على محمل الجدّ، الجدّ كله وبأعلى درجاته، ينبغي الأخذ بما ورد في تقرير وكالة رويترز الذي استنطق مسؤولي مخابرات وأمن عراقيين فأفادوا بان مسلحي "داعش" يقتربون على نحو خطير من العاصمة بغداد مستخدمين أنفاقاً سرية حفرها صدام حسين وأرضاً وعرة جنوبي بغداد بدعم من رجال قبائل سنة مدججين بالسلاح لمباغتة القوات العراقية.
حتى لو لم يدلِ هؤلاء المسؤولون بمعلوماتهم في هذا الشأن فان المنطق يقود العاقل الى استنتاج كهذا.. ما الذي يُمكن أن يردع "داعش" عن التقدم نحو بغداد؟ وما الذي يمكن أن يحول دون وصوله الى قلب العاصمة؟ الجيش والقوات الأمنية رأينا "بلاءهما" الكارثي في الموصل وتكريت ومناطق عدة من محافظتي كركوك وديالي، وقبلها الفلوجة وسائر مدن محافظة الأنبار.. وها نحن الآن أيضا نرى "بلاء" مماثلاً على مدى الشهرين المنصرمين منذ أن وصل "داعش" الى الموصل كما لو كان في نزهة في أم الربيعين، بل انه يتمدد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وما من رادع له. وبرغم البيانات المجلجلة والمزلزلة للناطقين الحكوميين فان "داعش" يتقدم بثبات في كل الاتجاهات ويقتل ويذبح ويسبي "على راحته" الايزيديين بعد المسيحيين وسواهم من سنة وشيعة من سكان محافظة نينوى، فيما القوات التي ينطق باسم قائدها العام الناطقون بالبيانات الكاذبة، تبدو كما لو انها اتخذت وضعية المتفرج!.. أما القائد العام نفسه فمنشغل بقضية ولايته الثالثة غير المرغوب فيها وطنياً، فيما احتفظ بقادته المهزومين الذين كان يتعيّن أن يقدّموا، وهو معهم، استقالاتهم منذ شهرين، بل كان يتعين أن يواجهوا المحاكمة عن تقصيرهم وإهمالهم ولهوهم الذي تسبب في كوارث ومحن إنسانية قلّ نظيرها حتى في عهد نظام صدام، فضلاً عن خروج ثلث مساحة البلاد عن سيطرة الدولة.
"داعش" مطمئن الى ان الدولة العراقية ليست في وضع القادر على مواجهته ووقفه عند حده، فضلاً عن رده على أعقابه، فالحكومة التي فرّت قواتها أمامه في نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار ليس في مقدورها الوقوف في وجهه حتى على تخوم العاصمة وفي داخلها أيضاً.
خلاصة تقرير رويترز ان العاصمة في خطر حقيقي.. انها كذلك في الواقع، وهذا الخطر لا يمكن مواجهته وتفادي عواقبه الكارثية بموقف النفاق والتدليس الذي تتخذه الطبقة السياسية المتنفذة، وبخاصة أطراف التحالف الوطني، وبالذات الائتلاف الوطني العراقي.. موقف هذا الائتلاف من قضية تشكيل الحكومة الجديدة لا يرقى الى أدنى درجات خطر "داعش" ولا الى أي درجة من درجات المسؤولية الوطنية.
الموقف الصحيح المطلوب هو أن يخلع التحالف الوطني، وبخاصة الائتلاف الوطني، اليوم وليس غداً، صاحبه الذي كان السبب في كل الأخطار القائمة في البلاد، لتصبح الطريق سالكة الى تشكيل حكومة تكون على قدر المسؤولية تبدأ في الحال بإزالة آثار ثماني سنوات من الفشل والتراجع والتدهور في كل مناحي الحياة.
اخلعوه قبل أن يخلعنا جميعاً "داعش".
اخلعوه قبل أن يخلعكم داعش
[post-views]
نشر في: 6 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
المختار جزء من الائتلاف لافرق بينهم ولربما هم اكثر منه استهتارا بمقدرات الشعب هل من هؤلاء لم يكن تابعا لايران هؤلاء يمثلون الاجندة الايرانية ولايستطيعوا فعل شيْ خلاف مافعله المختار المستهتر فلا املا في الخلاص
مصطفى جواد
اليوم شاهدت حالة لطالما شاهدتها مرات قبل 2003 مواطنين يطالبون بحق مشروع امام مؤسسة بحمايات مجلجلة وقف احدهم امام صاحب المؤسسة الشخصية الكبيرة ورفع صحنه ثم قال I WANT SOME MORE انهالت عليه اخمصات الاسلحة من كل جانب والضرب كان من صميم القلب كانت وليمة ك