TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المدى وشرف الكتابة على صفحاتها

المدى وشرف الكتابة على صفحاتها

نشر في: 4 أغسطس, 2014: 09:01 م

لم تولد "المدى" لتكون صرخة في واد غير ذي زرع، ولا لتكون مجرد رقم يضاف إلى الصحف الصادرة في العالم العربي، وبعضها ليس أكثر من أوراق صفراء ملوثة بحبر الارتزاق.
لقد ولدت لتكون صوتاً مدوياً في بريّة الحق والخير والجمال، منبراً للحرية والديمقراطية والعدالة، وسيفاً مشهراً ضد الظلم والفساد والفوضى، جمعت على صفحاتها الطاهر من الأقلام، وتابع محرروها أحداث العراق بنزاهة ومهنية، فكشفوا منابع الخلل دون وجل أو خوف من طيور الظلام وزوار الفجر ومحترفي القتل، كانت، وستظل، زهرة فواحة بالعطر، أينما تصفحها قارئ، وكلما تقدمت المدى المؤسسة إلى الأمام وهي تمتلك كل أدوات الإعلام الحديث من وكالة أنباء ودار للنشر وإذاعة وفضائية.
حين كانت المدى مؤسسة في دمشق، كانت عينها على الحرية وكرامة الإنسان وحقه في العيش، وكانت عينها على العراق، وحين تفتحت أزهارها على ضفاف الرافدين ظلت وفيّة لرسالتها، فطورتها لتكون بديلاً عن ما عجزت الحكومات المتعاقبة عن تحقيقه، رغم ما تتمتع به من إمكانات هائلة يغيب عنها حسن التخطيط ووضوح الهدف، بينما واصلت المدى بإمكاناتها المتواضعة صعودها وتقدمها وتألقها ونجاحاتها، وهي على ثقة بقدرتها على تحقيق أهدافها بالصبر والتمسك بعروتها الوثقى "ثقة القارئ ودعمه".
حين ولدت المدى الصحيفة على ضفاف دجلة والفرات، كانت طموحاتها بغير حدود، كانت تأمل أن تكون رسالة المواطن العراقي إلى العالم العربي، تنقل له ما يجري، وتنقل عنه للعراقيين ما يجري حولهم، غير أن تحقيق هذا الهدف ظل محصوراً في موقعها على الشبكة العنكبوتية، وهو موقع يؤدي الدور بجدارة في حدود إمكاناته، لكنه يسد ثغرة كان مأمولاً أن يسدها عطر الحبر وملمس الورق.
قد تكون شهادتي في المدى مجروحة لكوني أحد أبنائها، وربما لصداقة حقيقية تجمعني بكبيرها فخري كريم، لكنني وأنا أتابع الصحف العراقية أشعر بالفخر لكوني أتشرف بأن أكون واحداً من كتابها، وهي المتميزة بنزاهتها ومهنيتها وشجاعتها الأدبية البعيدة عن التجريح الرخيص، وها أنا اليوم بعد سنوات من التعامل الشريف مع المدى المؤسسة والصحيفة، ومع الاحتفال بذكرى تأسيسها، أشد أزر نفسي لأواصل المسيرة متسلحاً بنفس الإيمان الذي دعا لصدور " المدى" الباحثة عن الحقيقة والمدافعة عنها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram