TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > العالم الغريب لأماكن الوشم في بغداد

العالم الغريب لأماكن الوشم في بغداد

نشر في: 5 أغسطس, 2014: 09:01 م

فنان الوشم (تاتو) محمد النجب والمعروف ايضاً باسم (دانتي) والذي اختاره نقلاً عن الجنود الامريكيين عندما عمل مترجماً في خلال سنوات الاحتلال الامريكي.من اجل الوصول الى مكان دانتي، عليك السير في زقاق، ثم تصعد السلم الى رواق لتصل الى مركز التسوق في بغداد

فنان الوشم (تاتو) محمد النجب والمعروف ايضاً باسم (دانتي) والذي اختاره نقلاً عن الجنود الامريكيين عندما عمل مترجماً في خلال سنوات الاحتلال الامريكي.
من اجل الوصول الى مكان دانتي، عليك السير في زقاق، ثم تصعد السلم الى رواق لتصل الى مركز التسوق في بغداد في الكرادة، وفي غرفة قليلة الاضاءة، وفي ليلة ساخنة من شهر تموز، وجدت مجموعة من الشبان الخشنين مجتمعين حول رفيقهم الذي كان يناضل من اجل البقاء هادئاً على الرغم من الألم.
وكان دانتي مثابراً في العمل، يحفر وشماً لرمز ديني كبير على ذراع الشاب، وكنت والمصور ماكس بيكيرير قد جئنا للقاء دانتي بمساعدة سائق سيارتنا، اسامة من اجل رؤية الجانب المختلف للعراق، مغاير للعنف السياسي الطاحن.
وبالتأكيد لايوجد مكان في العراق خال من المعاناة المروعة الذي يتعرض لها العراقيون منذ عقود من الزمن، حكومة قاسية ثم العنف الذي انفجر بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003.
ومحل دانتي للتاتو يقصده الكثير من الشباب لرسم الوشم على مناطق مختلفة من اجسادهم، ومعظم تصميمات الوشم تأتي من تلك التي استخدمها الجنود الامريكيين (ففي كل بيت قصة مأساوية تروى، أو احداث دمار موجعة و مؤلمة).
ويضم محل دانتي للتاتو مزيجاً من الرجال والمراهقين، عسكريين ومدنيين، الذين نشأوا معاً، ولهم هوايات غير اعتيادية: موسيقى الراب الخشنة العالية. وكان محمد النجب، قد فتح محله في عام 2008 وعمل لعامين مترجماً للامريكيين في مطار بغداد، واطلقوا عليه آنذاك اسم (دانتي) نقلاً عن فيلم من افلام الرسوم المتحركة (جحيم دانتي) وبقي الاسم ملتصقاً به، وقد تعلم محمد النجب (التاتو) من جندي امريكي كان لديه محل للتاتو في لوس انجلس، وتعلم منه محمد الحرفة، وكان قبل ذلك كان يحب الرسم.
ويقول دانتي انه قد ترك ذلك العمل، اثر حادثة تركت آثارها على ظهره ويده، بعد اصابته بالعديد من الاطلاقات النارية التي تركت جروحاً في بدنه وهو في محله، لايرغب بالتحدث كثيراً عن تلك الحادثة.
ولم يكن الوشم معروفاً في العراق ما عدا تلك النقاط على الوجوه، استخدمتها القبائل ولكنه اصبح امراً مألوفاً لدى الشباب العراقي، و رؤيتهم للجنود الامريكيين وتأثرهم بالثقافة الشعبية للغرب (وهم يعبرون عن انفسهم وعن حريتهم الشخصية).
ويعم الظلام (محل دانتي)، ونجلس في الظلام بعض الشيء، حيث ان التيار الكهربائي في بغداد ينطفئ كل نصف ساعة، وكان المحل مليئاً بالشبان، والذين عكست وشوماتهم مزيجاً من الثقافة الشعبية الامريكية والرموز الدينية والسياسية العراقية.
وكان في محل الوشم ذلك العديد من الشبان العراقيين واشار ذلك المشهد حقيقة تعلن ان العراقيين يعتقدون ان الصحافة الاجنبية تغالي في مواقفها: (ان العراق ما يزال منقسماً عرقياً ودينياً) ولكن العراقيين على الرغم من أعوام الخلافات، يشعرون بالوحدة والانتماء الوطني، وهي مشاعر مشتركة، كما هو الحال مع التاتو.
وسألت عن الدولة الاسلامية، صمت الجميع، وغمغم البعض ان الامور تسير، كما يبدو، بشكل مسيء للعراق، ثم اشار دانتي الى شاب في حدود الـ17 من عمره، وقال (ان والده برتبة لواء في الجيش وهو يؤذيه ان علم انه تحدث في الشؤون السياسية) وضحك الشبان وهم يغادرون المكان للتدخين في خارجه، ثم عادوا الى المحل، والتفوا حول دانتي وهو يباشر عمله مع شاب أراد إزالة وشمه، بسبب عدم موافقة والدته عليه.
 عن: واشنطن بوست
كتبت المقالة، ابيغيل هاسلوهنر – مديرة مكتب البوست في القاهرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram