تبادل الفلسطينيون والإسرائيليون الاتهامات بشن هجمات بعد قليل من بدء هدنة أعلنتها اسرائيل لمدة سبع ساعات للسماح بدخول مساعدات انسانية الى قطاع غزة يوم امس الاثنين.وقال الفلسطينيون إن اسرائيل قصفت مخيما للاجئين في مدينة غزة ما أدى إلى مقتل طفلة عمرها
تبادل الفلسطينيون والإسرائيليون الاتهامات بشن هجمات بعد قليل من بدء هدنة أعلنتها اسرائيل لمدة سبع ساعات للسماح بدخول مساعدات انسانية الى قطاع غزة يوم امس الاثنين.
وقال الفلسطينيون إن اسرائيل قصفت مخيما للاجئين في مدينة غزة ما أدى إلى مقتل طفلة عمرها ثمانية أعوام وإصابة 29 آخرين بينما قالت اسرائيل إن أربعة صواريخ على الاقل أطلقت على أراضيها من غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن الغارة على منزل في مخيم الشاطئ وقعت بعد الموعد المقرر لبدء الهدنة صباح امس الاثنين.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنها تتحرى عن الهجوم على مخيم اللاجئين. وأضافت ان أربعة صواريخ أطلقت من غزة منذ بدء الهدنة سقط اثنان منها داخل اسرائيل. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات أو أضرار.
وفي القدس صدم حفار بناء حافلة وقلبها فيما وصفته الشرطة الاسرائيلية بأنه هجوم ارهابي. ولم يكن هناك ركاب في الحافلة لكن أحد المارة توفى بعد ان دهسه الحفار وقالت الشرطة ان السائق قتل بالرصاص. وعرفت وسائل الاعلام الاسرائيلية السائق بأنه فلسطيني من القدس الشرقية.
وأعلنت اسرائيل هدنة مؤقتة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والسماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب الدائرة منذ نحو أربعة أسابيع بالعودة إلى ديارهم.
وقوبل الإعلان بتشكك من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وجاء بعد انتقاد قوي غير معتاد من واشنطن لقصف إسرائيلي على ما يبدو لمدرسة تديرها الأمم المتحدة يوم الأحد أدى الى سقوط عشرة قتلى.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن هذه الهدنة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (من الساعة 0700 حتى الساعة 1400 بتوقيت جرينتش) لا تشمل مناطق في مدينة رفح بجنوب غزة كثفت فيها القوات البرية الإسرائيلية هجماتها بعد مقتل ثلاثة جنود في كمين نصبته حماس هناك يوم الجمعة.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هدف اسرائيل هو "المساعدة في الإغاثة الإنسانية" لسكان غزة.
وقالت حماس التي يزور مبعوثون منها القاهرة للتفاوض على هدنة ان الهجوم على المنزل بعد بدء وقف اطلاق النار الاسرائيلي يبين انه خدعة. ولم ترسل اسرائيل مبعوثين لمحادثات القاهرة غضبا من كمين رفح يوم الجمعة.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن الحركة لا تثق في مثل هذه التهدئة وتحث الشعب الفلسطيني على توخي الحذر.
وبدأت إسرائيل تقليص هجومها في ظل عدم وجود اتفاق مع حماس لوقف اطلاق النار. وتقول إن جيشها أنجز هدفه الرئيسي وهو تدمير أنفاق التسلل عبر الحدود من غزة.
وقال عاموس جلعاد وهو مسؤول كبير بوزارة الدفاع الاسرائيلية "كل نفق للهجوم علمنا بأمره دمر."
وفي غارة قبل الفجر قتلت اسرائيل دانيال منصور القيادي الكبير في حركة الجهاد الاسلامي التي تقاتل الى جانب حماس.
وبدأت إسرائيل هجومها في الثامن من يوليو تموز بعد تصعيد في إطلاق حماس للصواريخ. وتصاعد هذا الهجوم من قصف جوي وبحري إلى توغل بري تركز على الحدود الشرقية لغزة والمليئة بالأنفاق ولكنه امتد أيضا الى بلدات كثيفة السكان.
