين. وبالرغم من ان هناك المزيد لكي نقوم به، الا ان هناك اطار لانهاء العنف وهو المبادرة المصرية التي تم طرحها".
وقال: "لمدة اسبوعين رأينا حماس تطلق الصواريخ على الاحياء الاسرائيلية وتستغل الانفاق لخطف وقتل المواطنين الاسرائيليين، ورأينا اسرائيل ترد على هذه الهجمات. ونحن ندعم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن الاشخاص العالقين في هذه الازمة هم مئات من المدنيين الابرياء. ورأينا مئات المدنيين يخسرون حياتهم نتيجة الصراع لذا نعمل مع المجتمع الدولي لوقف اطلاق النار". واضاف كيري ان "الولايات المتحدة التزمت بتقديم ٤٧ مليون دولار على شكل مساعدات انسانية وعلينا والمجتمع الدولي القيام بأكثر من ذلك". وقال أن "أمام حماس خيار تقوم به وسيكون له اثر كبير على شعب غزة ومصر قدمت اطاراً يتيح للحركة الدخول في نقاش هي والاطراف الفلسطينية الاخرى مع الجانب الاسرائيلي"، وأكد أن "الرئيس عباس جاء الى هنا وتحدث الى اسرائيل ليشجع الشعب الفلسطيني على التوصل الى اتفاق بشأن هذه القضية".
وقام ضباط أمن مصريون بتفتيش وزير الخارجية الأميركي جون كيري وكبار معاونيه مستخدمين جهازاً محمولاً للكشف عن المعادن لدى وصولهم للاجتماع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو شيء غير مألوف في التعامل مع مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية.