TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > (المدى).. تأشيرة وطن

(المدى).. تأشيرة وطن

نشر في: 4 أغسطس, 2014: 09:01 م

عندما يفقد المواطن بيته الصغير وتجرفه أعاصير بلاده لتلقيه على سواحل الأغراب فلن يبقى له موطىء قدم يستذكر فيه ماضيه الجميل ومشاكسات طفولته وعنفوان شبابه، فهو كالميت الحي يتنفس ويأكل ، ولا حياة تدب في روحه ، ولهذا لن يجد غير كلماته تنوب عن أمانيه ولوعاته وشهقات التأمل لوطنه الكبير (العراق).
هكذا كانت (المدى) بيت الأحبة لنخبة من أطيب وأنبل وأحن الصحفيين الذين غادرونا قبل أعوام كثيرة مجبرين لأسباب عدة تركوا "الجمل بما حمل" مثقلين بهموم المعيشة التي لم يتخيلوا يوماً أنهم سيكونون جزءاً من (محنة وطن) يفتقدهم كل يوم ويسترجع مآثرهم وشهامتهم برغم الجراح التي تنـز من كل جوانبه والحزن المخيم عليه كظله !
(المدى) كبرت 11 عاماً، وهي تتفاخر اليوم بمنحها تأشيرة الوفاء للوطن لشريحة مهمة من إعلاميين بقامات لا يضاهيهم سوى النخل العزيز بكبريائه وجذوره، لبوا نداءها بكرم المهنة ورقيّ كفاءتهم ونزاهة نفوسهم ليكونوا خير سفراء للصحافة العراقية التي عرفتهم لأكثر من 25 عاماً مدافعين أشداء عن المبدأ تلك الرسالة التي لم يزل الكثير لا يعي تأثيرها في بناء الشخصية المهنية المحصنة للذات أمام أهواء العصر وتيارات المصالح التي انبطح أمامها شُلة مرتزقة من رواد (دكاكين) المسؤولين !
نعم نوقد الشمعة الثانية عشرة مستذكرين بفرح غامر الجهود المخلصة والأمينة لمنح تأشيرة العودة إلى بلاط السلطة الرابعة لأبناء العراق مؤيد البدري وعبد القادر زينل وصفاء العبد وفيصل صالح وسمير الشكرجي وجليل العبودي وعدنان الجبوري وعلي عبد الزهرة الهاشمي وعبد الوهاب النعيمي ومحمد العبيدي وعلي النعيمي ورعد العراقي وإحسان كريم ديبس وسعد المشعل، فتحنا لهم القلوب قبل الصفحات لنضمهم بين جناحي الشوق والوفاء لما أبدوه من تعاون مخلص في التفاعل مع قضايا الوطن الرياضية وأسهم جلّهم في مجلة (حوارسبورت) التي تعد إحدى ثمار العطاء لبيت (المدى) باعتبارها أول مطبوع عراقي في المحيطين العربي والدولي ، تهتم بفن الحوار الرياضي وترسّخ محاور الرأي ليكون جزءاً من حل وليس مشكلة.
هكذا تتواصل عملية التلاقح الفكري بيننا وبين زملائنا في الخارج ، غير آبهين للأصوات النشاز التي تضرب بين الحين والآخر بحجارة الباطل مستهدفة مشروعنا الكبير لتكون (المدى) حاضنة المغتربين أصحاب الرسائل الخالصة بعد أن وجدوا فيها ذواتهم وتقاربهم مع النهج الوطني الحر الذي دأبت عليه سياستها منذ تأسيسها في 5 آب 2003.
ومثلما نحرص على استمرار العلاقة النموذجية بيننا وبين الأساتذة والزملاء في المهجر، لم نألُ جهداً في تمتين تلك العلاقة وبالأطر نفسها مع أسرة الصحافة الرياضية بعد أن أيقنا بما لا يقبل الشك أن التغيير في أي جانب من الحياة يبدأ بمحاولة فردية قبل أن تعضّدها جهود الجماعة لحماية المشروع الوطني ألا وهو (الصحافة الرياضية النظيفة) مثلما نطمح ونتمنى للجميع بعدما غزا بلاطها الطامعون بمكاسبها وهم كُثر للأسف وارتضى مسؤولوها السكوت بقصد أو من دونه حتى أن (المدى) منذ 11 عاماً وما زالت تنبّه وتحذر من ضياع الصحفي الرياضي وعدم احترامه إذا ما استمر الاستهتار بقيمته وتحديد معياره بـ(إيفاد ومكافأة) وعدم وجود ضوابط محكمة تنظم آلية إدارة شؤونه طالما اقتصر اهتمام القائمين عليه في الاتحاد بكيفية ضمان الصوت الانتخابي لأربع سنوات مقبلة مع بقاء سلبيات المراحل السابقة من دون معالجة!
صراحة .. في كل عام تزداد مسؤوليتنا ويتضاعف الحرص على النجاح والمحافظة على المستوى المشرّف الذي بلغته (المدى الرياضي) من دون إطراء وذلك ما نقرأه في عيون الزملاء وصراحتهم التي تِأخذنا إلى مديّات أوسع في أفق مشاريع مستقبلية عن واقع رياضة البلد وحاجتها إلى مراجعة دقيقة لإنهاء تداعيات التهافت على المناصب ومغانم السفر! مثلما التقت رؤانا مع نخبة من أكاديميين كبار يدفعهم الهاجس العلمي لأن تكون رياضتنا في مقدمة الدول العربية في الأقل ، وعلى هذا الأساس شرعنا في العام الحادي عشر لنشر سلسلة من المقالات الموسومة لـ "رجل الرياضة الأكاديمية " د.باسل عبد المهدي المُرهَق بالعمل الأولمبي وسُبل نزع كلاليب الجهل الذي تمسك بمفاصل كثيرة من منظومة تطوير الاتحادات ولا يمتلكون الشهادات الموائمة لتخصصاتهم أو مسؤولياتهم الجسيمة، ولذلك ستواصل (المدى) فضحهم والمطالبة بكشف حساب الأخطاء التي يرتكبونها باسم الوطن ، ولنا في التشكيل الجديد لمجلس النواب فاتحة خير لسياسة مراقبة ومعاقبة من يتعامى عن الطريق الجاد لإصلاح مسار الرياضة المنحرِف إلى متاهات لا تحمد عقباها.
مبارك لمن نضح العرق في اللبنة الأولى لبيت (المدى)، وسلاماً لمن فارقنا وفي عيونه دمعة شوق للقاء مؤجل، وهنيئاَ لأحرار (المدى) الشجعان في مواصلة مقارعة الظلم وفضح الفاسدين ومناصرة الكادحين والنازحين وردم خنادق الطائفيين، وإسعاد الأطفال المحرومين، وإشعال شموع الأمل للشباب لرؤية بيت المستقبل الآمن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram