مع كل استحقاق وطني لأسود الرافدين، يتكرر الحديث عن حقوق اللاعبين المغتربين وتجاهل اتحاد كرة القدم والملاك التدريبي لأصوات كثيرة من ذوي الشأن تنادي وفق موضوعية ووطنية مخلصتين بضرورة الاستعانة بهم في خدمة المهمة الوطنية بعد أن برزت في أكثر من دوري أوروبي قدرات موهوبين رائعين بأعمار مثالية جداً تساعدهم على التواجد مع المنتخبات الوطنية لأكثر من 7 سنوات.
وصراحة لا ندري ما سرّ تقاعس المعنيين في الاتحاد بقضية المغتربين وجميعنا يعلم أن لاعباً من طراز جوستن ميرام لم يزل ملف أوراقه الثبوتية مركوناً على الرف لاسيما إن المدير الإداري للمنتخب الوطني باسل كوركيس كان قد صرّح في 20 آذار الماضي لوسائل الإعلام المختلفة انه حصل على الأوراق الرسمية للاعب من أسرته التي استقبلته في ديترويت بعد أن اتضح من تلك الأوراق إن الأب غادر العراق عام 1967 ويحتفظ بجميع المستمكات التي تؤكد انتمائه لبلده، فماذا حصل بعد الاستعراض الإعلامي لكوركيس؟ لا جديد في الأمر حيث ليس بوسع كوركيس أن يمضي في القضية وحده من دون أن تكون هناك لجنة خاصة في الاتحاد تهتم بحسم قضايا المغتربين بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الوطنية ووزارتي الشباب والرياضة والداخلية لرفع توصياتها إلى وزارة الخارجية بغية إجراء اللازم مع الدول المقيمين فيها ليتسنى تسجيلهم ضمن كشوفات منتخب الوطن بأسرع وقت.
للأسف هناك أكثر من لاعب مغترب يماثل موهبة ميرام، فلاعب الوسط علي عباس غنيُّ عن التعريف وسبق له ان مثل المنتخب الأولمبي قبل أن يفجّر هروبه إلى استراليا أزمة كبيرة ومؤثرة على سمعته الرياضية ثم ما لبث اتحاد الكرة أن أعلن الصفح عنه لأسباب إنسانية، ولدينا المدافع المتميز علي جاسم ( 27 عاماً) المحترف في نادي أوميو ضمن أندية الدوري الممتاز السويدي يعد مكسباً كبيراً للكرة العراقية بعد أن لفت الأنظار إليه وأثنت عليه وسائل الإعلام الأوروبية مستغربة من إهمال الاستعانة بخدماته مع بلده ، كما هناك سيموني فيرودي المحترف في الدوري الايطالي من أب إيطالي وأم عراقية يتميز بروحية شبابية رائعة صقلتها تجربة الاحتراف في روما ، ولم يكن فرانس بطرس (المدافع الصلب) في الدنمارك أقل شأناً من زملائه ويشاطره في الإبداع زيلوان حمد الذي يسجل مشاركات مهمة في الدوري الألماني لا يمكن إلا أن تُستثمر في دعم مشوار المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
ترى هل هناك أيـدٍ خفية تعمد إلى إخفاء ملف المغتربين وعرقلة الساعين إلى إيجاد محاولات حثيثة لتقديم سيرهم الذاتية إلى اتحاد الكرة والبدء بعملية تسجيلهم لضمان مشاركتهم مع المنتخب الوطني رسمياً ضمن بطولات الاتحادين الآسيوي والدولي للعبة ؟ التكهن بجواب هذا التساؤل المرّ يبدو متوافقاً مع إغماط حقوق الموهوبين الشباب في الخارج وأن هناك من يقف معارضاً لهكذا مشاريع وطنية ( نُحسد عليها) بذريعة عدم انسجام اللاعبين المغتربين مع عادات وسلوكيات ومناخات التدريب في العراق، وما يؤكد ذلك أن هناك شهادات معلنة للصحافة والتلفاز تفضح وجود ضغوطات مورست على بعضهم بقصد التأثير على معنوياتهم ودفعهم الى عدم العودة ثانية لوطنهم مثلما واجه اللاعب الدولي احمد ياسين بعد تألقه مع البرازيلي زيكو ونيله ثقته، منغصّات كثيرة عقب موقفه المتشنج أثر استبداله في مباراة نهائي كاس الخليج 21 أمام الإمارات، وتعرّضه إلى التهميش في مباريات لاحقة برغم أهميته لتعويض ابتعاد يونس محمود آنذاك.
ليكن منتخب (محاربو الصحراء) نموذجاً لنا في تمسك اتحاد كرة القدم الجزائري بــ 19 لاعباً محترفاً في الدوريات الأوروبية للدفاع عن راية (بلد المليون شهيد) في مونديال البرازيل وكانوا بمستوى التشريف وثقة مسؤولي الرياضة حين عادوا مكللين بباقات ورد العرفان، مع العلم أن الدوري الجزائري يعج بلاعبين أشداء خبرة وتمرساً ويعدون من أميز اللاعبين العرب المحليين، لكن رؤية الأخوة في الجزائر أوسع وأشمل مما يرى مسؤولو الكرة العراقية ملف المغتربين والمحترفين عبر ثقب الأبـرة !
من يحرق ملف المغتربين؟
[post-views]
نشر في: 6 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
أبو حمدان العراقي
يونس محمود كافي علينه ، دفاع، هجوم، وسط، تدريب ، خبير ، كلها گدها ابو ذنون البطل ، في كل المجالات نحن نسير على مبدأ ما ننطيها اقتداءً بمنهج قائدنا ال...روره ، سمعة البلد ابّيش كيلو؟ المهم الاهل والاحباب ما يزعلون