الحكومة تكذب علينا.. بل تصرّ عن عمد وسابق تصميم على الكذب في كل الأوقات وبشأن كل القضايا.. كذبت علينا كذباً صريحاً عندما وعدت على لسان رئيسها بالذات بانها ستزيد كمية الحصة التموينية وتحسّن نوعيتها، ولم تفِ بالوعد، بل ان الحاصل الآن هو العكس تماماً.. وكذبت علينا كذباً فاضحاً على لسان نائب رئيسها المسؤول عن قطاع الطاقة (مطروح اسمه بين المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة!!!) عندما تعهدت بحل مشكلة الكهرباء تماماً بنهاية العام 2013، بل أعلنت أن إنتاجها من الكهرباء سيفيض عن الحاجة لتبيعه الى الجيران! وها نحن الآن، وقد قطعنا معظم أشهر 2014، في حال أسوأ مما كنا عليها قبل سنة.
والحكومة تكذب علينا الآن في شأنٍ أكثر خطورة من قضية الحصة التموينية ومسألة الكهرباء وسواهما .. انها تكذب كذباً بيّناً فيما يتعلق باحتلال (داعش) وحلفائه نحو ثلث مساحة البلاد. البيانات التي يُلقيها الناطقون باسم الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة والبرامج التي تبثها محطات الإذاعة والتلفزيون الحكومية وشبه الحكومية والمعلومات التي تقدمها صحافة الحكومة الرسمية وغير الرسمية، تتحدث جميعها عن انتصارات مؤزرة للقوات المسلحة وعن قتلى وأسرى بين صفوف العدو بالعشرات يومياً، من المفترض معها ألا يكون قد بقي للعدو من يحارب به، فعناصره لابدّ أن يكونوا قد سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح وأسير وفارّ من أرض المعركة.
انه كذب بطبيعة الحال، فانتصارات كالتي تلهج بها ألسنة الحكومة من المفترض أن تُترجَم على الأرض تقدماً للقوات البرية وتحريراً للقرى والبلدات والمدن، والحال أننا لم نشهد بعد أي تقدم أو تحرير. وفي المقابل تعرض وسائل دعاية العدو ووسائل الإعلام العربية والدولية ما يؤكد تقدم العدو أو في الأقل ثباته في مواقعه، بل يستفاد منها ان العدو يُعزّز هذه المواقع ويُعدّ عدّته للتقدم.
على سبيل المثال، تقرير لمعهد دراسات الحرب الأميركي تحدث منذ أيام عن ان (داعش) يحاول عزل القوات الحكومية والعشائرية عن بعضها من خلال السيطرة على مناطق بعينها، مرجّحاً سعي التنظيم للإمساك بمدن "حوض الفرات" وتهديد العاصمة بغداد. وتعززت هذه المعلومات بتقرير نشرته "الحياة" اللندنية في الوقت نفسه أفاد على لسان ضباط في الجيش العراقي ورجال عشائر بان (داعش) يعمل على محاصرة بغداد من جنوبها أيضاً لعزلها عن محافظات الوسط والجنوب.
والحكومة تكذب علينا فيما يتعلق بخسائرنا البشرية أيضاً.. بياناتها وتصريحات الناطقين باسمها لا تتضمن أرقاماً عن أعداد الشهداء والجرحى في جبهات القتال، فيما تتكاثر على جدران المدن لافتات النعي والعزاء بالشهداء .. الا يستحق هؤلاء أن يُشار اليهم مجرد الإشارة في الأقل؟
نريد أن نعرف حقيقة ما يجري على الأرض في الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة وحواليها، وفي مناطق حزام بغداد، فمن حقنا أن نعرف، ومن واجب الحكومة أن تجعلنا نعرف.. لسنا قطيع غنم لننقاد صامتين خلف رئيس الحكومة ومَنْ يحيطون به.
أما لهذا الكذب من نهاية؟
[post-views]
نشر في: 2 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
عطا عباس
... لا ليس له نهاية ! ... والشئ بالشئ يذكر ، في زمن القادسية الغابرة والغبرة الثانية طبعا كانت بيانات القائد المنصور ووزارة دفاعه تتحف العراقيين يوميا بأرقام فلكية عن قتلى العدو الفارسي وأسراه ، مما جعل العراقيون يتسائلون ، بخبث وسخرية : لعد
ابو علي
الاخ الكاتب المحترم تحية واحترام أن من طبيعة المؤسسه الامنيه هو المبالغة في إيصال المعلومات عن العدو ،وأن قتل داعشيا واحد ،فالنتيجة تكون ١٠٠ داعشي ،وهكذا فهو بالأمر ليس الجديد ،ولو عدنا للماضي ايام الحرب مع ايران لوجدنا ان المؤسسه الامنيه أنهت الجيش الإير