TOP

جريدة المدى > عام > " بيت آمن " .. ليس هناك في الوجود مكان كالبيت!

" بيت آمن " .. ليس هناك في الوجود مكان كالبيت!

نشر في: 4 أغسطس, 2014: 09:01 م

مع الارتفاع في أثمان المساكن و الإيجارات في الفترة الأخيرة، فإن هذا العرض الجديد المقدم في الهواء الطلق، من قِبل فرقتي ميتو ــ بولوت دودو و مسرح وايرد أيريال البريطانيتين، قد جاء في وقته المناسب ليذكّرنا بأن البيت لا يُبنى بالطابوق و الملاط، كما تقول

مع الارتفاع في أثمان المساكن و الإيجارات في الفترة الأخيرة، فإن هذا العرض الجديد المقدم في الهواء الطلق، من قِبل فرقتي ميتو ــ بولوت دودو و مسرح وايرد أيريال البريطانيتين، قد جاء في وقته المناسب ليذكّرنا بأن البيت لا يُبنى بالطابوق و الملاط، كما تقول كاتبة العرض لين غاردنر. و يُقام هذا العرض المسرحي قبالة و داخل بناء مكبَّر يسمح لنا بمهارة بإلقاء نظرة داخل غرف البيت، و يوفر أيضاً شاشة للعرض و فضاءً يزحف عبره البهلوانات و يرتمون. و العناصر المعروضة يمكن أن يعاد عملها لكل موقع يُنتقَل إليه، و بذلك يبدو العرض فعلاً و كأنه بيت. و هي فكرة ذكية، و تعود بفائدة مالية إذ تحكي عن امرأة شابة في مدينة جديدة تشاطر في الأول غيرها العيش في بيت و تقع في نهاية الأمر في الحب و تقيم بيتاً مع زوجها الجديد. و يولد سريعاً ولد ، يكبر و يصير مراهقاً توّاقاً للهرب من قيود البيت. و أكثر أجزاء العرض تأثيراً، من النواحي البصرية و العاطفية، هي اللمحات المتعلقة بالحياة اليومية : زوجان يتبادلان الحب، عائلة حول شجرة الميلاد، أم تحمل طفلها. إنها المودة غير المتوقعة في عرض كبير الحجم في الهواء الطلق يبدو مؤثراً جداً ــ و هو أمر يذكّر الواحد بأن عروض الهواء الطلق يمكن أن تكون هادئةً.
و هناك، في مكان آخر، نزعة إلى الرسم بلمسات فرشاة عريضة و الاحتفاظ بالأشياء تتحرك، خشيةَ أن نلاحظ الخفة في السرد. فالنص غير مثير إلى حدٍ ما، و الصوت يبتعد، و لهذا فإننا لا نقيم حقاً الاتصال المناسب مع الابن و قصته عن الوصول في نهاية الأمر لفهم أنه ليس هناك مكان كالبيت. و يبدو الأمر أحياناً و كأننا نتفرج على استراحة إعلانية لوكيل عقارات.
لكن هناك الكثير من الأمور الجيدة في هذه المهمة التي تقوم بها " بلا جدران Without Walls " : فالعنصر الفضائي مؤثّر، و إن كان مكرراً قليلاً، و إنه لأمر جيد أن نرى فرقاً مسرحية بريطانية تفكر بمثل هذه الأعمال المؤداة في الهواء الطلق و محاولة المزاوجة بين المضمون و المشهد الموقعي.
و أخيراً فإن " بيت آمن Safe House " يتحرى أهمية البيت و كون المرء جزءاً من مجموعة اجتماعية. و يبدأ العرض بسباق مبهج عبر الشوارع و الضواحي المألوفة لدى الجمهور، إلى هذا البيت الغامض الخاص. حيث يظهر شخص على السقف، و يتسلق بشكل متقلقل إلى المدخنة و يبدأ بالمشاركة في قصة البيت. و يقوم الجمهور برحلة سريالية شاعرية بينما تظهر الغرف، و الذكريات، و الشخصيات : من القرينين الرائعين المنتقلين إلى بيتهما المثالي، إلى طفلة تتخيل ما يحيط بها قلعةً ساحرة، و مراهق يائس من الهرب، و سيدة عجوز لا يمكنها أن تغادر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram