TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المسلمون ليسوا مسلمين!

المسلمون ليسوا مسلمين!

نشر في: 22 يوليو, 2014: 09:01 م

هذه ليست مزحة أو أحجية .. إنها حقيقة قائمة، تدعمها وتثبتها دراسة أكاديمية شمل نطاقها 208 دول ومناطق في مختلف أرجاء العالم. خلاصة الدراسة ان أفضل تجسيد وتطبيق لتعاليم القرآن قائم في مجتمعات عدد من الدول الغربية وليس في الدول الإسلامية التي قالت الدراسة إنها فشلت في تبنّي قيم دينها على صعيد الاقتصاد والسياسة والقانون والمجتمع وغيرها.
الدراسة أجراها على مدى سنوات باحثون في جامعة جورج واشنطن الاميركية، بينهم باحثون مسلمون، وقاموا في إطارها بإعداد قائمة رتّبوا فيها دول العالم بحسب تجسيد نظامها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المثل والمبادئ التي ينادي بها الإسلام.
اشتملت الدراسة على مراجعات لدساتير الدول موضع الدراسة، وأسس الحكم فيها، وأنظمتها الاقتصادية ومنجزاتها على هذا الصعيد، ونمط تعامل الدولة مع مواطنيها والحقوق والحريات التي يتمتعون بها. وقارن الباحثون هذا كله بـ (113) من المبادئ والقيم التي ينادي بها الإسلام، استناداً الى ما جاء في القرآن والسُنّة النبوية، وبخاصة في ما يتعلق بالعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة والحرية الاقتصادية وحرية الاختيار والعقيدة وغيرها.
مَنْ هي الدول الإسلامية حقاً أو الأكثر إسلامية بين دول العالم؟
الدراسة انتهت إلى أن لا دولة إسلامية تقف على رأس قائمة الدول الملتزمة تعاليم الإسلام والمطبقة مبادءه في المجال الاقتصادي خصوصاً، فالمراكز العشرة الأولى احتلتها على التوالي جمهورية آيرلندا والدنمارك ولوكسمبورغ ونيوزيلاند والسويد وفنلندا والنرويج  وبريطانيا وسنغافورة وبلجيكا. ولا يرد اسم أية دولة إسلامية في قائمة العشرين أو الثلاثين دولة الأولى، فبحسب الدراسة أيضاً ان أكثر الدول الإسلامية إسلاميةً ليست دولة عربية، وإنما هي ماليزيا التي جاء ترتيبها في القائمة بالرقم (33) ثم الكويت بالترتيب (48)، أما بقية الدول الإسلامية التي يزيد عددها عن 50 دولة فتكدّست جميعاً في ذيل القائمة.
ذات مرة قرأتُ ان جماعات ومؤسسات إسلامية تخطط لتحويل عدد من الدول الغربية الى الإسلام في غضون بضعة عقود .. هذه الخطة تعتمد على زيادة الهجرة الشرعية وغير الشرعية من الدول الإسلامية الى هذه الدول، كما على توسيع نطاق الدعوة للإسلام في الدول الغربية عبر النشطاء.
ماذا يعني ان تنجح خطة كهذه؟
انه يعني أن الإسلام الحقيقي، كما يتصوره باحثو الجامعة الأميركية، سيختفي حتى في هذه البلدان التي تبدو إسلامية أكثر من الدول الإسلامية، فتصبح قيم الحق العدالة والإنصاف والمساواة والسلام والمحبة والترابط والتراحم أثراً بعد عين في شتى أرجاء المعمورة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram