مساحة الحرية الممنوحة للكاتب في جريدة المدى مترامية الأطراف - حسب تجربتي - لا يحدها سياج شائك . ولا تؤطرها سوى مسؤولية الكاتب الملتزم بضوابط المهنة المقدسة : فلا يسف ، ولا يتهاتر ، ولا يدين بدون دليل . ولا يخرق العرف المهني غير المكتوب نصا ، المنقوش على اديم الضمير .
ما مناسبة هذي المقدمة الفنطازية ؟
أقول لكم …… فوجئت - للمرة الأولى منذ كتابتي في المدى قبل سنوات قلائل - بجز رأس السطور الأولى من عمود يوم الخميس المنصرم ، وتبديل المقدمة . مشفوعة بهامش اعتذار عالي الحس المهني ، جم التهذيب: أجرينا تعديلا بسيطا للضرورة القصوى .
أتمعن في القراءة: السيدة صارت ( المرأة ) . والرئاسة غدت (سلطة ). و.. و..
بعد سنوات وصال طوال مع الأبجدية .بعد كر وفر ، بعد معاشرة حميمة للكلمة ، عشرة ضم ولثم وعناق ، أراني أتهيب كلما هممت بالكتابة ، تهيب ناسك يدخل محراب صلاة .للمرة الأولى.
اجدني ،أتخير من الكلمات ادقها ، احيانا ، ارقها ، ومن العبارات أوجزها، وتتفاقم الحيرة حين يعز الاختيار .
ادري إن الهديل للحمامة والزئير للاسد ، والميس للقد الرهيف وللغصن الرطيب ، والضوع للورد والوخز للشوك ، والوسوسة للحلي ، والسلسبيل لعذب الشراب، كما ادري - في عرفي المتواضع - إن امرأة لا تساوي سيدة ، وإن قاربتها معنى ، كما إن سلطة لا تعني رئاسة وإن احتوتها .. المرأة نجدها في كل مرفق :معلمة ، طبيبة ، مهندسة ، نائبة ،عاملة ، و.. حتى ربة بيت ، إنما رئيسة بلد ، فذاك شكل ثانٍ.. مذاقها حاد ورنينها خافت عال ، كآخر ضربة بيانو في سيمفونية محتدمة.
حياه الزميل علي حسين ، وهو يهون الأمر بالاعتذار ، حياه وهو يستبدل المدية بممحاة . حياهم المحررين (الرقباء) المشفقين على الرعايا- القراء - من كلمة تخدش او تجرح او تؤول . حياهم يفضلون دبس التمر علي عسل النحل، ويستبدلون الخل بشراب العنب. ويحاذرون من كلمة ملتبسة تدبجها أنامل ضامرة لا تقوى على إيذاء فراشة.
المقص الذهبي!
[post-views]
نشر في: 3 أغسطس, 2014: 09:01 م