الحرب على غزة تثير ضجة في بريطانيا بين كاميرون وميليباند   قالت صحيفة إندبندنت البريطانية، إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعيم المعارضة إد ميليباند، قد دخلا في جدل مرير بشأن الوضع في غزة حتى مع استمرار إسرائيل في هجومها على القطاع.حي

الحرب على غزة تثير ضجة في بريطانيا بين كاميرون وميليباند

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية، إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعيم المعارضة إد ميليباند، قد دخلا في جدل مرير بشأن الوضع في غزة حتى مع استمرار إسرائيل في هجومها على القطاع.
حيث اتهم ميليباند زعيم حزب العمال المعارض كاميرون بالفشل في القيادة فيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على غزة، ووبخه لصمته على قتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء الناجم عن العملية العسكرية الإسرائيلية.
وأدت هذه الاتهامات إلى رد فوري من الحكومة البريطانية، حيث قال المتحدث باسمها، إن هناك صدمة من أن يستخدم ميليباند السياسة في مثل هذه القضية الخطيرة. وأضاف المتحدث أن كاميرون أوضح أن على كلا الطرفين في الصراع في غزة أن يتوصلا لوقف إطلاق النار.
وكان ميليباند قد دعا المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل اتفاق لوقف إطلاق النار، وقال إنه ينبغي أن يلعب كاميرون دورا قياديا في تلك الجهود الرامية لتأمين السلام، وأضاف أنه محق في قوله بأن حماس جماعة إرهابية مروعة، فاستخدامها غير المبرر للصواريخ على المواطنين الإسرائيليين وبناء الأنفاق لأغراض إرهابية، على حد قوله، يظهر نوايا وممارسة القتل لديها تجاه إسرائيل ومواطنيها.
إلا أن ميليباند قال إن كاميرون مخطئ في عدم معارضة توغل إسرائيل في غزة، وقال إن صمته إزاء قتل المئات من الفلسطينيين الأبرياء بسبب العمل العسكري الإسرائيلي لا يمكن تفسيره في بريطانيا ودوليا".

ثلاث حروب بين إسرائيل وحماس منذ 2005 و2014 الأشرس

عرضت الصحيفة رسوما توضيحية تبين أوجه التشابه والاختلاف في ثلاثة صراعات رئيسية وقعت في الأعوام 2008/2009 و2012 و2014. الرسوم توضح بشكل تدريجي منذ اليوم الأول حتى الأخير عدد ضحايا الهجمات المتبادلة بين الجانبين على مدار أيام الحروب الثلاث وردود الفعل الدولية والتوصل إلى تهدئة.
ففي 2008 قتلت الغارات الجوية أكثر من 300 فلسطيني، في أعلى حصيلة ليوم واحد لحرب منذ عقود. وقال المسؤولون الإسرائيليون وقتها، إن الغارات هي بداية عملية لإجبار حماس على إنهاء هجماتها الصاروخية وإن استدعى الأمر فإنه قد تتوغل بريا، لكن الحرب استمرت 23 يوما.. وصل عدد القتلى من الفلسطينيين في نهاية الحرب إلى 1369 فيما سقط 13 إسرائيليا.. وأطلقت حماس 105 صواريخ في اليوم الأول ليصل مجمل الصواريخ التي أطلقتها بنهاية الحرب إلى 916.
وربما كانت حرب 2012 هي الأقل حدة بين الثلاث حيث بلغ إجمالي القتلى الفلسطينيين 167 منهم 6 في اليوم الأول، فيما سقط 5 إسرائيليين.. وأطلقت حماس 50 صاروخا، لكن وصل إجمالي الصواريخ المستخدمة في 8 أيام، هي مدة الحرب إلى 845 صاروخا.
وتأتي الحرب الناشبة حاليا باعتبارها الأشرس على صعيد عدد الأسلحة المستخدمة والتوغل البري وعدد القتلى، فمنذ أن بدأت الحرب قبل 24 يوما وحتى الآن سقط 1408 قتلى من الفلسطينين، و64 إسرائيليا وأسقطت حماس وابلا من الصواريخ يتجاوز الـ 2719 صاروخا منهم 156 في اليوم الأول. فيما استهدفت إسرائيل أكثر من 200 هدف، بينهم مسؤولون كبار في الحركة الإسلامية وأنفاق التهريب ومواقع إطلاق الصواريخ واستدعت خدمات الجيش للاستعداد من أجل توغل بري محتمل.
وبينما أدانت الولايات المتحدة الهجمات الصاروخية على إسرائيل، إذ أن الهجمات جميعها بدأتها حماس، فإنها سارعت بهذه الإدانة في اليوم الأول من حربي 2008 و2012 بينما تأخرت لليوم الثاني في 2014. وفي الأولى حثت وزير الخارجية وقتها كوندوليزا رايس على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لشعب غزة، فيما في 2012 حيث كانت هيلاري كلينتون في المنصب و2014 حيث جون كيري، فإن واشنطن حثت على بذل الجهود لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
وسقطت صواريخ حماس في 2008-2009 بالقرب من الميناء الرئيسي في أشدود على بعد 20 ميلا من غزة.. فيما استهدفت في 2012 القدس حيث سقطت على بعد 48 ميلا من القطاع، وفي 2014 استهدف "صاروخ" سوري الصنع من طراز M-302 بالقرب من الخضيرة التي تبعد 70 ميلا عن غزة، لكن بحسب الصحيفة فإن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية، كانت فعالة في صد العديد من الصواريخ ومنها من الوصول إلى المناطق المأهولة بالسكان.
وفيما كان دور مصر رئيسيا في العمل كوسيط للتهدئة في الحروب الثلاث، فإن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وصل إلى القاهرة في اليوم الـ 14 من حرب 2008-2009 حيث التقى الريس الأسبق حسني مبارك وأصدر نداءً بالسلام.
ووصل مون إلى القاهرة في اليوم السابع من حرب 2012 للعمل مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على اتفاق سلام وأصدروا أيضا نداءً للسلام.. وفيما جاء الأمين العام للأمم المتحدة إلى القاهرة في اليوم الـ13 من حرب 2014 فإنه دعا إلى توقف إنساني لإطلاق النار باعتباره أفضل مسار لوقف دائم.