مع الارتفاع في أثمان المساكن و الإيجارات في الفترة الأخيرة، فإن هذا العرض الجديد المقدم في الهواء الطلق، من قِبل فرقتي ميتو ــ بولوت دودو و مسرح وايرد أيريال البريطانيتين، قد جاء في وقته المناسب ليذكّرنا بأن البيت لا يُبنى بالطابوق و الملاط، كما تقول
مع الارتفاع في أثمان المساكن و الإيجارات في الفترة الأخيرة، فإن هذا العرض الجديد المقدم في الهواء الطلق، من قِبل فرقتي ميتو ــ بولوت دودو و مسرح وايرد أيريال البريطانيتين، قد جاء في وقته المناسب ليذكّرنا بأن البيت لا يُبنى بالطابوق و الملاط، كما تقول كاتبة العرض لين غاردنر. و يُقام هذا العرض المسرحي قبالة و داخل بناء مكبَّر يسمح لنا بمهارة بإلقاء نظرة داخل غرف البيت، و يوفر أيضاً شاشة للعرض و فضاءً يزحف عبره البهلوانات و يرتمون. و العناصر المعروضة يمكن أن يعاد عملها لكل موقع يُنتقَل إليه، و بذلك يبدو العرض فعلاً و كأنه بيت. و هي فكرة ذكية، و تعود بفائدة مالية إذ تحكي عن امرأة شابة في مدينة جديدة تشاطر في الأول غيرها العيش في بيت و تقع في نهاية الأمر في الحب و تقيم بيتاً مع زوجها الجديد. و يولد سريعاً ولد ، يكبر و يصير مراهقاً توّاقاً للهرب من قيود البيت. و أكثر أجزاء العرض تأثيراً، من النواحي البصرية و العاطفية، هي اللمحات المتعلقة بالحياة اليومية : زوجان يتبادلان الحب، عائلة حول شجرة الميلاد، أم تحمل طفلها. إنها المودة غير المتوقعة في عرض كبير الحجم في الهواء الطلق يبدو مؤثراً جداً ــ و هو أمر يذكّر الواحد بأن عروض الهواء الطلق يمكن أن تكون هادئةً.
و هناك، في مكان آخر، نزعة إلى الرسم بلمسات فرشاة عريضة و الاحتفاظ بالأشياء تتحرك، خشيةَ أن نلاحظ الخفة في السرد. فالنص غير مثير إلى حدٍ ما، و الصوت يبتعد، و لهذا فإننا لا نقيم حقاً الاتصال المناسب مع الابن و قصته عن الوصول في نهاية الأمر لفهم أنه ليس هناك مكان كالبيت. و يبدو الأمر أحياناً و كأننا نتفرج على استراحة إعلانية لوكيل عقارات.
لكن هناك الكثير من الأمور الجيدة في هذه المهمة التي تقوم بها " بلا جدران Without Walls " : فالعنصر الفضائي مؤثّر، و إن كان مكرراً قليلاً، و إنه لأمر جيد أن نرى فرقاً مسرحية بريطانية تفكر بمثل هذه الأعمال المؤداة في الهواء الطلق و محاولة المزاوجة بين المضمون و المشهد الموقعي.
و أخيراً فإن " بيت آمن Safe House " يتحرى أهمية البيت و كون المرء جزءاً من مجموعة اجتماعية. و يبدأ العرض بسباق مبهج عبر الشوارع و الضواحي المألوفة لدى الجمهور، إلى هذا البيت الغامض الخاص. حيث يظهر شخص على السقف، و يتسلق بشكل متقلقل إلى المدخنة و يبدأ بالمشاركة في قصة البيت. و يقوم الجمهور برحلة سريالية شاعرية بينما تظهر الغرف، و الذكريات، و الشخصيات : من القرينين الرائعين المنتقلين إلى بيتهما المثالي، إلى طفلة تتخيل ما يحيط بها قلعةً ساحرة، و مراهق يائس من الهرب، و سيدة عجوز لا يمكنها أن تغادر.