ويقول مسؤولو غزة إن 1804 فلسطينيين معظمهم من المدنيين قتلوا كما شرد أكثر من ربع سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة. ودمر ما يصل إلى ثلاثة آلاف منزل أو لحقت بها أضرار.
ولجأ كثير من النازحين إلى منشآت تديرها الأمم المتحدة بما في ذلك مدرسة برفح قتل فيها عشرة أشخاص يوم الأحد خلال ما وصفه مسؤولو غزة بغارة جوية إسرائيلية.
وقالت إسرائيل إنها تحقق في الحادث وإنه ربما يكون مرتبطا بمحاولة من جانب الجيش لقتل مسلحين من حركة الجهاد الإسلامي أثناء مرورهم بسيارة في مكان قريب.
من جانب اخر عقد ممثلو فصائل فلسطينية بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الاسلامي أول اجتماع رسمي مع وسطاء مصريين في القاهرة يوم امس الاثنين بأمل تمهيد الطريق إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل.
وتركزت المحادثات على مطالب اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية يوم الأحد من بينها مناشدة مصر تسهيل الحركة عبر حدودها مع قطاع غزة المحاصر. ولم يتضح كيف ستتقدم المحادثات بعد أن رفضت إسرائيل إيفاد مبعوثيها الذين كان مقررا أن يجتمعوا على الوسطاء المصريين.
وقال أعضاء في الوفد الفلسطيني يوم الأحد إن مطالب الوفد تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار عن القطاع وبدء إعادة البناء وكذلك الإفراج عن سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل.
وبدأت المحادثات ظهرا (0900 بتوقيت جرينتش) بإشراف المخابرات العامة المصرية واستمرت لساعتين تقريبا. ولم تتلق رويترز على الفور أي رد على اتصالات هاتفية حاولت إجراءها مع أعضاء الوفد الفلسطيني بعد الاجتماع.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية قول مصادر فلسطينية إن مصر وعدت بأن تبذل كل ما في وسعها لضمان الاستجابة للمطالب الفلسطينية.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن القاهرة يمكن أن تفكر في زيادة حرية الحركة المحدودة حاليا في معبر رفح لكن ليس مرجحا أن تستجيب للمطالب الفلسطينية بتدفق للتجارة من المعبر.
وتقول المصادر إن مصر تصر على أن أي مناقشات حول معبر رفح يجب أن تكون مع السلطة الوطنية الفلسطينية وليس في نطاق اتفاق شامل بين الفلسطينيين وإسرائيل لتخفيف الحصار الإسرائيلي.
وتعارض مصر حماس مثلما تعارضها إسرائيل لكن القاهرة لعبت في السابق دور الوسيط في أزمات متكررة في غزة وتبذل جهودا مضنية للتوصل الى اتفاق هدنة يوقف المواجهات الحالية.
ولم تتأكد حتى يوم الاثنين تكهنات لوسائل إعلام عن أن بيل بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي سيسافر إلى مصر للمشاركة في المحادثات غير المباشرة. ورفض مسؤول في السفارة الأمريكية القول ما اذا كان بيرنز سيصل ومتى.
وانهار وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة بعد ساعتين من بدئه يوم الجمعة مع تبادل إسرائيل وحماس اللوم بشأن انهياره.
وبدأت إسرائيل حملتها على غزة في الثامن من يوليو تموز ردا على ما تقول إنه تصعيد من جانب حماس وجماعات فلسطينية أخرى في الهجمات الصاروخية عبر الحدود. ثم شنت إسرائيل بعد ذلك هجوما بريا.
وقال مسؤولون في غزة إن 1804 فلسطينيين قتلوا كما شرد ربع سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة. وأكدت إسرائيل مقتل 64 من جنودها في الاشتباكات بجانب ثلاثة مدنيين قتلوا في القصف الصاروخي الذي استهدف مدنا وبلدات إسرائيلية.